وفي مقال نشره في صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، بمناسبة الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، أكد أن الحرب العالمية الأولى، التي سماها البعض بـ"الحرب التي ستنهي كل الحروب"، كانت مسألة حياة وموت بالنسبة إلى تركيا، مشيرا إلى أن "الحرب الدموية التي انتهت قبل 100 عام، أظهرت بشكل صريح نتائج الاستعمار والتوسعية والعدائية على البشرية".
وأضاف أن "الأخطاء التي ارتكبت في مسألة تأسيس النظام عقب هذه الحادثة، أسست مع الأسف لشروط الحرب العالمية الثانية، لتتسبب بوقوع مآس لم ير التاريخ مثيلا لها".
وشدد أردوغان على أنه لا يمكن الحديث في مئوية انتهاء الحرب العالمية الأولى عن انتهاء الصراعات بالكامل، موضحا أن من أكثر المؤشرات الملموسة على ذلك، الفوضى وخطر الإرهاب المتصاعد في الجارين الجنوبيين العراق وسوريا، والجهود الرامية لتشريد الفلسطينيين والانتزاع الممنهج للممتلكات في فلسطين منذ عشرات السنين.
وقال أردوغان إن "الحرب العالمية الأولى جلبت معها بعض الكيانات السياسية ذات الإشكالية وفقا للحدود التي رسمتها القوى العظمى في تلك المرحلة بالمسطرة".
ولفت إلى أن "هذه الكيانات السياسية لم تستطع بناء روابط قوية مع الشعوب التي حكمتها، ما أدى إلى اقتران ذكر مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا طيلة القرن الـ20 بالأنظمة الاستبدادية والانقلابات العسكرية وحكومات الأقلية".
وأوضح أن "الأطراف الداعمة للأنظمة الإقصائية المذكورة على مدى أعوام استنفرت من أجل منع الحركات الشعبية الديمقراطية التي سميت بالربيع العربي".
واستطرد "لقد لجأوا إلى شتى الوسائل المعادية للديمقراطية، بما في ذلك الانقلابات العسكرية، من أجل تحقيق أهدافهم".
وأكد أن "هؤلاء اللاعبين يواصلون اليوم أيضا أنشطة الثورة المضادة، ويعرضون السلم والاستقرار العالميين للخطر من أجل مصالحهم الخاصة".
وشدد أردوغان على أن أهم درس يجب استخلاصه من الحرب العالمية الأولى، هو مدى صعوبة تأسيس السلام الدائم.