صحيفة البناء
كان عون قد اعتبر «أن هناك نوعين من الحكومات، حكومة اتحاد وطني ائتلافية او حكومة أكثرية، وإذا لم نتمكن من تأليف حكومة ائتلافية، فلتؤلف عندها حكومة أكثرية وفقاً للقواعد المعمول بها، ومن لا يريد المشاركة فليخرج منها». وعما اذا كان هذا الخيار متاحاً ويسهل تمريره في مجلس النواب، قال «ان الامور لا تبدأ على هذا النحو، فمن يريد تأليف حكومة يستطيع تأليفها وفقاً لقناعاته والمقاييس والمعايير المتماثلة لقانون النسبية. وإذا استمر البعض في الرفض تارة والقبول طوراً، فلتؤلف وفقاً للقناعات وإذا شاءت أطراف عدم المشاركة، فلتخرج منها»، مضيفاً «انا رئيس للجمهورية ولا يمكنني الخروج من الحكومة، لكن قد تخرج الأحزاب التي تؤيدني منها».
وقد بدا أن هناك تنسيقاً في المواقف بين عون والبطريرك الراعي الذي اعتبر من كندا أن «لا يوجد أي مبرر شرعي لعدم تأليف الحكومة منذ الأسبوع الأول من التكليف. كفى سماع استشارات من هنا وهناك، فليؤلف الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية الحكومة وليقبل بها مَن يقبل، وليرفض مَن يرفض فالوطن أغلى من الجميع».
وكان عون أطلق سلسلة مواقف من جملة الملفات المطروحة الإقليمية والدولية والمحلية، ولفت الى وجود «خلاف في وجهات النظر مع الدول المعنية بعودة النازحين السوريين الى بلادهم»، وفي مقابلة مع تلفزيون «روسيا اليوم» شدّد عون على ان «نقطة الخلاف الأساسية مع الدول الغربية هي في تمسكها بالتلازم بين الحل السياسي في سورية وحل قضية النازحين السوريين الى لبنان»، معتبراً ان «لبنان ليس طرفاً في النزاع السياسي الحاصل في سورية، انما كان طرفاً في محاربة الإرهابيين على الحدود اللبنانية – السورية». اضاف: «الدولة السورية قد دعت النازحين الى العودة الى بلدهم»، لافتاً الى «تسييس ملف النازحين نتيجة ربطه بالحل السياسي»، مشيراً الى «عدم وجود قناعة دولية حالياً بهذه العودة، وهناك فقط قناعة روسية ترجمت عبر مبادرة تسعى الى تحقيق عودة النازحين، الى وجود إشكالات خارجية تعيق هذه المبادرة إضافة الى وجود محاولات لحلها». وأكد أن «حزب الله لن يخرج من سورية، لأنه جزء من الأزمة السورية، وهو كان في بدايتها يدافع عن الأراضي اللبنانية ضد الهجمات التي كان يشنّها الإرهابيون من القصير على منطقة البقاع».
واعتبر ان «ما يعرقل عودة العلاقة بين لبنان وسورية الى طبيعتها هو السياسة الدولية وقسم من اللبنانيين الداعمين لهذه السياسة»، مشدداً على «التزام لبنان في الوقت نفسه موقف النأي بالنفس عن الصراعات العربية كي لا يتحول طرفاً فيها».
واستبعد رئيس الجمهورية أن «تؤدي التهديدات الإسرائيلية الاخيرة للبنان الى تصعيد على الجبهة اللبنانية». وإذ أكد اننا «سندافع عن لبنان بكل الوسائل المتوافرة لدينا»، اكد «نحن لن نبدأ باستعمال اي سلاح ضد إسرائيل ومتمسكون باتفاقية وقف الأعمال العدائية التي تشرف عليها الامم المتحدة، والخروج عنها لن يكون من جهتنا».
وعن موقف لبنان من المحادثات الأردنية – السورية الجارية لفتح معبر نصيب، أكد الرئيس عون دعمه «لفتح هذا المعبر، ونحن ننتظر نتائج هذه المحادثات لنتدخل أيضاً في هذا الموضوع».
وعن تقييمه للعلاقة بين لبنان وروسيا، قال: «نحن في علاقة صداقة مع روسيا التي هي بالنسبة إلينا دولة صديقة، وتساعدنا على حل المشاكل التي نتعرّض لها، ومنها مثلاً المساعدة على حل الإشكال الذي تعرّض له رئيس الحكومة في السعودية. كما انها دخلت ميدان التنقيب عن النفط والغاز في لبنان».