أكمل رئيس "التيار الوطني الحرّ" الوزير جبران باسيل أمس ما كان بدأه بعد الإنتخابات النيابية الماضية، إذ عاد تدريجياً إلى تمتين تحالفه الإستراتيجي مع "حزب الله" منسحباً بالتوازي مع ذلك من تحالفاته وإلتزاماته السياسية مع كل من "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل".
وصل باسيل في خطابه أمس في ذكرى 13 تشرين إلى خط "اللاعودة" مع "القوات"، إذ إتهمهم بالإجرام والعمالة، ولمح إلى أن الحكومة ستتشكل في وقت قريب على رغم المحاولات القواتية للتعطيل، وفق قوله.
هجوم باسيل على "القوات" وإتهامهم بالفساد ترافق مع تثبيت علاقته مع "حزب الله"، الذي أوحى كلام باسيل بأنه الحليف شبه الوحيد لـ"التيار"، معتبراً أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله صادق وسيتم بناء الدولة بالتعاون معه.
ووفق مصادر متابعة، فإن باسيل أراد التخلص من العبء الذي يشكله فض الإشتباك مع "القوات" ويحاول إعادة عقارب الزمن إلى الوراء بهدف سحب الشرعية الشعبية التي يعتقد أن تفاهم معراب أعطاه لـ"القوات".
وتعتقد المصادر أن باسيل يسعى إلى توسيع قاعدة الخلاف مع "القوات" تمهيداً لمنع حصول أي تسوية تتعلق بالمعركة الرئاسية المقبلة، إذ إن الخلاف الكامل مع "القوات" ورئيسها سمير جعجع بالتزامن مع تقاربه مع تيار "المردة" قد يضع القوى السياسية وخاصة الحليفة منها أمام خيارين: إما سمير جعجع وإما جبران باسيل.
كذلك ترى المصادر أن باسيل يسعى إلى إستكمال عملية حشر الحريري والضغط عليه بهدف إحراجه ودفعه إلى التخلي عن "القوات" أو عدم خوض معاركهم الحكومية، فباسيل أنزل التفاهم مع تيار"المستقبل" والذي حكم عمل الحكومة الماضية إلى مصاف التسوية غير الكافية، إلا إذا أكملها الحريري بتشكيل حكومة وفق المعايير العونية، بمعنى آخر، حاول باسيل التهويل على الحريري بإسقاط التسوية التي أدت إلى إيصال الرئيس ميشال عون إلى بعبدا وضمان عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة طوال عهد عون وما يستتبع ذلك من سعي لتكليف رئيس حكومة غير الحريري.