وتحدث الأب الياس شبيب متوجها إلى الشامسي بالقول: "يغمرنا الفرح والسرور في هذا اليوم، الذي تزينونه بحضوركم الكريم حيث تجعلون منه يوما مميزا لهذه البلدة المتواضعة التي شعرت بنشوة الحياة وجمالها. إن زيارتكم الكريمة لقرى منطقة الدريب الأعلى في عكار تتسم بطابع الشمولية، إذ لم تميزوا بين طائفة وأخرى، أو بين قرية وأخرى، وهذا ان دل على شيء، فإنما يدل على مصداقية نظرتكم للإنسان، الذي هو على صورة الله وخليفة الله على الأرض. من هذا المنطلق، تتعاملون بتوجيه دولتكم العزيزة، دولة الإمارات العربية المتحدة، مع الإنسان بمقدار إخلاصه في عمله وانتمائه إلى وطنه وإلى بعده العربي الذي أنتم في أساسه ومنطلقه.
وألقى الشامسي كلمة قال فيها: "إن لبنان هو شبيه بالنموذج الإماراتي في الانفتاح والعيش المشترك. لقد خطت دولتنا خطوات جريئة في هذا الإطار، حيث أنشأت وزارة التسامح. ففي دولتنا، ٨٠ كنيسة، وفيها أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، ووضع مؤسس دولتنا حجر الأساس لبناء دولة عصرية حديثة تؤمن بالعيش المشترك وتحترم الإنسان".
وأشاد بالمحافظ شبيب، مشيرا إلى أنه "يمثل نموذجا فريدا من الطموح والعطاء"، وقال: "أنا محب لهذا البلد وشبابه، فنحن لدينا ٧٠ ألف لبناني يعملون في مؤسسات في الإمارات بكل محبة وطموح. وتربطنا علاقات ود ونسيج واحد. كما أننا منفتحون على كل الطوائف والمذاهب".
أضاف: "لقد بادر مؤسس دولتنا الشيخ زايد إلى توحيد كل الإمارات في دولة واحدة منفتحة على الآخر وتحترم الإنسان، دولة ترفض التطرف والطائفية. كما بنى مسجدا ومركزا لتعليم الدين والانفتاح يدخلهما كل الناس من كل الطوائف لأن الإسلام انفتاح ووسطية واعتدال، ومن يعلم الانفتاح وحب الآخر هو من يحترم، وهكذا نحن في اماراتنا وفي علاقتنا مع لبنان الذي نحب".
من جهته، تحدث المفتي زكريا فأشاد ب"الإمارات وبدور السفير الشامسي الممثل لبلاده، متحدثا عن "حكمة الشيخ زايد في قدرته على جمع أمراء وحكام ٧ إمارات في قلب واحد، وقال: "هذه تجربة نتمنى أن يستلهمها اللبنانيون للتنازل عن المصالح الشخصية والطائفية والتوحد، كما توحدت الإمارات".
أضاف: "لعلنا نستلهم من التجربة الإماراتية، ونحن ننتظر ولادة الحكومة، ولا ندري إذا كانت ستولد سليمة أو منقوصة أو لا تولد".
من جهته، ألقى شبيب كلمة قال فيها: "غمرنا سعادة السفير الصديق حمد الشامسي بتشريفه أولا، وبكلامه الطيب الصادق والمحب ثانيا، وطبعا بإزاحة الستارة عن المشروع الحضاري الرياضي الراقي، الذي جاء ممثلا لدولته المحبوبة من قبل اللبنانيين لتكون هذه المنحة في ارض هذه القرية الحبيبة".
وشكر للسفير الإماراتي حضوره باسم قدس الأبونا وجميع الآباء وأصحاب السماحة والفضيلة وكل فاعليات عكار ورؤساء اتحادات البلديات، وقال: "لمدعاة فرح وسرور أن أرى هذا الجمع ملتفا حول مائدة واحدة، مائدة محبة، فهذا هو لبنان الذي نحب، هذه هي عكار، نموذج عن لبنان. حين انتقلت إلى بيروت وأصبحت محافظا هناك، أخذت معي هذه الروح، وكانت كافية لتشكل أحد أهم أسباب النجاح في العمل".
أضاف: "لن أوفر جهدا أو مسعى لتأمين ما يمكن تأمينه لإنماء عكار، التي كانت وما زالت وستبقى في قلبي وعقلي أينما كنت في محافظة بيروت وغيرها. سأبقى متجذرا في هذه الأرض التي نشأت فيها وتنشقت هواءها وشربت ماءها النقي وسأعود إليها يوما ما، وسأبقى حريصا على إنمائها. وكما عكار، كذلك بيروت في قلبي وعقلي، فإنها المدينة التي أحببت ولن أوفر جهدا أيضا لإنمائها، لا سيما أن أهاليها وسكانها يستحقون الأفضل ومنحوني الكثير من الثقة".