ودعا فان دير بيلن خلال حديثه لمحطة الإذاعة العامة النمساوية "أو – 1" إلى عدم إثارة العلاقات مع روسيا بسبب هذه المسألة.
وقال الرئيس النمساوي في معرض رده على سؤال عما إذا كان سيبحث مع بوتين هذه القضية خلال اجتماع مزمع عقده في فرنسا: "هذا الموضوع لن يبحث.. عندما يجتمع في باريس العشرات من زعماء الدول والرؤساء، فإنه ليس من المفترض أن أعقد مع بوتين اجتماع ثنائيا".
وأضاف: "يجب أولا التحقيق في هذه الحالة (الاشتباه بالتجسس). وسنرى إذا ما كان سيتبقى منها أكثر من أن تكون قصة مختلقة، إذا جاز التعبير، بعدها سنحتاج إلى اتخاذ التدابير المناسبة".وأجاب على سؤال حول الكيفية التي ستتطور العلاقات بين النمسا وروسيا بعد هذه القضية، قائلا: الآن من الضروري التحقيق: هل ما (يزعم) صحيح، هل الاتهام صحيح، وما هي المعلومات التي كان لدى الضابط التصريح للوصول إليها، هل تتعلق المعلومات بقضايا وطنية، أم أن الأمر بمفاوضات مختلفة، على سبيل المثال مع حلف الناتو، كل هذا يحتاج إلى توضيح.. في هذه اللحظة لا أرى أي سبب لتهويلها".ويرى فان دير بيلن أنه من الأفضل إذا تم الكشف عن الأنشطة المزعومة للضابط المتقاعد من قبل الاستخبارات النمساوية، ولكن في مثل هذه الحالات هناك تعاون مع استخبارات الدول الشريكة، حسب وصفه.وقال الرئيس النمساوي: "من المؤكد أنه سيكون من الأفضل في حال استطعنا الكشف عن ذلك، شريطة أن يكون هناك شيء جدي للكشف عنه.. لكن تلقينا لهذه المعلومات يتوافق مع تعاون أجهزة الاستخبارات.. المعلومات حول الجاسوس المزعوم جاءت من بلد آخر. بالإضافة إلى ذلك، فإن القائد الأعلى للقوات المسلحة في النمسا (الرئيس نفسه) راض بشكل عام عن أعمال الخدمات الخاصة النمساوية: دائرة الاستخبارات العسكرية المضادة ودائرة المخابرات العسكرية".
وأضاف: "الخدمات التي ذكرتها هي خدمات استخباراتية داخل وزارة الدفاع.. أعتقد أنهم يقومون بعمل جيد.. وأثناء الزيارات الخارجية المهمة، أتصل بانتظام بزملائي هؤلاء، وهم يزودونني بمعلومات لا يمكنني العثور عليها من الصحف".
وقد أثارت وسائل إعلام نمساوية قضية في وقت سابق قضية تجسس بطلها "عقيد نمساوي كان يجمع للاستخبارات الروسية معلومات عن سلاحي الجو والمدفعية النمساويين، وعن أزمة الهجرة، بالإضافة إلى معلومات مفصلة عن بعض العسكريين من أصحاب الرتب العالية".
وزعمت وسائل الإعلام هذه أنه كانت هناك اتصالات كل أسبوعين بين الضابط السابق وشخص روسي يدعى يوري، فيما قالت بعض الصحف، بأن العقيد تلقى 300 ألف يورو مقابل تخابره مع موسكو.
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طريقة تعامل فيينا مع قضية الضابط النمساوي، واصفا تصرفات الحكومة النمساوية بأنها "دبلوماسية الصياح".
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو اليوم إن سماعه نبأ قضية التجسس كان "مفاجأة مزعجة".
وأضاف: "منذ قديم الزمان جرت العادة أنه إذا ظهرت لدى دولة ما مخاوف أو شبهات بشأن تورط دولة أخرى في أمر تعتبره تهديدا لها، فإن أعراف التعامل الدولي تستوجب ضرورة طلب توضيحات من تلك الدولة بشكل مباشر".