وقد أعلنت شبكة "سي ان ان" اليوم الثلاثاء أنها تلاحق البيت الابيض قضائياً بعد سحبه الاسبوع الماضي تصريح دخول مراسلها إثر السجال مع ترامب، معتبرة أن "السحب الخاطىء لهذا التصريح ينتهك حقوق "سي ان ان" وأكوستا بحرية الصحافة بموجب المادة الاولى من الدستور".
وتم رفع الدعوى في محكمة واشنطن، وسيكون كل من أكوستا والشبكة مدعين، في حين أن قائمة المتهمين ستشمل ترامب وجون كيلي وسارة ساندرز وبيل شاين وجوزيف كلانسي والضابط الذي قام بسحب تصريح المراسل، الأربعاء الماضي.
وتم تحديد المتهمين الستة لضلوعهم في حرمان أكوستا من دخول البيت الأبيض، كما أن ساندرز كانت قد رحبت بقرار سحب تصريح أكوستا، متهمة إياه بالتصرف بشكل غير لائق.
وكانت CNN وعدة مؤسسات صحافية قد طالبت بضرورة إعادة التصريح للمراسل، كما أن الشبكة بعثت برسالة للبيت الأبيض تطالب فيها بإعادة التصريح لأكوستا وتهدد برفع دعوى قضائية ضد البيت الأبيض.
وتطالب CNN في قضيتها بإصدار أمر قضائي ابتدائي في أقرب وقت ممكن يسمح لأكوستا بالعودة إلى البيت الأبيض فورا، بالإضافة إلى تعهد تفرضه المحكمة بضمان عدم سحب التصريح منه مستقبلا، وذلك حسب بيان الشبكة.
وكان ترامب قد تعهد لـCNN بعدم طرد المراسلين من البيت الأبيض في حال تم انتخابه، وذلك خلال حملته الانتخابية، وهو الأمر الذي لم يلتزم به الرئيس الأميركي.
ترامب.. ولعبة "القط والفأر" مع الاعلام!
وعلاقة "سي ان ان" والرئيس الاميركي كانت خلافية على الدوام بعدما واصل ترامب انتقاد الشبكة معتبرا انها تبث "اخبارا كاذبة"، كذلك فإن علاقته السيئة لم تقتصر علىCNN وحدها بل إنها لم تكن يوما جيدة بالصحافة أو الصحافيين عموماً، واستمرت لعبة القط والفأر بينهم منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها ترشحه لرئاسة أميركا.
ففي تموز 2017 نشر ترامب عبر تويتر مقطع فيديو له، وهو يضرب مصارعاً ووضع شعار قناة "سي إن إن" على رأسه، وفي كانون الأول من نفس العام، طالب بطرد صحافي يعمل لدى صحيفة "واشنطن بوست"، بسبب تغريدة خاطئة، كما اتهم العديد من وسائل الإعلام بأنها تنشر أخباراً مزيفة، وأنها "عدو الشعب".
وفي آذار 2018 هاجم ترامب تشاك تود، مذيع قناة "إن بي سي"، خلال حملة الانتخابية في ولاية بنسلفانيا، وهو يروي واقعة قديمة لحوار دار بينهما في برنامج "واجه الصحافة"، وأشار ترامب إلى الصحافي باسم "تود النائم"، ثم قام بشتمه بألفاظ بذيئة، ويذكر أن الرئيس الاميركي اعتاد على مهاجمة "تود" لسنوات طويلة قبل توليه الرئاسة.
وفي تشرين الأول من العام 2018 وخلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، وجه ترامب تعليقات مهينة، لـ"سيسيليا فيغا" مراسلة شبكة "إيه بي سي"، عندما قام باختيارها لطرح سؤال، وعلق قائلاً: "لقد صدمت من اختياري لها"، وعندما أجابته "لا أفكر بأني كذلك"، رد ترامب عليها: "حسناً.. أعرف أنك لا تفكرين على الإطلاق".
وآخر المشاحنات، كانت خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد عقب انتخابات التجديد النصفي بأميركا، حيث نشب سجال حاد بين دونالد ترامب و جيم أكوستا مراسل "سي إن إن" بالبيت الأبيض، فوصفه ترامب بإنه شخص وقح وفظ، وعلّق البيت الأبيض تصريح أكوستا لدخول البيت الابيض، فيما قالت "سي إن إن" إن القرار كان عملاً انتقامياً.