وعبرت ابنتا خاشقجي في الرسالة التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" عن شعورهما بالحنين والشوق والحب لوالدهما الذي قتل مطلع أكتوبر الماضي في قنصلية بلاده في اسطنبول على يد "فريق أمني" قدم من الرياض.
وقالت نهى ورزان إنهما كانتا تعرفان منذ الصغر أن والدهما أكثر من مجرد شخصية عامة وأنه يقوم بعمل مهم ولكلماته تأثير مهم على الأشخاص على مسافة بعيدة، إذ لمس عمله حياة الكثير من الناس، وما زال كذلك.
ووصفت الشقيقتان طبيعة أبيهما بالقول إنه كان رجلا ذا تركيبة معقدة أحب المعرفة والحقيقة وكان متفائلا ورأى في كل تحد فرصة جديدة، وأنه أحاط نفسه بالكتب وفي كل ما قرأه، لم يميز أبدا، واستوعب بالكامل كل رأي.. لكن بالنسبة لأطفاله "كان أبا فقط – رجلا محبا ذا قلب كبير".
وأكدتا أن والدهما كان مثاليا ذا جانب براغماتي، وسعى دوما في أحلامه وطموحاته إلى الحصول على نسخة خيالية من الواقع.
وأضافتا: "كان من المهم للغاية بالنسبة له أن يتكلم، وأن يشارك آراءه، وأن تكون لديه مناقشات صريحة، والكتابة، بالنسبة له لم تكن مجرد وظيفة، بل كانت حاجة متأصلة في جوهر هويته.. كلماته تحافظ على روحه معنا وتقول: "هنا كان رجل عاش الحياة حقا على أكمل وجه".
وشددت نهى ورزان على أن والدهما "اختار الكتابة بلا كلل على أمل أن تكون المملكة عندما يعود إليها مكانا أفضل له ولجميع السعوديين".
وختمتا بالقول: "نور جمال خاشقجي لن يتلاشى أبدا وإرثه باق في داخلنا.. أفضل تعبير قاله والدنا: "البعض يغادر ليبقى"، وهو ما يصدق عليه اليوم".