وقال إن الخلاصة تفيد أنّه إذا انسحبت إيران من الاتفاق النووي المتعدد الأطراف 2015، والذي سبق للرئيس الأميركي دونالد ترامب التخلي عنه، فإن لدى طهران من المعلومات ما يمكنها من بناء القنبلة النووية بسرعة، وربما في غضون أشهر، وفق ما قال ديفيد أولبرايت، العالم الفيزيائي الذي يدير معهد العلوم والأمن الدولي غير الربحي في العاصمة الأميركية.
وأوضح هذا العالم أن إيران لا تزال في حاجة إلى انتاج أورانيوم من المستوى الصالح لصناعة القنبلة، وأنها إذا استأنفت العمل بأجهزة الطرد المركزي، فإن بامكانها الحصول على ما يكفيها في فترة تتراوح ما بين 7 و12 شهراً.
شهران
وأوضح أنه قبل اتفاق 2015، الذي تفاوض عليه بشكل أساسي وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، ووزير الخارجية الإيراني الحالي محمد جواد ظريف، كان الأمرسيستغرق شهرين للوصول إلى مستوى التخصيب اللازم لإنتاج قنبلة نووية، لكن وبموجب الاتفاق المذكور، تعيّن على إيران شحن 97% من وقودها النووي إلى الخارج، وتفكيك معظم أجهزة الطرد المركزي لديها.
ويقول الخبراء إن كشف امتلاك إيران لقدرات أكثر تقدماً لصنع قنبلة نووية، إلى جانب قدرتها على إنتاج وقود صالح للقنبلة، والذي كان محط التركيز في الاتفاق النووي، هو اكتشاف مفاجئ ومزعج في هذه المعلومات الاستخباراتية الجديدة.
ونقل هيرش عن أولبرايت أن الأرشيف مليء بمواد جديدة عن برنامج التسلح النووي الإيراني. وأن حجم المعلومات فيه مذهل. ومن الخلاصات الرئيسية التي خرج بها بعد دراسة الوثائق، أن الإيرانيين "كانوا أقرب للقنبلة النووية مما كانت تعتقده أجهزة الاستخبارات الغربية".
أرشيف
ويغطي الأرشيف الذي يضم أكثر من 100 ألف صفحة، الفترة من 1999 إلى 2003، أي قبل بداية المفاوضات النووية، لكن كمية الوثائق الهائلة تظهر أن واشنطن والوكالة الدولية للطاقة الذرية كانتا دائماً تقللان حظوظ اقتراب إيران من امتلاك القنبلة.
ويُضيف أولبرايت أن "الولايات المتحدة كانت تُصدر تصريحات تقول فيها إن أمام إيران ما بين سنة أو سنتين للوصول إلى قنبلة نووية. إن المعلومات الواردة في الأرشيف تُوضح أن طهران كان في إمكانها تحقيق ذلك في وقت أقصر".
وأشار إلى أن الحكومة الفرنسية التي كانت تقول إن إيران في امكانها صنع القنبلة في غضون ثلاثة أشهر، كانت أدق في تقديراتها.
وقال إن المحللين لا يزالون منكبين على محتويات الأرشيف، الذي قيل إنه يقتفي أثر البرنامج النووي الكوري الشمالي، والتحقيق في برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية التي تعود إلى التسعينيات.
وأضاف: "لا أعتقد إن الإسرائيليين قرأوا كل شيء...وكل يوم يُمضونه في دراسة الأرشيف، يكتشفون جديداً".