أكد النائب زياد أسود، في حديث إلى برنامج "ضيف سياسي" عبر إذاعة "صوت لبنان"، أنه يؤيد "رفع الحصانات عن كل الإدارات والوظائف، لأن أحد أبرز أوجه محاربة الفساد، يكمن في ألا يكون المرء محصنا بأي شيء، ومن هو محصن بذاته وبأدبياته لا يخشى شيئاً".
وسأل: "لماذا لا نستطيع في لبنان محاسبة من يرتكب خطأ تقصيريا، بينما يحاسب الخاطئ في أميركا مثلا"؟ أضاف: "أنا لا أتهجم على أحد، وإنما المسألة مبدئية".
وأكد أن "القبول بالواقع هو تمديد له"، وقال: "ثمة سياسيون يغطون الفساد في لبنان، غير أنني في موقع الحارس، ووظيفتي حراسة المصلحة العامة. وثمة معضلة في لبنان أن في مقدور الناس أن يتعايشوا مع الفساد، بينما أنا لست بمتمرد وإنما متصالح مع نفسي".
وأضاف: "حصانة الإنسان منه وفيه. وبلدنا يحصن نفسه مسبقا ضد محاربة الفساد، فلا النظام يسمح بمحاربته، والسياسيون عندنا يختلفون في السياسة ويتفقون في الفساد، وهذا هو الواقع اليوم، فيما فريقا 8 و14 مختلفان في كل شيء، ومتفقان على الفساد".
وسأل "لماذا الفارق في سعر الدواء بين لبنان وإندونيسيا مثلا؟ ألا فساد في ذلك؟ لا أستطيع أن أتحمل الفاسد ولا ناقل الولاءات. وسقوط كل الأحزاب في لبنان، إنما كان بسبب إضاعة البوصلة، أو تحولها من رفع الشعارات الكبيرة إلى الشعارات المتواضعة".
ورأى أن "ما حدث في 6 أيار 2018، خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، أن منطقة جزين أثبتت أنها تعرف ناسها، وقد غسل الناس سمعتي بأعينهم، على رغم المغامرات الخبيثة، ومن يخاصمك لا يحسن تقديرك. لذا فقد نجحت في الانتخابات ولم أدفع فلسا واحدا".
وقال: "المشكلة في البرلمان اللبناني أن النائب لا يجد من يعينه في القانون، فيما كل ما يقدم إليه من المجلس النيابي هو مكتب وهاتف. أما في أوستراليا مثلا، ثمة مستشار قانوني يرافق النائب أينما حل، ويؤازره في دوره التشريعي".
ورأى أسود أن "كل الفساد اليوم يمر من خلال القوانين الملتوية، فيما كل الحالات الرقابية هي حالات مهترئة، وإن كانت ثمة علامة إيجابية تسجل في مكان ما".
وتحدث أسود عن "الفضائح في دفاتر السيارات وفي أرقام لوحاتها"، وقال في رد على سؤال عن إمكان تسلمه وزارة في الحكومة العتيدة وأي وزارة يختار: "أي وزارة قد أستلمها، سأتعامل معها بأسلوب مختلف"، مثنياً على "التعاطي الإيجابي لوزير الصحة الحالي مع ملف مستشفى جزين الحكومي".
وختم: "نحتاج إلى مقاربة جديدة للملفات العالقة، وعندما نضيع المفارق، نشعر بالخوف. وأنا لم أضيع المفرق".