في ما يخصّ إيران، أكّد المجلس الأعلى للقمّة على "مواقفه وقراراته الثابتة بشأن العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مشدداً على "ضرورة التزام إيران بالأسس والمبادئ الأساسية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي، ومبادئ حُسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، ونبذ الطائفية".
وأعرب المجلس عن "رفضه التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة، وإدانته لكلّ الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران، وتغذية النزاعات الطائفية والمذهبية"، مؤكّداً "ضرورة الكف والإمتناع عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات، وإيقاف دعم وتمويل وتسليح المليشيات والتنظيمات الإرهابية، في انتهاك واضح للأعراف والقيم الدولية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي".
كما طالب القادة المجتمع الدولي بـ"اتخاذ خطوات أكثر فاعلية وجدية لمنع حصول إيران على قدرات نووية، ووضع قيود أكثر صرامة على برنامج إيران للصواريخ البالستية في الفترة المقبلة".
وفي إطار تعزيز العمل المشترك، عيّن المجلس معالي الفريق الركن عيد بن عواض بن عيد الشلوي قائداً للقيادة العسكرية الموحدة لمجلس التعاون الخليجي، مؤكّداُ "سرعة إنجاز كلّ الإجراءات الخاصة بتفعيل القيادة العسكرية الموحدة ومباشرتها لمهامها".
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قال إنّ "القوى الإرهابية لا تزال تهدد الأمن الخليجي والعربي المشترك"، منبهاً إلى "مواصلة النظام الإيراني سياسته العدائية في رعاية تلك القوى والتدخل في شؤون الدول". ودعا إلى "الحفاظ على مكتسبات الدول لحفظ الأمن الإستقرار"، مؤكّداً "ضرورة تحقيق الضمانات الكاملة والكافية تجاه برنامج إيران النووي وبرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية". وأضاف إنّ "المملكة تناشد المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته، باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني من الممارسات العدوانية الإسرائيلية التي تعد استفزازاً لمشاعر العرب والمسلمين وللشعوب المحبة للسلام".
وفي الشأن اليمني، ذكر الملك سلمان أنّ دول تحالف دعم الشرعية حرصت، وبطلب من الحكومة الشرعية في اليمن، على إنقاذ اليمن وشعبه من فئة انقلبت على شرعيته وعمدت إلى العبث بأمنه واستقراره. وأشار إلى أنّ "دول التحالف أعادت الأمل للشعب اليمني من خلال برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية، كما تواصل دول التحالف دعمها لجهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقا لقرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ونتائج الحوار الوطني اليمني.
وعلى صعيد آخر، دعا الملك سلمان إلى حل سياسي يخرج سوريا من أزمتها ويسهم في قيام حكومة انتقالية تضمن وحدة البلاد وخروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها.
وأكد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أكّد من جهته، أنّ "استمرار الصراع في اليمن يشكل تھديداً مباشراً للجميع"، آملاً نجاح المشاورات السياسية الجارية في السويد. وفي هذا السياق، أشاد أمير الكويت بـ"الجھود الكبيرة التي يبذلھا التحالف العربي لدعم تلك المشاورات وإنجاحھا، إضافةً إلى المساعدات الإنسانية الضخمة التي يقدمھا للتخفيف من آثار الظروف الإنسانية القاسية التي يكابدھا أشقاؤنا في اليمن".
وبشأن القضية الفلسطينية، ذكر أمير الكويت أنّ "مسيرة السلام تعاني جموداً وتجاھلاً من قبل المجتمع الدولي، وأكد حرص دول المجلس على المسارعة باستئناف عملية السلام وصولا إلى اتفاق شامل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، دعما وتعزيزا لاستقرار المنطقة والعالم.
وعن العلاقة مع إيران، شدّد أمير الكويت على "أهمية أن تستند العلاقات مع طهران على المبادئ التي أقرھا ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتھا عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول والالتزام بقواعد حسن الجوار".