أولا، لم تكن القوات اللبنانية لا في الأيام الأخيرة ولا في أي يوم من الأيام، عقبة أمام تشكيل الحكومة، بل، ويا للأسف، شكّل مجرد وجودها في الحكومة العتيدة عقبة لبعض الأطراف، ما دفعهم لاستنباط كلّ الوسائل الممكنة واجتراح الحجج الواهية على أنواعها لتعطيل أي تشكيلة تكون "القوات" ممثلة على قدر حجمها الطبيعي فيها.
ثانياً، لم تطالب القوات في أيّ يوم من الأيّام بحقيبة معينة، ولا تمسكت بحقيبة اخرى، ولا وضعت فيتو على استلام أي حزب حقيبة بعينها، ولا اعترضت على تسلم شخص معين حقيبة محددة، بل الآخرون هم الذين عكفوا على هذه الممارسات طيلة فترة التأليف.
ثالثاً، لقد وافقت القوات ومنذ الأسابيع الأولى للتأليف على كل ما كان يطرح عليها مع محاولتها تصحيح الخلل او الافتئات عندما يكون هناك من خلل او افتئات، ولكنها بالمبدأ وافقت على عروضات عدة طرحت عليها لتعود وتتفاجأ بتراجع المراجع المعنية عن هذه الطروحات، وأكبر مثال ما حدث أخيرا عندما طرح على القوات استلام وزارة العدل في الوقت الذي لم تطالب فيه بأي مرحلة من المراحل بهذه الوزارة تحديدا، وبعدما قبلت "القوات" بالعدل فوجئت بسحب الإقتراح نهائيّاً.
رابعاً، لم تطالب القوات ولا تطالب بأي حقيبة بعينها، بل جوهر مطالبتها يتصل بحسن تمثيلها في الحكومة انطلاقا من نتائج الانتخابات الأخيرة، وهي حتى اللحظة لا تزال بانتظار تقديم عرض جديد لها.
وفي هذا الاطار تجدر الإشارة إلى أنّ القوات اللبنانية لن تقبل بأن تحرج بعروض غير مقبولة وفيها تجن وافتئات عليها، وذلك بغية إخراجها من الحكومة، بل ستعمل على تصحيح اي اقتراح يطرح عليها من أجل جعله يختزن الحد الأدنى من المواصفات المطلوبة.
خامساً، آلت "القوات" على نفسها عدم الاستفاضة في الكلام عن العقبات التي تواجه تشكيل الحكومة، ولكنها بمواجهة الحملات المغرضة التي تصورها وكأنها هي من يعرقل قيام الحكومة، لا بد لها من ان توضح بأن ثمة عقبات فعلية في مكان آخر تقف عائقا بوجه تشكيل الحكومة وتبرز الى السطح تارة من خلال ما يسمى بتمثيل سنة 8 آذار، وطوراً بوضع فيتوات غير مفهومة بتسلم بعض الوزراء حقائب معينة. في النهاية، وفي حال اقتضى الأمر سيكون للكلام تتمة".