وحققت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدعم أميركي تقدماً داخل بلدة هجين أبرز البلدات الواقعة ضمن الجيب الأخير الذي يسيطر عليه تنظيم داعش الإرهابي شرقي سوريا.
وبحسب التقرير المصور، استولت قوات قسد على مصنع أسلحة تركه مقاتلو تنظيم داعش وراءهم بعد تحرير المنطقة وفرارهم منها، كما أوضح التقرير أن المصنع يحتوي على أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة كانت بحوزة التنظيم الإرهابي.
وتتواصل الاشتباكات العنيفة، بين قوات قسد بدعم من التحالف الدولي، وداعش، على محاور عدة ضمن الجيب الأخير للتنظيم في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وتتركز المعارك في محيط وأطراف بلدات السوسة وهجين والشجلة.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مقاتل من قوات قسد يدعى عبدالله حسن (33عاماً)، إن "داعش تمكن من صنع قذائف "المورتر" وقذائف "آر بي جي" وذخيرة متنوعة"، وأضاف حسن أن "المصنع كان يحتوي تقريباً على جميع أنواع الصواريخ".
وعبر المقاتل عن صدمته من حجم المتفجرات والصواريخ التي عثروا عليها، موضحاً أنها كانت مكدسة من المنتصف إلى السقف في المصنع.
وتابع حسن: "داعش كان يملك ترسانة من الأسلحة والذخائر على نطاق صناعي، حيث كان يصنع قذائف الصواريخ الآر بي جي والهاون والقنابل مباشرة من المعدن الخام"، مضيفاً أن "مقاتلي التنظيم كانوا يضعون لوحات ضغط ويملأونها بالمتفجرات حتى يتمكنوا من صنع عبوات ناسفة بدائية الصنع".
وذكرت الصحيفة أن "الصواريخ بدائية الصُنع" والتي طوّرها داعش خلال فترة رواج تصنيع الأسلحة للمتطرفين، كانت أحد المكونات الرئيسية في آلية الحرب للإرهابيين بالمنطقة.
وأكد حسن أن مقاتلي داعش لم يستنفذوا جميع أسلحتهم حتى الآن، موضحاً أنه "في هجوم مقاتلي داعش الأخير علينا تحت غطاء عاصفة رملية، استخدموا الكثير من الأسلحة والمتفجرات مثل التي وجدناها هنا".
وأكد حسن أن "عناصر داعش خاضوا معركة شرسة للحفاظ على هذا المصنع، ولكنهم تراجعوا إلى هجين بعد مقتل 7 وقنص عدد آخر منهم".
ونقلت الصحيفة البريطانية، عن أحد قادة قوات سوريا الديمقراطية في منطقة هجين شرقي سوريا، هافيل روني، حيث تدور المعارك، قوله: "المعركة هنا تختلف عن المعارك الأخرى في سوريا، حيث أن مسلحي داعش كانوا يفرون في المعارك الأخرى إلى هذه المنطقة ولكن الآن هم محاصرون وليس لديهم أي مكان أخر للفرار إليه، لذلك هم يقاتلون حتى الموت"، مشيراً إلى أن "المعارك في هذه المنطقة هي الأسوأ والأصعب".
وأضاف روني: "لقد كان لدى داعش أكثر من 5 سنوات للتحضير لهذه المعركة هنا".
وبخصوص مصنع الأسلحة الذي عثر عليه في محاور هجين، قال روني إن "التنظيم الإرهابي كان يخلط مستخلصات النفط مع الأسيد والأسمدة ويضعها في حاويات ليجعل من الانفجار أقوى وأكبر"، مضيفاً أن "المتفجرات كانت توضع في سيارات يهاجموا بها قواتنا ليكون الانفجار مميتاً".
وأكد روني أن مصنع الأسلحة الذي تم العثور عليه من قبل قوات سوريا الديمقراطية لم يكن الوحيد في المنطقة، وقال: "لقد وجدنا حديثاً مخزن أسلحة آخر تحت مدرسة كان التنظيم يستخدمه للتدريب وصناعة القنابل".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن الجنرال العسكري قوله إن "هزيمة داعش على الأرض لن تكون نهاية التنظيم المتطرف"، مضيفاً "صناعة القنابل يمكن معرفتها الآن عن طريق الإنترنت"، "لهذا السبب نحن نقوم بتثقيف الناس لمكافحة فكر داعش المتطرف ومحاربته في كل مكان، حتى يتم القضاء على التنظيم الإرهابي والتطرف نهائياً".