اتهم المعارض السعودي المقيم في كندا عمر عبد العزيز حكومة بلاده الأحد بقرصنة هاتفه والتنصت على مكالمات هاتفيه جرت بينه وبين مواطنه الصحافي جمال خاشقجي، الذي فقد أثره بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وأكد عبد العزيز خلال مقابلة أجرتها معه شبكة التلفزة الكندية العامة "سي بي سي" أن السلطات السعودية استمعت إلى المحادثات التي جرت بينه وبين جمال ونشطاء آخرين في كندا والولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية.
ونقلت الشبكة التلفزيونية عن المعارض الشاب المقيم في كيبك كلاجئ سياسي انتقاده لسجل الحكومة السعودية في مجال حقوق الإنسان وكذلك للطريقة التي تعاملت فيها السعودية مع كندا خلال الخلاف الدبلوماسي الذي نشب بين البلدين.
عبد العزيز كان يعمل مع خاشقجي على مشروع لتنظيم حملة للتصدي للدعاية المؤيدة للنظام السعودي
وأفاد تقرير نشره مؤخرا مختبر تابعة لجامعة تورونتو أنه "يرجح بقوة" وقوف السلطات السعودية خلف عملية القرصنة التي استهدفت هاتف عبد العزيز والتي تمت بواسطة برامج تنصت قوية للغاية لا تباع إلا لحكومات.
وفي مقابلته روى الناشط المعارض لسلطات بلاده أنه خلال الأشهر الأخيرة كان يعمل مع خاشقجي على مشاريع عديدة بينها خصوصا تنظيم حملة ترمي للتصدي للدعاية المؤيدة للنظام السعودي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال "لقد وعدني خاشقجي برعاية المشروع، وأعتقد أنّهم تمكّنوا من الاستماع إلى تلك المحادثات"، معربا عن خشيته من أن تكون عملية التنصت على هاتفه قد ساهمت في اختفاء الصحافي المعارض الذي تعتقد أنقرة أنه قتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول وهو ما تنفيه الرياض بشدة.
وأضاف "لقد قلت للسلطات الكندية إن هذا أمر خطير".
عبد العزيز: خاشقجي كان مصدر إزعاج حقيقي للرياض
وشدد عبد العزيز الذي وصل إلى كيبك في 2009 بقصد الدراسة ثم حصل على حق اللجوء السياسي في المقاطعة الكندية على أن خاشقجي كان مصدر إزعاج حقيقي للرياض. وقال "صوته كان يشكل صداعا للحكومة السعودية".
وأكد الشاب المعارض الذي يتابع حاليا دراسته في شيربروك أنه يشعر بالأمان في كندا، ولفت إلى أنّ الأمر لا ينطبق على سعوديين آخرين اتصلوا به وربما يكون انفضح أمرهم بسبب التنصت على هاتفه.
وقال "لا أحد سيؤذيني لأنني (أعبر) عن آرائي (..) لكن الكثير من الناس الذين اتّصلوا بي هم في خطر حقيقي بسبب ذلك".
وكان عبد العزيز قال لشبكة "سي بي سي نيوز" في مطلع تشرين الأول/أكتوبر إنه يخشى على مصير الأشخاص الذين تحدث معهم هاتفيا بسبب القرصنة التي تعرض لها هاتفه.
وبحسب الشبكة الإخبارية فإن شقيقي عبد العزيز والكثير من أصدقائه اعتقلوا أخيرا على أيدي قوات الأمن السعودية.
وقال المعارض الشاب إنه تكلم لآخرة مرة مع خاشقجي في 28 أيلول/سبتمبر.
فرانس 24/ أ ف ب
نشرت في : 15/10/2018