بعد يوم من إعلان الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض استعدادها لاستئناف محادثات السلام، اندلعت معارك عنيفة بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا عند الأطراف الشرقية والجنوبية لمدينة الحديدة، بينما أغارت طائرات تابعة للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن الجمعة على قاعدة جوية في العاصمة صنعاء.
وأعلن التحالف صباح الجمعة في بيان استهداف قاعدة جوية للحوثيين في العاصمة صنعاء.
وقال المتحدث باسم التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية العقيد الركن تركي المالكي في بيان "هذه العملية شملت تدمير مواقع إطلاق وتخزين الصواريخ الباليستية ومحطات التحكم الأرضية للطائرات بدون طيار وورش التفخيخ والتجميع والمواقع المساندة لها بقاعدة الديلمي الجوية بصنعاء".
وأوضح البيان أن مطار صنعاء الدولي ما زال مستمرا بالعمل أمام حركة الطائرات التابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أخرى.
وأشار التحالف إلى أنه هاجم "أهدافا عسكرية مشروعة".
وتأتي الغارة بعد أن أعلنت الحكومة اليمنية الخميس أنها "ترحب بكافة الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام في اليمن".
وجاء التأكيد الحكومي غداة إعلان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنه سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في اليمن في غضون شهر.
ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعا بين قوات حكومة معترف بها دوليا والحوثيين المدعومين من إيران.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة لوقف "أعمال العنف" في اليمن والدفع باتجاه محادثات سلام تضع حدا للحرب الدائرة في البلد الفقير.
وقال غوتيريش لصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك "أولا، ينبغي وقف أعمال العنف في كل مكان، مع وقفها فورا في محيط البنى التحتية الحساسة والأماكن ذات الكثافة السكانية".
وتدخل تحالف بقيادة السعودية دعما للقوات الحكومية في آذار/مارس 2015، بهدف وقف تقدم الحوثيين بعيد سيطرتهم على أجزاء واسعة من اليمن وبينها العاصمة صنعاء.
وكانت الولايات المتحدة قد دعت الثلاثاء عبر وزيري الدفاع والخارجية جيمس ماتيس ومايك بومبيو إلى إنهاء الحرب في اليمن، مطالبة خصوصا بوقف الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف بقيادة السعودية على المناطق المأهولة في هذا البلد الفقير.
وتأتي الدعوات لإنهاء الحرب في خضم قضية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول وتداعيات هذه المسألة على صورة السعودية.
وتتعرض الرياض أيضا لانتقادات كثيرة بسبب حرب اليمن الذي يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا، بحسب الأمم المتحدة.
معارك عنيفة في الحديدة
ووصلت القوات المتمركزة جنوب مدينة الحديدة، إلى محيط جامعة الحديدة، بحسب تصريح لمصدر في القوات الموالية للحكومة لوكالة الأنباء الفرنسية مشيرا إلى اندلاع معارك عنيفة.
وأفادت مصادر طبية في مستشفيين في المدينة بمقتل 34 شخصا وإصابة العشرات في صفوف الحوثيين خلال الساعات الـ24 الماضية.
وكانت القوات الحكومية أطلقت في حزيران/يونيو الماضي بدعم من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، حملة عسكرية ضخمة على ساحل البحر الأحمر بهدف السيطرة على ميناء الحديدة، قبل أن تعلق العملية لإفساح المجال أمام المحادثات، ثم تعلن في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي استئنافها بعد فشل المساعي السياسية.
وتدخل عبر ميناء الحديدة غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الغارق في نزاع مسلح منذ نحو 4 أعوام.
فرانس24 / أ ف ب
نشرت في : 02/11/2018