ولفت في الحفل حضور سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري الذي يشارك للمرة الاولى في احتفالات ميلادية في الكنيسة، وقد دخل والرياشي إلى الكنيسة معا قبل بدء الحفل بلحظات.
وفور وصوله، قال بخاري: "نتشارك مع أهلنا في لبنان فرحة الأعياد، هذا البلد الذي اجتمعت تحت سمائه كل الديانات السماوية. نحمل من المملكة العربية السعودية كل أماني الخير، ليبقى لبنان عنوانا للفرح والخير والسلام".
بدوره قال الرياشي: "في ظل الوضع الاقتصادي المزري الذي نمر فيه، نحن هنا لنؤكد على أهمية الميلاد وعلى أهمية مشاركة المملكة ممثلة بمعالي السفير وليد بخاري، وهذا دليل على أهمية الانسان والسلام وأهمية حضور الانسان من كل الأديان، بذكرى ميلاد السلام، ميلاد يسوع المسيح".
وحضر الرسيتال أيضا المطران حنا علوان ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، النائب البطريركي للسريان الكاثوليك المطران مار يوحنا جهاد بطاح، السفير وليد بخاري، محافظ البقاع كمال أبو جودة، القنصل فادي بو داغر، رئيس بلدية انطلياس ايلي ابو جودة، رئيسي بلديتي الزلقا وتعلبايا ميشال عساف المر وجورج صوان، رئيس دير مار الياس الأباتي أنطوان راجح، المؤسس والاب العام ل"جمعية رسالة حياة" وسام معلوف، ممثلون عن قادة الأجهزة الأمنية، مديرة البرامج في "اذاعة لبنان" ريتا نجيم الرومي وشخصيات رسمية وروحية وإعلامية وحشد من المؤمنين.
قدم الحفل الشاعر نزار فرنسيس بقصيدة من وحي الميلاد، فكلمة للأب العام وسام معلوف قال فيها: "يطل علينا عيد الميلاد هذه السنة ليحمل معه أسمى معاني اللقاء الحقيقي بين الله الذي ينفك يعبر عن حبه الشديد للإنسان من خلال اتحاده الكلي به، والإنسان الذي بدوره يبحث عن الله ويتوق الى لقائه، فعبر عن هذا الشوق القديس أغسطينوس بقوله: "لقد خلقتنا يا الله، ولسوف تبقى قلوبنا قلقة حتى تجد راحتها فيك".
أضاف: "إن لقاءنا هذه الليلة، عشية عيد الميلاد، يندرج ضمن سبع محطات أردناها هذه السنة أن تكون موجهة كلها نحو العمل الجدي والمباشر من أجل السلام، وستكون المحطة السابعة بإذن الله في صيف ال 2019 بافتتاح الضيعة النموذجية الأولى في لبنان والمنطقة "ضيعة السلام" في منطقة المشرع بسكنتا".
وقال: "إن السلام النابع من المسيح يرتكز على أسس إنجيلية واضحة. فالأخوة التي تجمعنا أكبر بكثير مما قد يشكل في لحظة سببا للخلاف".
وختم بتحية "باسمي الشخصي وباسم الجماعة الرهبانية المارونية رسالة حياة، السيدة ماجدة الرومي التي ما انفكت تعبر عن دعمها للفقراء والشبيبة من خلال شراكتها مع الجماعة ودعمها لرسالتها، فقدمت ولا تزال الرسيتال الميلادي منذ أكثر من خمسة عشر عاما". كما شكر "الأباتي أنطوان راجح وجمهور الدير على محبته واستقباله"، والمطران علوان وراعي الحفل الوزير الرياشي"، مصليا من أجله مع الحضور "ليستمر في سعيه الحثيث للعمل من أجل المصالحة والسلام".
ثم كانت كلمة للوزير الرياشي قال فيها: "فرحتنا كبيرة جدا اليوم، فرحتنا اننا مع ماجدة على مسافة قصيرة من الميلاد، وفرحتنا أكبر أن يشاركنا اخواننا المسلمون، المسلمون الحقيقيون الذين يمثلون الإسلام السمح والإسلام المحبة والإسلام السلام معنا بشخص سعادة السفير".
أضاف: "بسم الله الرحمن الرحيم، الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. نحن معا لأجل مشرق أفضل، نحن معا وعلى أبواب يوم المشرق لأجل مشرق يشرق على الجميع على كل إنسان للمصالحة والخير والسلام، نحن معا لأجل هذا السلام، ما أتينا وما اتانا وما سيأتينا، وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم، هذا نحن وهذا ما نحن عليه ولن تغيرنا أي عمليات إرهابية وأي تطرف ولن يضعفنا أي شر لأن ما هو معنا أقوى وعندما يكون الله معنا فمن علينا".
وتابع: "قال لبطرس حين ظهر له في الإناء، إناء كبير، وكان بطرس يرفض أن يبشر اليهود فظهر له ذلك الاناء في ذلك الليل وأتاه صوت في الرؤية قائلا له: "يا بطرس"، فصحي بطرس من نومه وسمع الصوت، قال: "ماذا تريد يا رب"، قال: "إليك هذا الاناء وفيه كل حيوانات الأرض فاذبح وكل"، فخاف بطرس وقال للصوت: "كيف اذبح يا رب ولا أعرف منها ما هو نجس وما هو غير نجس". فقال الصوت: "يا بطرس ما قدسه الله لا تنجسه انت"، ونحن نقول اليوم نحن كلنا يدا بيد معا لأجل تقديس الإنسان في هذا المشرق المعذب، مسلمون ومسيحيون لأجل انسان حر يعيش السلام ويعي حضارة السلام عبر المصالحة مع الذات ومع الآخر وقبول الآخر واحترام الاختلاف معه بمحبة وشجاعة".
وقال: "لا أنسى أن أحيي رسالة السلام، رسالة الحياة Mission de Vie التي تقوم بهذه المهمة، هذه المؤسسة التي هي صاحبة الدعوة والتي تقوم بمهمة من مهمات السلام واذكرها بأمر واحد: الحياة، المحبة والسلام يحتاجون إلى شجاعة، لا تفقدوا الشجاعة ابدا لأجل بناء السلام وبناء القوة والمعرفة لحماية هذا السلام. شكرا وينعاد عليكم".
وبعد أنشودة "Joy to the World" التي افتتحت فيها الريسيتال قالت السيدة ماجدة الرومي: "معكم نتقاسم وقتا للفرح، وقتا للسلام، معا نضع المشاكل جانبا، ونعيد ببساطة، نبلسم جراح لبنان، نضمه الى قلبنا أرضا مقدسة مشى عليها المسيح، نقول له: مهما حصل، ومهما شوهوك ستبقى رفعة رأسنا".
وحيت السفير السعودي بقولها "شرف كبير حضورك بيننا، وإنها لخطوة عزيزة علينا وتحمل الكثير من المعاني ونرى من خلالها مستقبلا مشمسا وأزرق السماء".
أضافت: "حضرتكم تمثلون بلدا ذا قيمة كبيرة بالنسبة لنا، السعودية، بلد النور والبركة، الأرض العامرة بالخير، يعتاش منه أناس من جهات الأرض كلها، فباسم كل هؤلاء الناس، وباسم الخير، وباسم الإنسان أحييكم، وصلاتي من أعماق قلبي أن يحفظ ربنا السعودية واستقرارها ويديم ازدهارها".
كما حيت الوزير الرياشي لحضوره وقالت: "يسعدنا أن تكون بيننا راعيا لهذا الإحتفال، راعيا للأمل، راعيا للرجاء في قلوب الناس. لقد تعبنا هذه السنة معك، ذهابك من هنا الى هناك ومن هناك الى هنا، وشعرنا برغبتك الكبيرة في أن تجمع القلوب وتوحدها حول فخامة الرئيس وحكومة تخفف من آلام الناس، وكنا نشعر معك، وكنا نصلي، ولا نزال نصلي، ولا أعتقد أن الله لا يسمع صلاتنا، بل هو طويل البال معنا".
وختمت ممازحة الوزير الرياشي: "عند ولادة الحكومة العتيدة، أنا سوف أرسل لك المغلي".
ثم أدت الرومي باقة من الأناشيد والتراتيل الميلادية باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، رافقتها الفرقة الموسيقية بقيادة مارك بو نعوم والكورال بقيادة فادي خليل، واختتم الريسيتال بترتيلة "ولد المسيح".