كرمت منسقية تيار “المستقبل” في منطقة حاصبيا – مرجعيون، حجاج بيت الله الحرام، بعد تأديتهم مناسك الحج بخير وسلام، بمولد أقيم في قاعة مسجد الفاروق في بلدة شبعا، برعاية الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري ممثلا بالنائب محمد القرعاوي، وفي حضور مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلة، قائمقام حاصبيا أحمد كريدي، رئيس دائرة أوقاف حاصبيا والعرقوب الشيخ جهاد حمد، المنسق العام لتيار “المستقبل” في المنطقة عبدالله عبدالله ولفيف من رجال الدين وفاعليات المنطقة وحشد كبير من الأهالي.
بعد تلاوة من القرآن الكريم، ألقى عبدالله كلمة، استهلها ب”التبريك لحجاج بيت الله الحرام بطاعتهم”، معتبرا أن “هذا التكريم هو عربون محبة وتقدير من دولة الرئيس الحريري لأهالي حاصبيا ومرجعيون، لما لهذه المنطقة من مكانة في قلب الرئيس، وأن المسيرة التي بدأت مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري مستمرة، مع حامل الأمانة الرئيس سعد الحريري، وأننا نملك القيادة الرشيدة، التي لا تهاب من فائض القوة”.
من جهته، شكر دلة في كلمته، الرئيس الحريري على “جهوده الكبيرة في موضوع تأشيرات الحج، وهو في ميزان أعمالكم”، محذرا “كل من يحاول التطاول على صلاحيات رئاسة الحكومة، أو المس بالدستور”، مؤكدا أن “الرئيس الحريري لن يتنازل عن حرف واحد مما أعطاه إياه الدستور”.
وخاطب “الطبقة المعرقلة لتشكيل الحكومة” بأنه “كفى إستهتارا بحياة الناس”، سائلا “من هم الذين يعطلون ولادة الحكومة، هم معرفون لنا، بأنهم الساعون منذ اليوم لرئاسة الجمهورية”، مؤكدا أن “الموقف ثابت مع دولة الرئيس في خياراته وفي مواقفه”.
بدوره، قال القرعاوي: “هنا في هذه الأرض العامرة بالنضال على مر التاريخ والحاضنة للمقاومة والمجبولة بدماء الأبطال، نلتقي اليوم لتكريم كوكبة من الأخوة والأخوات بمناسبة عودتهم بخير وسلام، إلى ربوع الوطن، بعد تأديتهم مناسك الحج”، سائلا “المولى عز وجل أن يتقبل طاعاتهم، وأن يكون حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا”.
أضاف: “بداية، أنقل إليكم تهنئة قلبية حارة من دولة الرئيس سعد الحريري، على هذه العودة السالمة ولتأدية فريضة الحج، وكل دعواته لكم بأن يكون حجا مباركا ومقبولا، لأن منطقة العرقوب، لها الاهتمام الكامل وكل المحبة والتقدير، وعزيزة على قلب الرئيس الحريري”.
وتابع: “لطالما شكلت منطقة العرقوب قلعة الصمود الأولى في وجه العدو الصهيوني، وكانت مقاومة هذه المنطقة العزيزة، دروسا في الانتماء للوطن وللمقاومة وللعروبة والعيش المشترك، وكانت الحصن الحصين والملاذ الأمين للمقاومة ضد الاحتلال بكل أشكاله، لا سيما خلال الاحتلال الإسرائيلي عام 1982، وتشهد على ذلك عذابات الأسرى والمعتقلين من أبناء هذه المنطقة، والانتفاضات الشعبية في قرى العرقوب والدماء الزكية لشهدائها الأبرار”.
وأردف: “من هنا نحيي أرواح شهداء المقاومة الأبطال، الذين قاوموا الاحتلال الصهيوني وطاردوه حتى الزوال، ونفخر ونعتز بكل التضحيات، التي قدمها أهالي المنطقة عل طريق المواجهة ضد العدو الغاشم، كما نحيي أهلنا أبطال فلسطين، الذين يسطرون في كل يوم نوعا جديدا من أنواع المقاومة والبطولة ضد العدو الصهيوني المغتصب”.
وقال: “أيها الصامدون بأرضكم، يا من قاومتم العدو عقودا من الزمن، وواجهتم مشاريعه، وأشعلتم الانتفاضات ضده، لقد حملتم علم لبنان الواحد وتمسكتم بالجيش الوطني وانتصرتم وانتصر خيار الدولة، والإنماء والعيش المشترك وعروبة لبنان، بحمد الله وبإرادة الشعب الواحد”.
أضاف: “الحمدلله أولا وآخرا، الذي أعاننا هذا العام، للوقوف بجانب أهلنا، خصوصا في مسألة الحصول على تأشيرات الحج، وقد أسهمت جهود دولة الرئيس الحريري في هذا الأمر، من دون الحاجة إلى الوقوف على أبواب المسؤولين للحصول على التأشيرات، بالإضافة إلى التسهيلات الكبيرة، التي قدمتها سفارة المملكة العربية السعودية لهذه الغاية، لا سيما تلك التي بذلها سعادة السفير الدكتور وليد البخاري والتعاون المثمر الذي أظهره في هذا الموضوع. ونحمد الله عز وجل، الذي وفقكم في أداء هذه المناسك العظيمة وساعدكم على القيام بها، خصوصا لناحية الصبر والجهد، ابتغاء التقرب إلى الله عز وجل، فمبارك لكم صبركم وعافاكم الله على تعبكم وجهدكم في تأدية المناسك، ابتغاء لمرضاة الله عز وجل”.
وأردف: “في هذه المناسبة، لا بد من تأكيد الثوابت الأساسية، التي حددها دولة الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة:
تعيش البلاد هذه الأيام فترة ترقب لما ستؤول إليه الأمور بالنسبة لتشكيل الحكومة، وقد اتضحت خلال الأسابيع الماضية، الصورة بالنسبة لأسباب التأخير، لهذا فإن دولة الرئيس الحريري، أكد وفي أكثر من مناسبة، ثوابته ورؤيته للحكومة المقبلة، من موقع الحرص على الوضع الاقتصادي والإنمائي وتأمين فرص العمل للشباب من خلال مقررات مؤتمر سيدر”.
واستطرد: “إن دولة الرئيس الحريري، لن يقبل بتكريس أعراف جديدة تتجاوز الدستور واتفاق الطائف، ومتمسك بكل الصلاحيات، التي كفلها له الدستور، خصوصا ما يتعلق بتشكيل الحكومة، ومتمسك بحكومة وفاق وطني، ويسعى إلى تشكيل حكومة متوازنة ومتجانسة وقادرة على مواكبة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا لحكومة أكثرية، نعم لحكومة متوازنة، ولن يسمح لأي طرف بالحصول على الثلث المعطل في الحكومة، لأن هذا يعطل البلد”، مؤكدا أن “لا اجتهاد في سياق النصوص الدستورية، أو المس بصلاحيات الرئيس المكلف. فالنصوص الدستورية واضحة وصريحة، بأنه لا مهلة محددة لتشكيل الحكومة، وهذه قاعدة قانونية واضحة، ولا مجال للاجتهاد، أو التأويل، أو الفتاوى التي لا مكان لها في الدستور، أو في اتفاق الطائف”.
وقال: “من هنا، فإننا نحمل القوى السياسية، مسؤولية التأخير في تشكيل الحكومة، خصوصا بالنسبة للأحجام والسقوف العالية بالتمثيل، لذلك دعا دولة الرئيس الحريري جميع القوى السياسية، إلى التواضع وتقديم التنازلات المتبادلة، وتحمل المسؤولية الوطنية إلى جانبه من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة”.
أضاف: “مطلع الأسبوع عقد المجلس النيابي جلسة تشريعية عامة، حيث أقرت بعض القوانين التي تخدم أهلنا، خصوصا تأمين مبلغ 100 مليار ليرة لمؤسسة الإسكان، مساهمة في تخفيض الفوائد على القروض السكنية لذوي الدخل المحدود، ووضعت أيضا سلة قوانين من أجل مؤتمر سيدر، لهذا نأمل تشكيل الحكومة قريبا، لتأمين جميع شروط هذا المؤتمر المهم بالنسبة لاقتصاد الوطن، ولمنطقة العرقوب سلة مشاريع خاصة، أعدها دولة الرئيس الحريري، لأنها عزيزة على قلبه، وحريص على أن تواكب نهضة البلاد على كل الصعد والمجالات”.
وختم “نحن أهل الخير، ونحن أمة الخير، التي حافظت على لبنان واستقراره، كما حافظت على سمة العيش المشترك فيه، وشكرا”.