في الوقت الذي تهيمن فيه هموم التجارة العالمية على أعمال قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، انطلقت سلسلة من الاجتماعات على هامشها بين زعماء دوليين رئيسين، وقد ترأس الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري جلسة افتتاح القمة، مؤكدا الحاجة إلى مناقشات صريحة، ومعربا عن أمله في أن تتمكن الأطراف من التوصل إلى توافق في الآراء في مواجهة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية العالمية السريعة.
وقال الرئيس الأرجنتيني في كلمته الافتتاحية: "نريد أن نتجاوز الخلافات على أسس الحوار"، معتبرا أن "هناك فرصا للتقدم رغم التحديات على مختلف المستويات".
وشدد ماكري على أن "التحديات العالمية بحاجة إلى حلول عالمية"، مضيفا: "بالحوار نستطيع بناء مستقبل مشرق نقضي فيه على الفقر".
وأضاف أن جوهر قمة العشرين احترام الاختلافات وتعزيز الحوار، مشيرا إلى أن قادة الدول سيبحثون مسائل التجارة الدولية والاستقرار المالي.
وتعد قضية التجارة نقطة محورية خلال القمة، التي تخيم عليها أيضا توترات جديدة بشأن أوكرانيا، وتزايد الانقسامات بسبب التغير المناخي.
ومن المقرر أن يتخلل القمة عدد من المبادرات الدبلوماسية واللقاءات الثنائية بين القادة.
وبعد فرض رسوم عقابية على سلع صينية، والتهديد بفرض المزيد في كانون الثاني، يصوب ترامب أيضا على الصين، فيما يستعد للاجتماع برئيسها شي جين بينج على هامش قمة مجموعة العشرين.
ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج اليوم على مأدبة عشاء مهمة، على أمل أن يتمكن أكبر اقتصادين في العالم من تفعيل وقف حربهما التجارية، التي قد تؤدي إلى تأثيرات متتالية على مستوى العالم.
وفرض ترامب رسوما على ما قيمته 250 مليار دولار من السلع الصينية المستوردة.
ويرى ترامب "مؤشرات إيجابية" بشأن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وأضاف على هامش القمة: "هناك مؤشرات إيجابية، وسنرى ما سيحصل. إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق سيكون الأمر جيدا. أعتقد أن الصينيين يرغبون في ذلك، ونحن نرغب في ذلك أيضا".
وأثناء توجهه إلى الأرجنتين، وعد الرئيس الصيني بأن "تبذل الصين كثيرا من الجهود لتسريع الدخول إلى الأسواق، وتحسين بيئة الاستثمارات، وزيادة حماية الملكية الفكرية".
إلا أن شركات أجنبية في الصين تشكو من أن مثل هذه الوعود روتينية، ويشكك المحللون بأن تثمر المحادثات بين ترامب وشي أثناء عشاء عمل عن أكثر من التزام بإجراء مزيد من المفاوضات.
وانتقد روبرت لايتهايز ممثل التجارة الأميركي بكين؛ بسبب فشلها في تطبيق "إصلاحات ذات معنى" بشأن سياسات التجارة العدائية، وهدد بفرض رسوم على السيارات الصينية.
من جهتها، ذكرت صحيفة "تشاينا ديلي" الحكومية أن الجانبين يمكن أن يتوصلا إلى اتفاق في بوينس آيرس، لكنها حذرت واشنطن من مغبة زيادة الضغط بشأن التكنولوجيا، وسط اتهامات أمريكية لبكين بسرقة الملكية الفكرية.
وكتبت الصحيفة أنه "في حال بروز أهداف أخرى، مثل استغلال النزاع التجاري لخنق النمو الصيني، لن يتم على الأرجح التوصل إلى اتفاقية".
وأضافت: "لكن اتفاقية جدية تعني أن يغادر الجانبان مسرورين. على الولايات المتحدة أن تتخلى في عطلة الأسبوع عن مقاربتها المعتادة للعلاقات الدولية، القائلة إن الفائز يأخذ كل شيء".
ومن المشاركين أيضا في القمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي.
وتشكل قضايا الالتزام للتخفيف من تداعيات التغير المناخي نقطة خلاف، وانتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذين يرغبون في مواجهة التحديات الاقتصادية "بخطابات نارية والانعزال وإغلاق الحدود".
وحذر من أن باريس قد ترفض المضي قدما في اتفاق تجارة مع مجموعة "مركورسور" الأمريكية الجنوبية في حال انسحب الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو من اتفاق باريس للمناخ.
وأعلن ترامب قبل أشهر انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ، وذكرت مصادر في مجموعة العشرين أن التغير المناخي يكاد يصبح أكبر عقبة أمام اتفاق حول صدور بيان مشترك في بوينس آيرس.
وانتهت قمتان كبيرتان هذا العام لمجموعة الدول السبع ومنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-المحيط الهادئ، من دون صدور البيانات الروتينية.
من جهة أخرى، بحث دونالد ترامب ونظيره الأرجنتيني الاستثمارات الأمريكية والسياسات الإقليمية الخاصة باللاجئين، وذلك على إفطار عمل قبيل انطلاق القمة.
وجه ماكري الشكر للولايات المتحدة لمساعدتها الاستثمارية لبلاده، التي قال إنها كانت مفيدة في ضوء الأزمة المالية التي تواجهها الأرجنتين، وشدد ترامب على علاقته الشخصية الطيبة مع ماكري وأسرته منذ فترة طويلة.