بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان استقالته، ومهاجمته الحكومة الاسرائيلية لموافقتها على قرار وقف إطلاق النار على غزة معتبراً انها خضوع واستسلام، نشرت "arabicpost؟" تقريرا عن اسباب استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان.
ونقلت عن ليبرمان، دعوته منذ فترة طويلة، إلى التحرك ضد حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، وأوضح مؤخراً أنه لا يوافق على استراتيجية نتنياهو. وبلغ الخلاف بينهما ذروته مع وقف إطلاق النار، الثلاثاء 13 تشرين الثاني 2018، لإنهاء أسوأ تصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة منذ حرب 2014. ووصف ليبرمان ذلك بأنه "خضوع للإرهاب".
وأدت الاعتبارات السياسية على الأرجح دوراً في استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان. وتسري تكهنات منذ فترة، بأنه ستتم الدعوة إلى الانتخابات قبل موعدها في تشرين الثاني 2019. ويبدو أن الوقت كان مناسباً ليستقيل ليبرمان ويستغل الفرصة لحزبه اليميني الصغير "إسرائيل بيتنا"، الذي يمتلك مقاعد في البرلمان أقل من الليكود بزعامة نتنياهو، ومنافسيه من "البيت اليهودي" اليميني المتطرف.
الانتخابات قادمة؟
وبحسب الوكالة، إن استقالة ليبرمان جعلت ائتلاف نتنياهو البرلماني يخسر 5 مقاعد ويتركه بغالبية صوت واحد (61 من 120 مقعداً). وبين الأسباب الرئيسية التي دفعت نتنياهو إلى التفاوض مع ليبرمان للانضمام إلى ائتلافه في 2016، هو توسيع ائتلافه الحاكم . والحكومة التي تشكلت بعد انتخابات 2015، تعتبر الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل حتى قبل انضمام ليبرمان إليها.
ونظرياً، تستطيع الحكومة أن تسعى للبقاء حتى نهاية ولايتها المحددة بـ 4 سنوات، لكنها ستكون تحت رحمة مصالح الأحزاب المختلفة ومصالح نتنياهو نفسه.
يقول "الليكود" إن إجراء انتخابات مبكرة لن يكون ضرورياً، وإن نتنياهو يسعى الآن إلى استقرار الائتلاف. لكن "البيت اليهودي"، بزعامة وزير التعليم نفتالي بينيت، يهدد بالانسحاب إذا لم يتم إسناد حقيبة الدفاع اليه. ومن المرجح أن يتردد نتنياهو في إسناد هذا المنصب إلى بينيت، الذي يعتبر واحداً من منافسيه الرئيسيين في صفوف اليمين. ومنذ 30 عاماً، لم تكمل أي حكومة إسرائيلية فترة ولايتها.
ما هي التحديات أمام نتنياهو؟
يتولى نتنياهو رئاسة الوزراء منذ أكثر من 12 عاماً، وربما يتفوق في ذلك على الأب المؤسس لإسرائيل، ديفيد بن غوريون، إذا بقي في منصبه العام المقبل (2019). وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الليكود سيكون المفضل لدى الناخبين في حال تمت الدعوة للانتخابات، إذ إن الناخبين ما زالوا يقدرون سمعته بأنه "ضامن الأمن". ولكن تأثيرات التصعيد الأخير في غزة عليه لم تتضح بعد.
وقد سرت تكهنات قبل أشهر، بأن نتنياهو قد يختار إجراء انتخابات مبكرة، خصوصاً بعد أن أوصت الشرطة بتوجيه اتهامات له في قضيتي فساد. ومن المتوقع أن يقرر النائب العام ما إذا كان سيوجه له التهم في الأشهر المقبلة، والفكرة هو أنه سيكون في موقف أفضل لمواجهة هذه التهم بعد أن يحصل على تخويل جديد من الناخبين. لكنه سيكون راغباً في القيام بهذه الخطوة في أفضل الأوقات. وهو يواجه حالياً انتقادات بسبب وقف إطلاق النار في غزة، والذي كان من أسباب استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان .
"نصر" لغزة وحركة حماس؟
بعد أشهر من الاضطرابات الدامية، احتفلت حركة "حماس" وحليفتها "الجهاد الإسلامي" باستقالة ليبرمان، التي اعتبرتها "انتصاراً". وقد سعت مصر والأمم المتحدة إلى التوسط في هدنة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل، واعترف نتنياهو بأنه يرحب بالوساطة، تجنباً لانهيار الوضع الإنساني في غزة. وفضل نتنياهو احتواء "حماس" بدلاً من إطاحتها من السلطة، بسبب قلقه إزاء أن يؤدي ذلك إلى فراغ في السلطة ومواجهة إسرائيل صعوبة في تولي المسؤولية الأمنية عن القطاع، الذي انسحبت منه عام 2005. وقال نتنياهو السبت 10 تشرين الثاني 2018: "أنا لا أنسحب من حرب ضرورية، لكنني أريد أن أتجنبها عندما لا تكون ضرورية للغاية".
وفي الوقت ذاته، قال إنه لا يوجد حل سياسي لغزة. وكتب ناحوم بارنيا، في صحيفة "يديعوت أحرونوت": "لقد حان الوقت لكي نفهم ما يعرفه كل طفل في غزة، وهو أن بيبي (نتنياهو) يفضل نظام حماس". وأضاف: "إنه يفضل نظام حماس، لأنه لا يجد البدائل الأخرى مقبولة".