صحيفة الجمهورية
خرق الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري الأجواء الضبابية المحيطة بالاستحقاق الحكومي، متوقعاً إنجاز هذا الاستحقاق خلال أسبوع أو 10 ايام، ومعززاً بذلك مسحة التفاؤل التي لفحت الاجواء إثر زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس الاول، على رغم انّ بعض المطّلعين أكدوا انّ موضوع القمة الاقتصادية الاجتماعية العربية التي سيستضيفها لبنان في كانون الثاني المقبل استحوز على القسم الاكبر من البحث في اللقاء، لجهة ما يمكن لبنان ان يستفيد من هذه القمة في ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها.
على وقع تفاؤل حذر بحصول تقدّم على مسار التأليف الحكومي، توقع الحريري تشكيل حكومته العتيدة خلال أسبوع أو عشرة ايام. ودعا، في حوار متلفز معه مساء أمس، الجميع الى «التضحية والتعاون من أجل مصلحة البلد»، نافياً وجود اي ضغوط خارجية عليه في تأليف الحكومة.
واكد «أنّ التسوية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائمة ومستمرة». وأشار الى أنّ ضمانه في التسوية هو رئيس الجمهورية لأنه يعلم أنّ عون «عندما يضع يده بيد أحد لا يتراجع».
وأكد الحريري استعداده للتضحية بحقائب وزارية له «من اجل السير بالحكومة لأجل البلد». وقال انه مستعدّ لإعطاء «القوات» و»التيار الوطني الحر» وكل الأحزاب من «كيسِه» من أجل تشكيل الحكومة، ولو كان هناك حزب يمثّل سنّة آخرين فهو لا يمانع بتمثيلهم في الحكومة. ولم يمانع في أن يتسلّم «حزب الله» حقيبة وزارة الصحة، لكنه أشار الى «انّ هناك خشية من توقيف القروض والهبات الخارجيّة لأيّ وزارة تكون من نصيب الحزب».
وأكد انه لن يشكّل «حكومة أمر واقع بمَن حضر أو حكومة أكثرية». وأعلن انه «لن يزور سوريا مهما كلّف الأمر، والموضوع سياسي خلافي».
في هذا الوقت، توقّع مصدر وزاري «أن تشهد أزمة التأليف حلحلة في لحظة، كذلك في إمكانها ان لا تُحلّ في سنة»، وقال لـ»الجمهورية»: «كل شيء متوقّف على تفصيل أو تفصيلين يتعلقان بعقدة «القوات اللبنانية»، وأيضاً بحقائب الدروز، إذ في حال تساهل وليد جنبلاط، فإنه حتماً لن يتساهل في نوعية الحقائب التي ستُسند اليه، بل سيرفض حتماً الحقائب الفرعية».
إتفاق شامل
وقالت مصادر تيار «المستقبل» لـ»الجمهورية»: «علينا الانتظار 48 ساعة لتبيان نتيجة اللقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس المُكلف، فهناك إمكانية لولادة الحكومة ويبدأ حينها التفكير في عملية انطلاق عملها». واستبعدت المصادر «الاتفاق على كمّ الحصص فقط وبدء تفاوض جديد على نوعية الحقائب»، ورجّحت أن «يكون الاتفاق شاملاً «package».
«التيار»
في هذا الوقت يترقب الجميع وقائع المؤتمر الصحافي الذي سيعقده رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ظهر اليوم في «سنتر ميرنا الشالوحي»، ويعلن فيه موقف «التيار» من مسار تشكيل الحكومة، وذلك بعد اجتماع المجلس السياسي لـ»التيار».
وعشيّة مؤتمر باسيل، قالت مصادر بارزة في «التيار» لـ»الجمهورية»: «لقد آثرنا في «التيار» ان لا نقوم بأي خطوة من شأنها أن تشكل اي تجاوز لموقع وصلاحيات الرئيس المكلف، ولذلك من يفاوض ومن يقترح هو الرئيس الحريري، ورغم ذلك لم نسلم من التصويب علينا واتهمنا تارة بالتأليف وطوراً بالتعطيل! أما حقيقة الأمر، فهي اننا لا زلنا ننتظر نتيجة التفاوض الذي يقوم به الحريري مع «القوات» و»الاشتراكي»، خصوصاً بعد لقائه الاخير مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لكي نبني على الشيء مقتضاه».
«القوات»
في غضون ذلك، وبعد تداول معلومات عن صيغة حكومية جديدة تقضي بأن يتمّ التنازل لمصلحتها عن نيابة رئاسة الحكومة، إضافة الى إعطائها وزارات التربية والشؤون الاجتماعية والثقافة»، أوضحت «القوات اللبنانية» انه لم يُطرح عليها اي صيغة حكومية جديدة، وانها لا تريد من أحد التنازل عن مقاعد وزارية لمصلحتها. واعتبرت «انّ الترويج لاخبار من هذا النوع لا يهدف سوى إلى محاولة رمي مسؤولية تأخير التأليف عليها».
«اللقاء الديموقراطي»
وفيما أبلغت مصادر «الحزب التقدمي الاشتراكي» الى «الجمهورية» انّ الحزب يتابع باهتمام الاتصالات السياسية المتعلقة بتأليف الحكومة، وهو سبق ان عبّر عن موقفه مراراً من هذا الملف، إستعجل «اللقاء الديموقراطي» بعد اجتماعه برئاسة النائب تيمور جنبلاط «تشكيل حكومة وحدة وطنية تأخذ في الإعتبار أحجام الكتل النيابية».
واوضح انّ «تحقيق ذلك يتطلّب من الجميع إبداء المرونة اللازمة للخروج من حالة المراوحة عن طريق تسوية وطنية إنقاذية يساهم فيها الجميع». وإذ اكد حرصه «لكي تبقى لنا عين على مصالح الناس ومصلحة الوطن، وعين أخرى على الحقوق المكتسبة».
قال انه سيبقى يعمل «بانفتاح وإيجابية في انتظار طرحٍ جدي يأخذ في الإعتبار هذه الثوابت، لنكون شركاء فعليين في إنتاج تسوية نساهم فيها بفعالية ولا تفرض بطريقة قسرية».
عودة النازحين
وفي ملف عودة النازحين السوريين، ناقش نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال ألكسندر فومين، مع مستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان هذه المسألة.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، «أنّ الاجتماع ركّز على الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، وكذلك مشكلة عودة اللاجئين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة قبل اندلاع الصراع في الجمهورية العربية السورية. كذلك تبادل المسؤولان الروسي واللبناني وجهات النظر حول آفاق العلاقات الثنائية في المجالات العسكرية والعسكرية الفنية».
واشارت الى أنّ الاجتماع «عقد في جو ودّي، للتأكيد من جديد على استعداد الأطراف لمواصلة تطوير التعاون متعدد الوجوه بين وزارتي الدفاع في البلدين، بما في ذلك ما يخصّ القضايا الإنسانية.
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كرّر المطالبة بعودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا، مؤكداً انّ «مجموعات منهم تغادر لبنان تباعاً وعلى نحو اختياري بإشراف الامن العام اللبناني. ومنذ بداية تنظيم قوافل العائدين لم يتبلّغ لبنان عن وقوع اي حوادث معهم بعد عودتهم»، مشدداً على انّ «الدولة اللبنانية لا تُكره النازحين السوريين على العودة، بل تترك لهم حرية القرار. علماً انّ تداعيات النزوح السوري الى لبنان تشعبت وأحدثت اضراراً جسيمة في مختلف الميادين»، مشدداً على «عدم جواز ربط عودة السوريين الطوعية والآمنة الى بلادهم بالوصول الى حل سياسي قد يطول الاتفاق عليه».
العقوبات الأميركية
وفي خطوة تأتي استكمالاً لقرارات سابقة، أعلنت الولايات المتحدة الاميركية فرض عقوبات على محمد عبد الله الامين، وعلى 7 شركات لبنانية تقول انها تقدّم الدعم المادي واللوجيستي لـ»حزب الله».
وتبيّن انّ كل الشركات المستهدفة يملكها الأمين او يديرها، ومن ضمنها شركة تعنى بتوضيب وتصدير المنتجات الزراعية الى دول الخليج وشركة أخرى تعنى بالاعلانات.
ضغوط على إيران
وفيما استمر الكباش الاميركي ـ الروسي، ارتفعت وتيرة الضغوطات الاميركية ـ الاسرائيلية على ايران، وأعلن قائد القيادة الوسطى الأميركية جوزف فوتيل أنّ إيران «تنقل أسلحة متطورة وخطيرة إلى سوريا». وأوضح، في مؤتمر صحافي، أنّ الولايات المتحدة قلقة من «تنامي نفوذ طهران في سوريا والعراق»، ورأى أنّ إيران تواصل «نشاطها الإرهابي في أنحاء عدة في المنطقة». وأكد انّ «القوات الأميركية ستحاسبها في حال تهديدها أمننا ومصالحنا».
من جهته، دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو دول العالم كافة الى «الوقوف صفاً واحداً ضد إيران»، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل: «لا أخفي معارضة إسرائيل للاتفاق النووي الموقّع مع طهران، فهذا الاتفاق أتاح تدفّق أموال الى خزانة ايران التي تعد أكبر دولة في العالم دعماً للإرهاب».
وأضاف: «إنّ عدوان إيران يتغلغل نحو أوروبا أيضاً»، مشيراً إلى «أنّ أجهزة المخابرات في إسرائيل زوّدت دولاً أوروبية معلومات عن النشاطات الإرهابية للمخابرات الإيرانية هناك».
بدورها، أوضحت ميركل «أنّ إسرائيل وألمانيا تختلفان في موقفهما إزاء الاتفاق النووي مع إيران، لكنهما تتفقان على وجوب منع إيران من امتلاك سلاح نووي». ودعت الى «أن تكون سوريا خالية من القوات الإيرانية».
الدولة والمولدات
على صعيد آخر، بَدت المواجهة بين الدولة وأصحاب المولدات تتجه الى تصعيد إضافي أمس. وقد سُجّل دخول وزير الداخلية نهاد المشنوق هذه المواجهة داعماً هيبة الدولة، حيث زار وزارة الاقتصاد وأعلن من هناك انه «ستتم مصادرة اي مولّد يقطع الكهرباء اعتراضاً على تطبيق قرار تركيب العدادات».
وشدّد على الفصل بين ضرورة تطبيق قرار تركيب العدادات وبين استمرار المفاوضات على التسعيرة مع وزارة الطاقة.
في المقابل، أعلن أصحاب المولدات تمسّكهم بإطفائها «إذا بقيت التسعيرة على ما هي، لأنها تكبّدهم خسائر».