عقدة سنة 8 آذار: عون يدعم موقف الرئيس المكلّف
صحيفة الأخبار
الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري مُتناغمان ويرفضان تمثيل السُّنة المستقلين في الحكومة. حزب الله لن يتراجع قيد أنملة عن المُطالبة «بحقهم»، والرئيس نبيه برّي «عمل اللي عليه». حصيلة أخيرة لمشاورات تأليف الحكومة أعادت مسار التشكيل إلى «ما تحت الصفر»، في ظل تصعيد الحريري
دخل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون السنة الثالثة من ولايته، وهو على تناغم تامّ مع الرئيس سعد الحريري في ما يتعلق بتأليف الحكومة. تناغُم يُقابله إصرار حزب الله على تمثيل نواب سُنّة 8 آذار في الحكومة، الأمر الذي يشي بحجم الاحتدام في هذه المسألة من دون معرفة إلى أين ستؤول الأمور، ولا سيما أن الحريري يتسلّح بموقف عون المتوافق معه، ما جعله يرفع سقفه يومَ أمس إلى حدّ رفضه تمثيل السُّنة في الحكومة بشكل مطلق، ومطالبته القوى السياسية بـ«البحث عن رئيس غيره». ففي حوار إعلامي مفتوح ومباشر عبر محطات التلفزة مع الزملاء نقولا ناصيف وسمير منصور وسكارليت حداد ورضوان عقيل، أكد عون رفضه تمثيل سُنّة فريق 8 آذار في الحكومة، لكونهم «أفراداً وليسوا كتلة». اعتبر أن «التأخير الحاصل في الحكومة نوع من التكتيك الذي يضرِب استراتيجية العهد الكبيرة». عون الذي أكد «أننا نريد حكومة وفقاً لمعايير محددة دون تهميش أحد، لا طائفة ولا مجموعة سياسية» رأى أن «بعض العراقيل غير مبرّرة، وأن كل دقيقة في تأخير تشكيل الحكومة تكلّفنا كثيراً». كلام عون الذي اعتبر أنه «لا يُمكنه إجبار الناس على أن يكونوا من نفس رأيه وفي النهاية الأكثرية هي من تقرّر»، جاء ليختم نهاراً مليئاً بمشاورات حمَلت مواقف تصعيدية من مختلف الجهات المعنية بعملية تأليف الحكومة، وخاصة من جهة الرئيس المُكلّف سعد الحريري الذي أبلَغ كل من تواصل معه بأنه «لا يرفُض وحسب التنازل من حصته لحساب سُنّة 8 آذار، بل هو يمانع توزير ممثل عنهم ضمن أي حصّة تحتَ أي ظرف من الظروف». وكرّر «تهديده» بالقول: «إذا أصروا على الأمر فليبحثوا عن رئيس حكومة غيري». وفيما لم يُعرف ما إذا كان موقف الحريري جدياً، وعمّا إذا كانت لديه فعلاً النية للاعتذار، بقي حزب الله متمسّكاً بـ«حق حلفائه». وأشارت مصادر رفيعة المستوى في فريق 8 آذار إلى أن «الجو الذي يصل من وادي أبو جميل فيه تصعيد كبير وتعنّت غير مسبوق، لكن حزب الله ثابت على ما تعهّد به لأصدقائه». ولفتت المصادر إلى أن «أحداً لم يتواصل مع الحزب منذ ثلاثة أيام»، لا من جهة الحريري، ولا من جانب التيار الوطني الحر. ورفضت المصادر الحديث عن خيارات في حال اعتذار الرئيس الحريري. من جهة أخرى، ظهر رئيس مجلس النواب نبيه برّي مستاءً جداً ممّا آلت إليه الأمور، وقد نقل النواب عنه بعد لقاء الأربعاء قوله: «إنني تكلمت مع من يجب أن أتكلم معهم في هذا الموضوع، وعملت اللي عليي، ولم يبقَ لنا سوى الدعاء للإسراع في تشكيل الحكومة».
في مقابل ذلك، ومع محاولة عدد من الأطراف تصوير الحزب وكأنه المعطّل الأول والوحيد لتأليف الحكومة، تقصّد الحريري إظهار التناغم مع رئيس الجمهورية، مُغرداً عبر حسابه الخاص على «تويتر» بالقول: «سنتان معاً على طريق استعادة الثقة بالدولة، ومعك لن نتراجع عن مسيرة النهوض بلبنان»، فلاقاه عون بالتأكيد أنه «بالتفاهم والتضامن نستطيع أن نحقق الكثير، وسنبقى معاً ما دمنا نخدم معاً مصلحة لبنان ونحفظ وحدة اللبنانيين».
من جهة أخرى، نفت مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر أن يكون الوزير جبران باسيل قد اعترض على منح القوات اللبنانية وزيرين من الطائفة المارونية، وهو ما روّجته مصادر معنية بمفاوضات تأليف الحكومة في اليومين الماضيين. في الوقت عينه، برزت عقدة أخرى تتعلق بالمقاعد الأرمنية، إذ «تتمسّك القوات بأن يحصل الوزير الأرمني من حصتها على حقيبة، ويعني ذلك عدم القدرة على إعطاء الوزير الأرمني في حصة تكتل «لبنان القوي» إلا وزارة دولة». يضاف إلى ذلك اعتراض أرثوذوكسي على توزير فيوليت الصفدي، لكونها «تفتقر إلى أي حيثية، سوى أنها زوجة الوزير السابق محمد الصفدي». هذه التطورات زادَت من استياء الرئيس الحريري الذي اعتبر أن «لا أحد وفق ما يبدو يريد تشكيل حكومة… فليكُن إذاً».