وخصص اليوم الثاني للمواضيع السياسية والعلاقات الثنائية، وقد اعتبرت الزيارة بمثابة الانطلاقة التأسيسية لصفحة جديدة من العلاقات بين البلدين اذ انها المرة الاولى التي يزور فيها وزير لبناني بولندا منذ اربعين عاما.
واشار بيان للخارجية الى ان "رسائل سياسية عدة يمكن استخلاصها من اللقاءات، أبرزها تأكيد بولندا على دعم موقف لبنان في مجلس الامن خصوصا انها عضو غير دائم فيه"، لافتاً إلى أنَّ "الإتفاق كان تاماً على أنّ العلاقات الجيدة بين البلدين لم تبلغ مداها الاقصى بعد، ولا بد من اعطائها الفرصة لتحقيق الانجازات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية".
وأوضح البيان أن "موضوع النازحين السوريين شغل حيزا كبيراً من المحادثات، إذ اكد الوزير باسيل على ان حل ازمتهم يكون بعودتهم الآمنة والكريمة لبلادهم وبتشجيع الراغبين بالعودة الطوعية ودعمهم مالياً. وقد وافقه الجانب البولندي على مبدأ العودة الآمنة، مؤكدا استعداده لشرح الموقف اللبناني ودعمه لدى الاتحاد الاوروبي والمحافل الدولية".
مذكرة تفاهم
على مستوى العلاقات الثنائية، وقع وزيرا خارجية البلدين على مذكرة تفاهم حول التشاور السياسي الدوري بينهما. ولمس لبنان اهتماما بولنديا بتعزيز التبادل التجاري والسياحي والثقافي. وكان لافتا اجماع المسؤولين البولنديين على وصف لبنان بالبلد الصديق والاحاطة بأوجه التشابه بين البلدين ولا سيما لجهة ما تعرضا له من حروب وما يميزهما من طاقات اغترابية ومن تمسك بروح الاستقلال ورفض الاعتداء على احد. وقد وجه الوزير باسيل لمستضيفيه دعوات لزيارة لبنان، فوعدوه بالعمل على تلبيتها. ولوحظ بأكثر من محطة استذكار البابا بولس الثاني ابن بولندا الذي اطلق على لبنان اسم وطن الرسالة.
وفي ختام المحادثات، عقد وزيرا خارجية البلدين مؤتمرا، اكد خلاله الوزير البولندي حرص بلاده على استقرار لبنان، معلنا انه اصبح على لائحة الدول الاكثر اولوية للحصول على الدعم التنموي من بولندا.
من جهته، هنأ الوزير باسيل بولندا بحلول مئة عام على استعادة استقلالها، مشدداً على ان "لبنان يكافح للحفاظ على استقراره ووجوده الحر وتنوعه وتوازنه"، محملاً المجتمع الدولي "مسؤولية حل ازمة النازحين بإعادتهم الى بلادهم دون ربطها بالحل السياسي"، وقال: "لبنان الرسالة يبقى مهدداً بوجوده ما لم تجد هذه الازمة حلا مستداما لها مبنيا على العودة الآمنة والكريمة".