صحيفة البناء
تضارب المواقف والمعلومات حول الأزمة الحكومية، بين الدعوة لحكومة أكثرية، ورفع السقوف التفاوضية، والمعلومات عن مشاورات تجري في الكواليس تتضمن مخارج للعقد، ينعقد المؤتمر الرابع عشر لحركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قام بالإشراف الشخصي على كل الأوراق والترتيبات التي تمت تحضيراً للمؤتمر ليكون بمثابة مؤتمر تأسيسي ثانٍ للحركة، كما يقول مصدر حركي قيادي، يرى أن الحركة تبلغ أربعين سنة منذ تغييب مؤسسها، وهي لا تزال تتخذ من فكره منهلاً لخطها العقائدي والسياسي ولمهامها الوطنية، والمؤتمر سيكون مناسبة لتحديد استراتيجيتها في مواجهة عالم ومنطقة يتغيّران بسرعة، ووطن ينوء بحمل أزمات وتحديات، والحركة قوة شعبية وسياسية فاعلة في لبنان والمنطقة ومعنية برسم مهماتها على أساس هذا الحجم والقدرة على التأثير، ولذلك يصح القول إن المؤتمر للحركة الفاعلة والقوية بالإنجازت هو بمثابة مؤتمر تأسيسي ثانٍ بعد تحولات كبيرة بالمنطقة وانعكاسها على الداخل، حيث لا يمكن إلا إعادة تأكيد موقع فلسطين كقضية مركزية وعقائدية ووطنية بانعكاساتها اللبنانية في ظل الهروب العربي من المسؤوليات، ويضيف المصدر القيادي نحن بحجمنا وتاريخنا معنيون وقادرون، سواء على المستوى الفلسطيني الفلسطيني أو على المستويين العربي والإسلامي. وبالمقابل المنطقة تخرج من غيمة سوداء شكلت الحرب على سورية ذروتها في مشروع التفتيت والإسقاط. وينعقد المؤتمر بينما سورية تستعيد عافيتها، وتقترب من انتصارها على الإرهاب ونحن معنيون بتظهير العلاقة التاريخية والمستمرة مع سورية، وقيادة حراك لبناني تحت هذا العنوان. وفي المهام والتحديات يقول المصدر، مشروع المقاومة الذي يشكل عنوان الردّ على التحديات يتقدم ونحن مؤسسون ورواد فيه، لذلك فإن حماية المقاومة وتطوير موقع ودور الحركة في إطارها من مهام المؤتمر، خصوصاً لجهة تأكيد موقع الحركة في تجذير فكرة المقاومة كمشروع وطني، ويقول المصدر القيادي الحركي أن المؤتمر سيُعيد تأكيد التمسك الكامل باتفاق الطائف كركيزة أساسية لترسيخ الوحدة الوطنية، مع تأكيد استكمال تطبيق بنود الطائف كوصفة لم يكتمل تطبيق بنودها الإصلاحية بعد.
يخلص المصدر القيادي في أمل للقول، إن نموذجنا الذي نقدّمه للبنانيين والعرب هو نجاح مفهوم التحالف المبدئي مع حزب الله سواء حول مشروع المقاومة أو حول مشروع الوحدة الوطنية، بعدما نجح مشروع ترسيخ العلاقة وتثبيتها وبات ممكناً الذهاب لتقديمها نموذجاً للعلاقات الوطنية كثنائي يحمل تفاهمات متعددة، وليس تنظيماً طائفياً موجهاً ضد احد. فهو ليس ترجمة لوحدة الشيعة بوجه الآخرين، بل إطار لترسيخ مفهوم التشبيك الوطني المتعدد الاتجاهات، التي تجسدها تحالفات ركني الثنائي بالاتحاد أو بالانفراد كنواة قيادية لشبكة أمان لبنانية عابرة للطوائف، رغم محاولات تصويره حصناً لحماية مكاسب أو مواقع طائفية. ولذلك يقول المصدر قرارنا هو الذهاب الى الأبعد في ترجمة مفهوم الانفتاح على جميع المكوّنات اللبنانية بلا عقد ولا عقبات.
تنظيمياً، يقول المصدر، طبعا هناك انتخابات، وسننتظر نتائجها، وربما تحمل تغييرات، وربما يتوقف كثيرون للقول إن لا جديد في المؤتمر ما لم تكن هناك تغييرات بالأسماء القيادية بحجم يلفت الانتباه، لكن هذا لا يعبر عن الحقيقة، فالمؤتمر سيكون مناسبة لتأكيد العزم على دفع الجيل الشاب لتبؤ مراكز قيادية، وتهيئة الأطر التي تتيح لتجديد دماء الجسم التنظيمي القيادي في الحركة وشبابه، بكفاءات شابة تثبت أهليتها وحقها بنيل الفرص المناسبة.