خلال إطلالته التلفزيونية الأخيرة، أرسل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إشارات توحي بأنه يرغب بفتح مسار تفاوضي مع "حزب الله" حول وزارة الصحة التي يطالب بها الحزب في الحكومة المقبلة، ملمحاً أن الأمر قد يؤدي إلى نتائج سلبية على عمل الوزارة بسبب العقوبات الدولية على "حزب الله".
بعد حديث الحريري، بدأت الأسئلة حول إمكانية تراجع "حزب الله" عن مطلبه بوزارة الصحة مقابل حصوله على وزارة أساسية أخرى لا يرتبط عملها بتمويل دولي أو أميركي.
لكن مصادر مطلعة قريبة من "حزب الله" أكدت أن الحزب متمسك بوزارة الصحة اليوم، أكثر من أي يوم مضى، ولا يريد الخوض في أي نقاش حولها.
وترى المصادر أن "حزب الله" ينظر إلى مسألة بإعتبارها مسألة سيادية، وتالياً فإن لا شيء يستطيع مع أي قوة سياسية لبنانية من تولي أي حقيبة وزارية في الحكومة، لذلك فإن وزارة الصحة هي المطلب الحصري للحزب والتي لا تراجع عنها.
وعن ما إذا كان الحزب يرغب بالتبادل مع رئيس الجمهورية، إذ يمنحه وزيراً شيعياً مقابل حصوله على وزير مسيحي قالت المصادر: "تراجعت إحتمال حصول هكذا تبادل منذ عدّة أسابيع مع إصرار "حزب الله" على توزير حزبيين في الحكومة، وتوزيعهم مناطقياً على مناطق نفوذه".
وأشارت المصادر إلى أن الحزب أبلغ الرئيس ميشال عون عن خطته في وزارة الصحة، لذلك فإن الأمر بات محسوماً بمنحه هذه الحقيبة، خصوصاً أن حجم المساعدات الأميركية للوزارة لا يؤثر بشكل جدّي على عملها..
وتعتبر المصادر أن الحزب سيستفيد من الوزارة من خلال إنشاء بعض المستشفيات في منطقة بعلبك الهرمل، كما تتيح هذه الوزارة إمكانية تأمين هامش كبير من الخدمات.