وشدد الرئيس عون على ان "لبنان بلد منفتح اقتصاديا على البلدان الشقيقة والصديقة، وهو يرحب بالاستثمار فيه في كل القطاعات، لا سيما التنقيب عن النفط والغاز وخصوصا بعد صدور قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص".
واعتبر رئيس الجمهورية ان "تقديم المجتمع الدولي المساعدات للنازحين السوريين بعد عودتهم الى بلادهم، يشجعهم اكثر على العودة اليها"، مجددا دعوته الى "عدم انتظار الحل السياسي من اجل تحقيق العودة الامنة".
مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور النائب ياسين جابر، وفدا من "مجموعة الصداقة مع لبنان" في مجلسي العموم واللوردات البريطانيين برئاسة رئيس "لجنة الصداقة مع لبنان" في البرلمان البريطاني الوزير السابق والنائب جون هايز.
في مستهل اللقاء، شكر النائب جابر الرئيس عون على استقبال الوفد البريطاني، الذي يضم اعضاء في مجلسي اللوردات والعموم من مختلف الاحزاب البريطانية، وهم جزء من لجنة الصداقة داخل البرلمان البريطاني. وكشف عن عمل سفير لبنان في لندن رامي مرتضى، على تحضير مؤتمر اقتصادي لبناني الشهر المقبل في بريطانيا.
ثم تحدث النائب هايز، فثمن "علاقات الصداقة اللبنانية - البريطانية"، واشار الى ان "الهدف من الزيارة هو استكشاف ما يمكن فعله من اجل دعم لبنان، والبناء على العمل الممتاز الذي تحقق على مختلف الاصعدة وفي اطار العديد من الوزارات البريطانية، من اجل تطوير العلاقة بين البلدين الى حدها الاقصى وتحقيق المزيد من التنمية الاقتصادية للبنان، مع الحرص على الحفاظ على علاقات سياسية وديبلوماسية ممتازة".
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، معربا عن سروره بـ"الزيارة التي تحسِّن العلاقات بيننا وبين الشعب البريطاني". وتوجه بالشكر الى "الحكومة البريطانية على مساعدتها الجيش اللبناني في بناء أبراج عسكرية على الحدود الشرقية، سهَّلت عملية مراقبة أي تسلل الى الاراضي اللبنانية وساعدت كثيرا في خلال الحرب ضد الارهاب والقضاء في ما بعد على خلاياه النائمة".
وقال: "بعد نجاحنا في تحقيق الاستقرار الامني، بات علينا الآن تطوير وضعنا الاقتصادي الذي تأثر كثيرا بالحروب التي تجري حولنا، والتي جعلت لبنان مطوقا بالحديد والنار من حدود تركيا الى المغرب العربي، ومنقطعا عن التواصل مع المنطقة الحيوية التي تمتد شرقا الى جميع الدول العربية"، وأكد "حاجة لبنان الى المساعدة، خصوصا في ظل وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على ارضه، اضافة الى اللاجئين الفلسطينيين، ما يشكل نحو 50% من عدد الشعب اللبناني ويرفع الكثافة السكانية في لبنان الى 600 شخص في الكيلومتر المربع".
واكد "اصبحنا اليوم في وضع حرج، لأن الخدمات الاجتماعية التي نقدمها للنازحين هي جزء من المساعدات الدولية غير الكافية لتغيطة حاجاتهم. لذلك لدينا مشاكل اجتماعية في المدارس والمستشفيات، تضاف الى ارتفاع كبير في نسبة البطالة التي تتسبب بها اليد العاملة السورية، وكذلك ارتفاع نسب الجرائم المرتكبة فوق الاراضي اللبنانية وضد اللبنانيين بنسبة 30 %".
وأمل الرئيس عون في "مساعدة بريطانيا في اعادة النازحين الى بلادهم، خصوصا ان الوضع الامني الحالي في سوريا يسمح لهم بالعودة الآمنة، حيث بالامكان في هذه الحال تقديم المساعدة لهم في بلادهم ما يشجعهم اكثر على العودة اليها".
ثم دار حوار بين الرئيس عون وزواره البريطانيين، تمحور حول "الاوضاع الاقتصادية والامنية في لبنان ومشكلة النازحين السوريين".
وعن رسالته الى المستثمرين البريطانيين من اجل دفعهم للاستثمار في لبنان، قال: "نحن، كبلد منفتح اقتصاديا على البلدان الشقيقة والصديقة، نرحب بالاستثمار في مختلف القطاعات. وقد وقعت مؤخرا على قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص بامكان المستثمرين الاستفادة منه. ونرحب خصوصا بمشاركة الشركات البريطانية في التنقيب عن النفط في بلدنا".
وعما يمكن فعله لتشجيع النازحين السوريين على العودة الى بلادهم، أكد الرئيس عون أن "قسما ضئيلا جدا منهم قد عاد فعلا الى بلاده، بسبب شعوره ان عودته آمنة، فيما الآخرون ما زالوا مهتمين بالمساعدة التي يحصلون عليها من الامم المتحدة في لبنان، اضافة الى الاعمال التي يقومون بها، لذلك ذكرت اكثر من مرة انه في حال قيام الامم المتحدة بتقديم المساعدات لهم في سوريا، فان نسبة تصل الى 90 % منهم قد تعود الى بلادها". وشدد على انه "الى اليوم لم تصلنا اي معلومات عن اضطهاد يتعرض له العائدون الى بلادهم".
وعن كيفية الدفع من اجل احراز حل سياسي في سوريا يسرِّع عودة النازحين، اكد الرئيس عون انه "لا يجب انتظار الحل السياسي من اجل تحقيق عودة آمنة للنازحين"، مذكرا في هذا الاطار ب"تجربتي الشعبين القبرصي والفلسطيني اللذين ما زالا ينتظران الحل السياسي منذ عقود".
ودعا رئيس الجمهورية في الختام بريطانيا الى "مواصلة مساعداتها الامنية للبنان"، وقال: "قد يكون امرا جيدا كذلك ان تقدموا لنا مساعدات في مجالات اخرى، وخصوصا على الصعيد الاقتصادي وفي مجال الاستثمار".
سياسيا، استقبل الرئيس عون، عضو تكتل "لبنان القوي" النائب جورج عطالله الذي عرض معه الوضع السياسي العام في البلاد وحاجات منطقة الكورة من مشاريع تنموية وبنى تحتية.
واشار النائب عطالله الى انه اطلع الرئيس عون على التحضيرات الجارية لعقد "المؤتمر البلدي الاول في الكورة"، الذي سيتم فيه وضع خريطة طريق انمائية، وذلك في مبنى مجلس انماء الكورة في 8 كانون الاول المقبل، بمشاركة ممثلين عن وزارات الطاقة والاشغال ومجلس الانماء والاعمار، اضافة الى بلديات الكورة والجهات المانحة التي سبق ان ساهمت في تمويل مشاريع انمائية في القضاء.
ولفت الى ان "الجهد قائم لانشاء "بيت الزيت اللبناني" في الكورة"، مؤكدا ان "الرئيس عون يولي مطالب قضاء الكورة الانمائية كل عناية واهتمام".
واستقبل الرئيس عون الدكتور انطوان ابو موسى على رأس وفد من "الجمعية اللبنانية للامراض النسائية والتوليد"، الذي شكره على منحه الرعاية الرئاسية للمؤتمر الثاني والعشرين للجمعية الذي يعقد من 8 ولغاية 10 الشهر الجاري في فندق "حبتور"، لافتا الى ان "المؤتمر الذي يعقد سنويا يعتبر من اكبر مؤتمرات الامراض النسائية والتوليد ليس في لبنان فحسب، بل في المنطقة ككل، حيث يشارك فيه حوالى 500 طبيب لبناني وعدد من الاطباء العرب، كما يحاضر فيه اطباء اوروبيون واميركيون على مدى ثلاثة ايام.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا تشجيعه "عقد المؤتمرات التي تتيح الفرص لتبادل الخبرات والعلوم واحدث الاكتشافات في مختلف الميادين عامة، والدولية منها، التي يشارك فيها اصحاب الاختصاص من دول اوروبية واميركية بشكل خاص"، مشددا على "اهمية مواكبة اصحاب الاختصاص للتطور الحاصل على كافة الاصعدة".
ونوه رئيس الجمهورية بـ"الامن والاستقرار اللذين يتمتع بهما لبنان ما يشجع المؤتمرين على عقد مؤتمراتهم على ارضه"، معتبرا انه "من الاهمية بمكان المحافظة عليهما وعكس صورتهما الى الخارج ليبقى لبنان مقصدا للنشاطات والمؤتمرات الدولية على انواعها".
على صعيد آخر، قلد رئيس الجمهورية السيدة نادين محاسب وسام الاستحقاق اللبناني الفضي "تقديرا لمسيرتها الحقوقية وجهودها في خدمة الحق والعدالة في لبنان، ووطنيتها المميزة التي عبرت عنها في دعم المؤسسة العسكرية"، وذلك في احتفال جرى للمناسبة في القصر الجمهوري قبل الظهر، حضره الى المحتفى بها وعائلتها عدد من المدعوين، بينهم نائب رئيس الاركان للتجهيز العميد الركن ميلاد اسحق والعميد فاتك السعدي من مديرية المخابرات، وقائد الفوج المجوقل العميد الركن جان نهرا.
وقد شكرت السيدة محاسب الرئيس عون على مبادرته هذه، وقالت: "نحن قدمنا مواد اولية في حين قدم الجيش اللبناني شهداء بذلوا دماءهم في سبيل منعة لبنان. انا من جهتي، خصصت بعضا من وقتي لخدمة هذه المؤسسة الوطنية التي فيها ابناء قدموا حياتهم من اجلنا. فكيف نكافئهم؟".
ورد الرئيس عون بكلمة شدد فيها على "التقدير الذي يكنه الى كل من يقف الى جانب المؤسسة العسكرية، خصوصا في المراحل الصعبة". وقال: "لقد اعطيت مجانا، طوال حياتك للجيش اللبناني، من دون اي هدف آخر سوى تقديم المساعدة. نحن نقدر امثالك ونرحب بهم على الدوام".
وفي قصر بعبدا، الرئيس الفخري ل"جمعية الصحافة الاجنبية" في فرنسا ايلي مصبونجي.