كتب الصحافي عزيز طاهر، مقالاً في موقع "المدن"، حمل عنوان "لماذا فجّرت إسرائيل جهاز التنصت في الحلوسية"؟ وجاء فيه التالي:
"مساء الأحد، 14 تشرين الأول 2018، حصل تفجير في نقطة قريبة من نهر الليطاني، بين بلدتي الحلوسية والزرارية. ووفق المعطيات الأوّلية، فإنّ التفجير ناتج من تفجير طائرة استطلاع إسرائيلية جهاز تنصت مزروع في تلك المنطقة اكتشفه حزب الله. حصل التفجير تزامناً مع تحليق مكثّف للطائرات الإسرائيلية. وعلى إثر التفجير ضُرب طوق أمني واسع من قبل حزب الله والجيش اللبناني، وفتحت تحقيقات للكشف عن ملابسات ما حصل.
ليست المرّة الأولى التي يحصل فيها تفجير من هذا النوع، أي يتم اكتشاف جهاز تنصت إسرائيلي من الجانب اللبناني، فيلجأ الإسرائيليون إلى تفجيره، وتحديداً في هذه المنطقة، فقد شهدت أكثر من عملية تفجير أجهزة تنصّت. ويطلق على هذه المنطقة "المقفلة" إسم وادي جهنم. وهي عبارة عن منطقة حرجية يُعتقد أنها عسكرية لحزب الله. قد يكون ما حصل عبارة عن تفجير روتيني، مثل التفجيرات التي حصلت سابقاً لأجهزة تنصت. وثمة من يعتبر أنه لا يمكن تحميلها أكثر مما تحتمل. وقد يكون ما جرى تفجيره هو جهاز تنصت ومراقبة.
لكن السؤال الأساسي الذي يطرح بشأن ما جرى، هو كيف يستطيع الطرف الإسرائيلي زرع أجهزة التنصت هذه في الأراضي اللبنانية، وفي نطاق عمل القرار 1701. التحقيقات اللبنانية تتركز على الكشف عن هذه الآلية، التي قد تكون عبر عملاء يزرعون هذه الأجهزة، خصوصاً أنه يتم تمويهها وزرعها في التراب وبين الصخور. بالتالي، لا يمكن زرعها بهذا الشكل من دون فعل بشري. أما الاحتمال الثاني والمستبعد نوعاً ما، فهو اللجوء إلى إجراء عمليات كومندوس وتسلل إلى تلك النقاط بهدف زرع هذه الأجهزة. والفرضية الثالثة هي أن الشكل الذي يتخذه فيه جهاز التنصت، يكون مموهاً كلفّه وتغطيته بأوراق الشجر وورقة صخرية. بحيث يظهر وكأنه مزروع بإتقان. أما الفرضية الرابعة فهي أن تكون هذه الأجهزة قديمة منذ أيام الوجود الإسرائيلي في تلك المناطق، لكن هذه الفرضية مستبعدة أيضاً، إذ تشير المعلومات إلى أن هذه الأجهزة لها مدّة معينة هي والبطاريات التي تغذيها لأجل الاستمرار بالتسجيل والتنصت وإرسال المعلومات. وبعد انتهاء مدة صلاحية هذه البطاريات يجري تفجيرها.
وهناك تكتم شديد حول حقيقة ما جرى، إذ أنّ تفجير أجهزة التنصت السابقة التي جرى تفجيرها، كان يتم تصويرها بعد اكتشافها أو حصول التفجير. وهذا ما يطرح أسئلة عن أسباب عدم التصوير. ويعزو البعض سبب عدم التصوير إلى وعورة المنطقة وخصوصيتها بالنسبة إلى حزب الله، إذ لا يمكن الذهاب لتصويرها".