يدلى الناخبون في إسرائيل الثلاثاء بأصواتهم في انتخابات بلدية تشهد للمرة الأولى مشاركة الدروز في هضبة الجولان التي تحتلها منذ العام 1967، حيث يسمح لأبناء الأقلية الدرزية بالتصويت في أربع بلدات. ويسعى مرشح مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للفوز بمنصب رئيس بلدية القدس.
ويأتي تنظيم الانتخابات في بلدات مجدل شمس وبقعاتا وعين قنية ومسعدة بعدما قدم محامون دروز شكوى أمام المحكمة العليا الإسرائيلية للحصول على قرار بإجرائها، إذ كانت إسرائيل في السابق هي التي تعين المسؤولين المحليين في القرى.
جدل بين الأوساط الدرزية
لكن الانتخابات أثارت جدلا في الأوساط الدرزية حيث يخشى كثيرون ممن يشعرون بأنهم على ارتباط بسوريا من أن تكون إسرائيل تسعى عبر الاقتراع إلى إضفاء شرعية على سيطرتها على الهضبة السورية التي لم يعترف المجتمع الدولي بضمها من جانب الدولة العبرية.
وأمام أحد مراكز الاقتراع بمجدل شمس، تجمع مئات الدروز العرب، بعضهم يحمل الأعلام السورية، في محاولة لمنع سكان بلدتهم من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
وبلدة مجدل شمس هي أكبر تجمع للدروز في المنطقة الجبلية التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
وفتح أفراد الشرطة الإسرائيلية الذين يرتدون الخوذات ويحملون قاذفات قنابل الغاز المسيل للدموع ممرا للناخبين خارج مركز الاقتراع في بلدة مجدل شمس. ومع استمرار المحتجين في منع الناس من الدخول أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد. ولم يصب أو يعتقل أحد.
وردد المحتجون هتافات تقول "سوريين بحُكم الدم، أسقطنا قرار الضم" وحملوا لافتات كتب عليها "الجولان سورية مش ناقصها هوية" و"لا للانتخابات نعم للسلم الأهلي".
وداخل المبنى جلس مسؤولو الانتخابات في الغرف الخالية من الناس تقريبا وسط صناديق الاقتراع الزرقاء التي تحمل شارة إسرائيل.
وتمكن بعض الناخبين من المرور وسط الاحتجاج.
وفتحت صناديق الاقتراع أبوابها عند السابعة صباحا وحتى العاشرة مساء بالتوقيت المحلي، ولا يتوقع أن تصدر النتائج الرسمية قبل الأربعاء.
وبعد اجتماع بوسط البلدة عشية الانتخابات ومسيرة ارتفعت فيها الرايات الدرزية الملونة، أصدر شيوخ الدروز قرارا بتحريم الترشح والتصويت مهددين بنبذ كل من يشارك.
والدروز أقلية عربية مستقلة تعتنق أحد مذاهب الإسلام. ويقيم نحو 22 ألف درزي في الجولان المحتل.
وعرضت عليهم إسرائيل، التي تسعى لدمجهم في المجتمع بدرجة أكبر، الحصول على الجنسية لكن أغلبهم رفض. فهم في الأغلب يعتبرون أنفسهم سوريين حتى بعد أكثر من نصف قرن من العيش تحت الحكم الإسرائيلي.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
نشرت في : 30/10/2018