افتتاحية صحيفة النهار
أي شتاء ينتظر اللبنانيين… أهلاً بالتقنين!
بعد الضجة التي أثيرت الاسبوع الماضي حول عدم تمكن باخرة الطاقة المجانية “اسراء” من تنفيذ وعد وزير الطاقة بتأمين الكهرباء 24 ساعة لكسروان، يبدو ان الواقع سيكون أشد ايلاما على لبنان كله بعد اعلان مصادر مؤسسة كهرباء لبنان أن الاعتمادات المتبقية لشراء الفيول للمعامل والبواخر لن تكون كافية حتى آخر السنة، وتالياً ستكون المؤسسة مضطرة الى خفض التغذية الى أقل من 8 ساعات يومياً. توازياً، اعترض أصحاب المولدات على قرار تركيب العدادات، رافضين التزام التعرفة التوجيهية “المجحفة” وهددوا بإغراق البلاد في العتمة، فأي شتاء ينتظر اللبنانيين؟!
وإذا كانت مؤسسة كهرباء لبنان قد عزت النقص في الفيول الى الشحّ في الاعتمادات التي كان يفترض أن تقدر بـ2800 مليار ليرة ولكن أُقر منها 2100 مليار ليرة، نجدها في المقابل “تعير” كميات كبيرة من الفيول، الذي تدفع وزارة المال ثمنه، لشركة كهرباء قاديشا في ظل وضع قانوني ملتبس وعلاقة مالية غامضة لا أفق لها. ولا تقتصر فوضى الفيول في مؤسسة الكهرباء على تسليم كميات كبيرة منه إلى قاديشا على سبيل “الإعارة”، إذ تبين أيضاً انها اعتادت بيع كميات أخرى منه لمنشآت النفط لتأمين حاجة الصناعيين والسوق المحلية، وقبض ثمنه نقداً بعلم وزير الوصاية.
في ظل هذا الواقع والمستجدات لا بد من طرح السؤال عن مصادر تمويل شراء حاجة مؤسسة الكهرباء من المحروقات لزوم المعامل والبواخر، وهل يمكن فتح اعتمادات اضافية؟
يؤكد خبير مطلع على النظام المالي لمؤسسة الكهرباء وحساباتها وعلاقتها بوزارتي المال والوصاية (اي الطاقة)، أن ليس ثمة ما يجيز للمؤسسة بيع المحروقات أو إعارتها، ولا مجال نظامياً لإدخال ثمن مبيع هذه المحروقات وقيمتها في حساباتها كواردات. وأكثر يؤكد الخبير نفسه لـ”النهار” أن ليست لدى المؤسسة في الأصل قيود ومتابعة لكميات الفيول المتوافرة في مخزونها، وإلا لما كانت سرقة المازوت في دير عمار لتستمر بهذه الكميات وطوال هذه السنوات من غير أن يلاحظ المسؤولون فيها أي نقص. في حين أكدت مصادر أخرى أنه كانت لمراقبي حسابات المؤسسة ملاحظات وتحفظات جوهرية ومهمة عن جردة مخزون المؤسسة من المحروقات وغيرها من المواد. واستطراداً، فإن آلية شراء المحروقات وتمويله بمساعدة من الدولة وعلى حساب المالية العامة مرت بمراحل وتطورات عدة، إنْ من حيث طبيعة المساعدة أو طريقة دفع حصة المؤسسة منها.
العراق يبدأ خطوات التجديد بانتخاب رئيس مجلس النواب
ففي البدء، كانت مساعدة الدولة تعطى بموجب سلفة تسدّد قيمتها لاحقاً، ومن ثم تحولت إلى مساهمة. ثم عادت الى صيغة المساهمة في الموازنة العامة لعامي 2017 و2018. ويبدو من نص مواد قانون هاتين الموازنتين تعذّر تطبيقهما والبقاء في الواقع على الآلية عينها، خصوصاً أن شراء المحروقات لمصلحة المؤسسة يتم بموجب عقد موقع من الدولة على أن يُدفع ثمن هذه المحروقات بموجب اعتماد تفتحه وزارة المال من خلال مصرف لبنان. أما بالنسبة الى حصة المؤسسة من ثمن هذه المحروقات، فان ذلك كان يتم من خلال تفويض لسحب قيمتها من حسابها المفتوح لدى مصرف لبنان، لكنها عادت عن هذا التفويض. ومع ازدياد عجزها المالي باتت تطالب الدولة بمساهمة تُلحظ في قانون الموازنة العامة لتغطية هذا العجز من مصادره كلها. ومن هنا تتبين أسباب استحالة توفير الاعتمادات الإضافية لتغطية ثمن المحروقات اللازمة للباخرة المجانية، وكذلك لتغطية الزيادة المترتبة على ارتفاع أسعار المحروقات، والتي ناهزت الثمانين دولاراً للبرميل، فيما موازنة المؤسسة وطلب المساعدة مبنيان على سعر مقدر بـ 65 دولاراً.
ولا بد من الإشارة إلى أنه لطالما نبهت وزارة المال إدارة المؤسسة الى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للاكتفاء بالاعتمادات الملحوظة لها في الموازنة العامة، في حين كانت المؤسسة تردّ بوقف الإنتاج ما لم تتم الاستجابة لمطالبتها بزيادة المساهمة أو رفع التعرفة فوراً. ويبدو أن الرفع التدريجي للتعرفة في موازاة زيادة تدريجية في الإنتاج باتت من صلب استراتيجية وزير الطاقة خلال المرحلة المقبلة، هو ضرب من الخيال في ظل الظروف والواقع الراهن للمؤسسة.
وفي إطار الحديث عن الاعتمادات الإضافية التي تطالب مؤسسة الكهرباء بتوفيرها، لا بد من التذكير بأن قرار مجلس الإدارة المتعلق بالتمديد للبواخر القديمة واستجرار الطاقة من الباخرة المجانية، والمبني على قرار مجلس الوزراء رقم 84 تاريخ 2018/5/21، قد أشار إلى صعوبات مالية منها ما يتعلق بتحمل كلفة محروقات تشغيل الباخرة الجديدة ودفع مستحقات سابقة للشركة التركية، وبتغطية عجز المحروقات بسبب التمديد للباخرتين الحاليتين وارتفاع أسعار المحروقات وصعوبة تسديد السلفة التي ستحصل عليها للدفعة المسبقة، الا في حال التعديل الفوري لتعرفة مبيع الطاقة أو إجراء مقاصة.
بعد تسع سنين من انطلاق تنفيذ ورقة سياسة قطاع الكهرباء وفشل تنفيذها المتعدد البعد: بناء المعامل لزيادة الإنتاج، تطوير خدمة التوزيع من طريق تلزيمها للشركات، وسقوط ذريعة الاستعانة الموقتة ببواخر الطاقة، لم يعد جائزاً تكرار محاولات الوصول إلى معالجات ناجعة لمشاكل القطاع من طريق التجربة والخطأ والترقيع، وتالياً لم يعد جائزاً الاستخفاف بحقوق المرافق والمواطنين ومصالحهم، فـ”من جرّب المجرّب كان عقله مخرّباً”.
الحل يكمن في الرجوع إلى القوانين والتقيد بأحكامها ومقتضياتها، بدليل العودة أخيراً إلى تقديم اقتراح لتمديد القانون 288 القاضي بتولّي مجلس الوزراء مع وزيري الطاقة والمال تنظيم إصدار تراخيص وأذونات الإنتاج للقطاع الخاص.
افتتاحية صحيفة الحياة
الراعي: مَن أراد أن يكون الأول يجب أن يكون خادماً
ناشد البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس، من بلدة بعاصير في الشوف “رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الإسراع في تشكيل الحكومة”. وتوجه إليهما بالقول: “من غير المسموح أن نتمادى في عدم تشكيل الحكومة، فلا يوجد أي مبرر لعدم تشكيلها. فلا الحصص ولا الأحجام ولا الحسابات هي الأولوية، بل الأولوية هي لبنان والشعب، لا يحق لكم ألا تبنوا حكومة وألا تبنوا وطناً”.
وأنهى الراعي أمس، جولته الراعوية في منطقة الشوف التي استمرت يومين. وقال خلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة مار الياس في حارة بعاصير: “قلبنا على أطفالنا وشبابنا الذين يجدون أمامهم أبواباً مسدودة، وأجدادنا وجدوا أمامهم أبواباً مسدودة، لكنهم قاوموا وصمدوا، لكن حقكم على الدولة والسياسيين. حق للشباب علينا وعلى الدولة والسياسيين أن يبنوا دولة تفكر بشبابها، لأن الخريجين الشباب إن لم يجدوا دولة تفكر بهم وتؤمن لهم فرص عمل نكون جنينا عليهم”. وأضاف: “لا يستطيع أي مسؤول لا في الكنيسة ولا في المجتمع ولا في الدولة أن يتولى مسؤوليته إذا كان يبحث عن ذاته ومصالحه ومكاسبه، هذا يمكن أن يعيش سعيداً نوعاً ما كم يوم معدودة… وماذا بعد”. ولفت إلى أن “من أراد أن يكون الأول وصاحب مسؤولية ويبلغ إلى السلطة فليستعد أن يكون الخادم والأخير، أي فليستعد لأن يتفانى في سبيل خدمة الجماعة والخير العام الذي منه خير كل إنسان”.
وتمنى على النواب “رفع الصوت، فـمن غير المسموح أن تستمر الأوضاع في لبنان على هذا الشكل، ومن غير المسموح ألا يكون هناك دولة أو أي سعي لحل الدين العام، فليس مسموحاً أن يكون عندنا دولة ومؤسسات ولا نسعى لخدمة الخير العام، ليس مسموحاً أن يستمر الفساد وهدر المال العام، وعلينا أن نعيش ثقافة العيش المشترك الإسلامي- المسيحي”.
ومن ساحة برجا أكد أن “الوحدة الوطنية المبنية على العيش المشترك، ليتها تعدي المسؤولين السياسيين والحزبيين والتكتلات النيابية، لأن شعبنا يعيش هذه الوحدة الوطنية، ولكن للأسف المسؤولين لا يعيشونها، فمن هنا نطلق دعاء من أجل أن تصبح الوحدة الوطنية معدية”. وجدد دعوته في حضور النواب بلال عبدالله، ماريو عون وفريد البستاني إلى “تشكيل حكومة طوارئ حيادية تبدأ ببناء الوحدة الوطنية”.
واعتبر أن “كلمة الفساد في لبنان كلمة أكاديمية”، داعياً إلى “الخروج من هذا الفساد لأن من يسرق ويرتشي فعلى حساب الدولة، لذا نحن بحاجة للقيم الأخلاقية”.
وفي بلدة المعنية، حيا من قاعة كنيسة مار الياس “الموجودين في بلاد الانتشار، فالدمعة التي رأيناها في عيونهم نحملها إلى نوابنا لينقلوها إلى الدولة”، داعياً ”اللبنانيين إلى العودة إلى الوطن”، ومشدداً على “قوة وصبر الشعب اللبناني الذي عانى الحروب والتشرد واعتبرها غيمة صيف”. واعتبر أن “غيمة الصيف لا تمر على السياسيين”، داعياً جميع المسؤولين إلى أن “يعيشوا مثل الشعب اللبناني ويتجاوزوا غيوم الصيف”.
وكان الراعي زار أول من أمس بلدة شحيم، معتبراً “أننا نتأثر بكل ما يجري في هذا الشرق، لكن علينا أن نضبط شؤوننا بيننا”. وقال: “نحن هنا يتمثل بيننا رئيس الجمهورية (النائب البستاني) ورئيس الحكومة (داود الصابغ)، وخيط الكثير في شأن تأليف الحكومة، فالبعض يقول لا تمسوا بالصلاحيات، وهذا يقول لا يحق للرئيس، فهذا كلام في غير محله. فأنا كنت أتمنى ألا يقال في الإعلام أن هناك توتراً بين رئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة، وكنت أتمنى أن يسكنا معاً في حال طوارئ، وأن يفكرا وأن لا يغادر أحدهما القصر الجمهوري حتى الخروج بحكومة”. وأسف لأنه “بعد أربعة أشهر لم نتفاهم بعد، وما زلنا في نقطة الصفر، وكأننا في اليوم الأول”.
وزار بلدة البرجين، حيث ترأس الصلاة في كنيسة سيدة الوردية في حضور النواب عبدالله ممثلاً رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط، البستاني، عون، وجورج عدوان. وقال: “لمست التعايش الإسلامي- المسيحي. نحن بحاجة إلى عقول تبحث عن الحقيقة وتعبر عنها باللسان، بخاصة أن هناك في الأرض عقولاً تفكر فقط بالشر والكذب والتضليل. مشكلتنا في لبنان هي أن كل واحد يجعل من رأيه وفكره وشخصه حقيقة، وهذا ما يسمى بالنسبية، لذا فعندما نعود إلى الحقيقة الجامعة سنلتقي”.
وفي الدبية، دعا إلى “عدم بيع الأرض والتمسك بها، مسلمين ومسيحيين”. وأمل “من النواب حمل هذه القضية، والتمسك بثقافة العيش المشترك والتعددية”. ورأى من بلدة ضهر المغارة أنه “لا يحق لنا أن نعبث بدولتنا ومؤسساتها”. وقال: “نطلب من المسؤولين السياسيين، ونحملهم الهموم لأن بناء الدولة بين أيديهم، الدولة لا تقوم فقط على السلطة، بل على الشعب. للأسف يتنافسون بالمخالفات وتجاوز القوانين”.
واعتبر من الباروك أن “الأزمة في عدم تأليف الحكومة أزمة ثقة، كلنا سيهدم كلنا، كلنا لا نريد أن نعطي، نخاف، كلنا نعرب أننا على شفير الهاوية، بالاقتصاد والمال والهجرة والتراجع، ولكن الحل في أيدينا ولا يحق لنا القول إن السبب هو الخارج، كل الحق على الداخل. نقول حكومة وحدة وطنية بالاسم. هذه الحكومة تبدأ بالمصالحة وطالما لا يوجد مصالحة في القلوب ومحبة وثقة، بل خوف كل واحد من الآخر، فليس من حكومة وحدة وطنية. ربما تولد الحكومة وستولد، إنما يجب الذهاب إلى الأساس ووضع يدنا على الجرح”.
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : جمود في التأليف… وبعبدا تنتظر مسوَّدة معدَّلة من الحريري
لم تشهد عطلة نهاية الاسبوع داخلياً أي تطور إيجابي على جبهة تأليف الحكومة، ولكنها شهدت خارجياً تطورات تؤشر الى انّ الوضع الاقليمي عموماً، والسوري خصوصاً، بدأ يدخل في طور جديد من التصعيد الذي يتوقع ان تكون له انعكاساته المباشرة وغير المباشرة على لبنان أيّاً كانت نتائجه. فبين الهجوم الصاروخي الاسرائيلي على محيط مطار دمشق الدولي وبين الاستعدادات الجارية لمعركة إدلب التي تؤخرها مهلة أعطاها الروس والايرانيون لتركيا حتى توجد حلاً هادئاً للمجموعات المسلحة المتحصّنة في محافظة ادلب، تبدو احتمالات الحرب طاغية على الخيار أو الخيارات الأخرى في ظل إصرار النظام على استعادة سيادته على هذه المنطقة التي باتت المعقل الاخير للمجموعات المسلحة المعارضة له. ويرى المراقبون ان لا شيء حكومياً سيحصل في لبنان، في انتظار ما سيؤول اليه الوضع في ادلب، خصوصاً انّ ما قبل ادلب لبنانياً هو لدى بعض الافرقاء اللبنانيين والاقليميين غير ما بعدها، لأنّ ما ستؤول إليه قد تكون له انعكاساته على الخيارات السياسية الداخلية في لبنان، وكذلك على خيارات الجهات والقوى الاقليمية المتعاطية او المتدخلة في الشأن الإدلبي ومصير الأزمة السورية عموماً.
علمت “الجمهورية” انّ مشاورات التأليف الحكومي متوقفة كلياً والامور متجمّدة في النقطة التي توقفت عندها، لدى تقديم الرئيس المكلف سعد الحريري مسودته الحكومية الاخيرة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وعلى رغم من إعلان الرئيس المكلف انه سيسعى من خلال اتصالات يجريها الى مقاربة جديدة للمسودة الحكومية بناء على الملاحظات الاعتراضية التي وضعها رئيس الجمهورية عليها، فإنه لم يسجل اي اتصالات يعتد بها او يعوّل عليها في هذا الاتجاه.
عون ينتظر
وأبلغت مصادر مطبخ التأليف الى “الجمهورية” انّ رئيس الجمهورية ما زال ينتظر ما سيقدمه اليه الرئيس المكلف بناء على ملاحظاته على المسودة الاخيرة، ونقلت المصادر عن أجواء بعبدا توقعها ان يقدّم الحريري لعون مسودة معدلة في وقت ليس ببعيد، معتبرة انّ الرئيس المكلف “قادر على بلورة إيجابيات وتدوير زوايا المسودة الاخيرة، على النحو الذي يجعلها قابلة لأن تحظى بموافقة رئيس الجمهورية عليها، وبالتالي ولادة الحكومة في وقت ليس ببعيد، وقبل نهاية الشهر الجاري.
الحريري: رويّة وهدوء
من جهتها، أكدت مصادر في تيار “المستقبل” لـ”الجمهورية” ان الحريري “يعمل برويّة وهدوء على كل الخطوط السياسية، ويعتبر أن الاجواء التي تشاع في البلد حول انسداد الافق الحكومي كلياً، مجافية للواقع تماماً، ذلك انّ الاجواء ليست مقفلة وهناك عقبات موجودة، ويَعمَل على تذليلها ولا يُعير أذنيه الى الاصوات الساعية الى التشويش”. وانتقدت ”أصوات البعض التي ترتفع حول تقييد الرئيس المكلف بسقف زمني لتأليف الحكومة”، وقالت: “الدستور واضح والرئيس المكلف ملتزم مندرجاته ويدرك معنى صلاحياته وحجمها، وبالتالي هو ماض في مهمته بمعزل عن كل هذه الاصوات”.
بري
وبدورها، قالت أوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ”الجمهورية” انّ “تأليف الحكومة صار اكثر من ضرورة نظراً الى التحديات الخطيرة التي تتهدد البلد، وخصوصاً على مستوى تفاقم الوضع الاقتصادي، وكذلك نظراً الى التطورات الشديدة الخطورة التي تحوط لبنان، ولاسيما منها التطورات العسكرية المحتملة في الميدان السوري، وايضاً المخاطر الكبرى التي تهبّ من اسرائيل على لبنان، سواء من خلال محاولاتها الدؤوبة للسطو على النفط اللبناني ومنع لبنان من الاستفادة من ثروته، أو من خلال رياح التوطين التي تعصف بها في اتجاه لبنان”.
واضافت هذه الاوساط “انّ هذه المخاطر تفرض الاستنفار الوطني، وأقل الواجب الوطني هو المسارعة الى تأليف الحكومة اليوم قبل الغد. فلبنان دخل في دائرة الخطر الشديد، واستمرار الحال على ما هي عليه سيوصلنا حتماً الى وضع لا نحسد عليه، وساعتئذ لا ينفعنا الندم”.
سنّة المعارضة
وقالت مصادر سنّة المعارضة لـ”الجمهورية”: “انّ تمثيلنا في الحكومة حق ولا نقبل أن يتجاوزه اي طرف. وقد سبق لنا أن أكدنا في اكثر من مناسبة انّ الطائفة السنية اكبر من ان يصادرها أحد ولا الاستئثار بتمثيلها بذرائع واهية، فتيار “المستقبل” لا يختزل الطائفة السنية، والانتخابات النيابية أكدت حقيقة التنوع داخل الطائفة، وثمّة شريحة واسعة نمثّلها، وهي خارج تيار “المستقبل”. ومن هنا فإنّ مطالبتنا بتمثيلنا في الحكومة، هي حق طبيعي، وأهم ما فيها اننا نطالب باحترام الشريحة الواسعة التي نمثلها”.
وأضافت المصادر: “اننا نطالب رئيس الجمهورية بألا يقبل بتجاوزنا في تأليف الحكومة، كذلك نطالب الرئيس المكلف بعدم القفز فوق هذه الحقيقة”.
”القوات”
أمّا مصادر “القوات اللبنانية” فقالت لـ”الجمهورية” ان لا جديد حكومياً باستثناء انه “لم يعد بالإمكان التحامل على الرئيس المكلف لأنه لم يقدِّم صيغته الحكومية، ولكن التحامل تواصل وهذه المرة من باب انّ الصيغة غير متوازنة، فيما المشكلة بينه وبين عون ستكون في أي صيغة لا تحجِّم “القوات” و”الإشتراكي”. وعليه، من الصعوبة بمكان الوصول إلى تشكيلة في ظل استمرار سياسة التحجيم والإقصاء”.
ونصحت المصادر كل من يراهن على الفصل بين الحريري من جهة والدكتور سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط من جهة أخرى، بـ”الكفّ عن رهانات لن تتحقق إلّا في إطار التمنيات”. كذلك نصحت “بعدم الرهان على الوقت الذي لا يسير هذه المرة وفق ما تشتهي هذه الجهة”. وأكدت “انّ الرأي العام اللبناني يدرك جيداً مكمن العقدة الفعلية، وبالتالي يتحمّل هذا الطرف مسؤولية استمرار الفراغ وكل ما ينجم منه، فالشمس شارقة والناس قاشعة المعطِّل الفعلي”.
مسلسل السلبيات
الى ذلك قالت مصادر وزارية لـ”الجمهورية” انّ “التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة ألقى على البلد مسلسلاً من السلبيات في كل القطاعات، فإضافة الى الشلل المريع في السلطة التنفيذية، وغياب القدرة على اتخاذ القرارات الضرورية، خصوصاً تلك الحيوية المرتبطة بقضايا الناس ومصالحهم، فإنّ العامل الاقتصادي صار أكثر من ضاغط، واستشعر خطورته جميع الشركاء في الانتاج، سواء الهيئات الاقتصادية وكذلك القطاعات العمالية على اختلافها”.
وعلمت “الجمهورية” انّ هذا الوضع المتدحرج نزولاً والمتفاقم في اعبائه، دفع الى سلسلة مشاورات بين هؤلاء الشركاء، وثمة تحضيرات قد بدأت لعقد اجتماع استثنائي خلال الايام المقبلة لإطلاق ما سمّي صرخة تحذير جديدة في اتجاه المستويات السياسية على اختلافها للخروج من مناكفاتها وإخراج الحكومة من دائرة المزايدات والبحث عن المغانم والمكاسب، وتأليفها في أسرع وقت ممكن، على ان يكون في رأس أجندة عملها البحث عن المعالجات الاقتصادية، خصوصاً انّ الازمة الاقتصادية دخلت في دائرة الخطر الشديد وعلى كل المستويات.
وفي هذا الاطار لم تستبعد المصادر تصعيد التحركات سواء على صعيد الهيئات الاقتصادية، او العمال والقطاعات النقابية، وقد يأخذ ذلك شكل اعتصامات ضاغطة وصولاً الى النزول الى الشارع.
واشارت المصادر الى انّ من سلبيات التأخير في تأليف الحكومة أيضاً انّ البلد، وفي غياب الحكومة، مقبل على الدخول مجدداً في دوّامة الصرف على القاعدة الاثني عشرية إبتداء من مطلع السنة الجديدة، وذلك جرّاء عدم إقرار الموازنة العامة للدولة لسنة 2019. ومن شأن ذلك ان يفتح الباب مجدداً امام فوضى الصرف والانفاق المرئي وغير المرئي، ويعطي للعالم اشارة بالغة السوء. علماً انّ خزينة الدولة تذوب، ووارداتها في شح خانق وأرقام العجز صارت فلكية.
الراعي
الى ذلك، جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعوته الى تأليف ”حكومة طوارئ حيادية تبدأ ببناء الوحدة الوطنية”.
وناشَد الراعي، خلال جولة له في الجبل أمس، رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، الاسراع في تأليف الحكومة. وقال: “نقول لهم من غير المسموح ان نتمادى في عدم تشكيل الحكومة، فلا يوجد مبرر لعدم تشكيلها. فلا الحصص والاحجام ولا الحسابات هي الاولوية، بل الاولوية هي لبنان والشعب، ولا يحق لكم ألا تبنوا حكومة وألا تبنوا وطناً”.
ولفت الراعي الى “أنّ صرختنا مستمرة لكي يقدر اللبناني النظر الى مستقبله، فالدمعة التي رأيناها في عيون المهاجرين نحملها الى نوابنا لكي ينقلوها الى الدولة”. ودعا اللبنانيين للعودة الى الوطن، مشدداً على “قوة وصبر الشعب اللبناني الذي عانى الحروب والتشدد” واعتبرها “غيمة صيف”، مشدداً على “ثقافة العيش المشترك بين جميع اللبنانيين”. وقال: ”انّ غيمة صيف لا تمر على السياسيين”، داعياً المسؤولين الى “أن يعيشوا مثل الشعب اللبناني ويتجاوزوا غيوم الصيف”.
وقال: “الوحدة الوطنية المبنية على العيش المشترك، ليتها تعدي المسؤولين السياسيين والحزبيين والتكتلات النيابية، لأنّ شعبنا يعيش هذه الوحدة الوطنية، ولكن للأسف إنّ المسؤولين السياسيين لا يعيشونها، فمن هنا نُطلق دعاء من اجل ان تصبح الوحدة الوطنية معدية”.
باسيل
وفي موقف لافت له من كندا اعتبر وزير الخارجية جبران باسيل “انّ هناك محاولات لتيئيس اللبنانيين من وطنهم ودفعهم الى الهجرة”. وقال: “آخر اتهام لنا اننا نعرقل تشكيل الحكومة، فهل من المنطقي أن يعرقل أحد نفسه؟ كل شيء غير منطقي يرمونه علينا، وهناك حديث عن تفشيل العهد، وثمّة من اعتبره فاشلاً منذ البداية من دون ان يعطيه فرصة، وهم يعتبرون انهم كلما فشّلوا الحكومة، يفشّلون العهد”.
واضاف: “انهم يعتبرون انه إذا لم تكن هناك حكومة سيكون الوضع أحسن، إفشال ما يسمّى بالمشروع التوافقي، اي التوافق بين اللبنانيين وكل المكونات اللبنانية، ورأينا ما أعطاه هذا التوافق في السنة الاولى وانّ اهم تلك النتائج هي الانتخابات النيابية”.
وقال باسيل: “يسعون الى كسر نتائج الانتخابات لأنه بات عندنا تمثيل نيابي أصح، المطلب الحقيقي اليوم هو ان تُشكّل حكومة مثل الحكومات السابقة، وانا اقول لكم انّ ذلك يمكن ان يتمّ غداً اذا وافقنا، لكن همنا هو تشكيل حكومة تخدم البلد. وكما نجحنا في تحقيق وعودنا، سنربح هذه المرة ايضاً”.
الوضع المالي دقيق
من جهة ثانية سيكون الوضع المالي المأزوم على طاولة لجنة المال والموازنة اليوم في ساحة النجمة، ليستمع اعضاء اللجنة الى شروحات تفصيلية يُفترض أن يقدمها وزير المال علي حسن خليل.
ومن خلال الارقام التي ظهرت حتى الآن، تبدو الصورة قاتمة على مستوى المالية العامة، خصوصاً لجهة تجاوز العجز في 2018 المستويات المقدرة سابقاً. إذ تبيّن انّ العجز وصل حتى آخر نيسان 2018 الى 1.91 مليار دولار، مقابل 844.73 مليون دولار في الحقبة نفسها في العام 2017.
افتتاحية صحيفة اللواء
أفق التأليف مسدود.. والراعي لحكومة طوارئ حيادية لبنان يُجمِع على تقدير دور أمير الكويت.. والإشتراكي يستعد لمواجهة طويلة مع العهد
يتفق المعنيون بتأليف الحكومة، سواء الرئيس المكلف، أو رئيس الجمهورية، الشريك الدستوري بالتوقيع على المراسيم، أو حتى رئيس المجلس الحريص على رؤية الحكومة اليوم قبل الغد، على ان لا شيء وزارياً، لا في الأفق القريب، ولا حتى البعيد..
والأنكى، في لعبة تقطيع الوقت، تباين، في النظرة إلى المعيقات، أو الصعوبات، الدستورية، والعملية، والسياسية، سواء أكانت لبنانية أو خارجية، والذهاب في مسالك، لا صلة لها، لا بالدستور، ولا بالسياسة، ولا بمصالح لبنان العليا، في ضوء الاستنكار العام لحملة الافتراءات على دولة الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح، والتي جاءت بإجماع على دوره في الوقوف إلى جانب لبنان، ورفض المسّ بأمير الدولة، والدولة والشعب الكويتيين.
حكومياً، لم يطرأ أي تطوّر على الموقف، وبقيت الاتصالات، ان حصلت، من قبيل رفع العتب، في ان العقد آخذة بالتكاثر، لدرجة استبعاد أي لقاء بين رئيسي الجمهورية والحكومة لم يكن مدرجاً على جدول الأعمال الأسبوع الفاصل عن نهاية دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة. (18-23 أيلول).
وقالت مصادر سياسية مواكبة لعملية تأليف الحكومة لـ”اللواء” ان أي خرق للمشهد الحكومي الجامد لم يسجل على الرغم من حراك وافكار تطرح من هنا وهناك في ظل غياب المبادرات او الوساطات التي تفعل فعلها. ولفت نائب تكتل لبنان القوي ماريو عون في تصريح ل اللواء الى انه لم يطرأ اي جديد حتى ولا على صعيد التنازلات من الافرقاء معتبرا ان هناك كلاما نسمعه حول هذه التنازلات لاسيما من قبل القوات اللبنانية لتسهيل الحلول لكن ما من شيء ملموس بعد وهذا ينطبق على ما تردد عن قبول القوات بوزارة دولة و3 حقائب اساسية وخدماتية.
وأوضح انه في ما خص الحزب الاشتراكي فإن مواقفه على حالها مشيرا الى ان معالجة التشنج تسمح بقيام اي تغيير وهو مفقود اليوم. ورأى النائب عون ان المستغرب هو عدم دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله على خط معالجة العقد. واوضح ان ما من مساع تبذل لمعالجة الوضع الناشئ بين التيار والحزب الاشتراكي. ودعا في الوقت نفسه الرئيس المكلف الى تكثيف اتصالاته للوصول الى حل. وقال ان هناك حالا من الترقب لمسار الامور في الوقت الراهن على انه اعلن ان رئيس الجمهورية يواصل مساعيه للمعالجةِ.
تضامن لبناني مع الكويت
في هذا الوقت، بدا واضحاً ان التهجم على دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، جاء يعكس ان الخلافات السياسية أخذت طابعاً جديداً، وان عبر “تابع ومتبوع”، بحد تعبير السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي، في محاولة لضرب علاقات لبنان العربية بالعمق، من جهة، وجعل مبدأ النأي بالنفس حبراً على ورق، ولو حاولت المرجعيات السياسية والدينية تدارك هذا النهج الجديد، لما له من انعكاسات خطيرة على لبنان.
ويندرج في هذا الإطار الحملة التي بدأت على الكويت واميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، من باب المواقف التي أطلقها سالم زهران عبر قناة “المنار” يوم الجمعة الماضي، والتي تطاول فيها على أمير الكويت، على خلفية زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، مما استوجب ردوداً عنيفة سواء من قبل الكويت أو من قبل لبنان، أكدت ان التهم التي ساقها زهران تكشف عن “نوايا شريرة ومقاصد خبيثة لن تنال من العلاقات الأخوية والتاريخية بين لبنان والكويت”، على حدّ تعبير وزارة الإعلام الكويتية.
على ان ردود الفعل اللبنانية، لم تقتصر على بيانات الاستنكار والتنديد بالحملة على الكويت، ولو تنصلت منها قناة “المنار”، بل استتبعت بتحرك قضائي، بحيث كلف النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود قسم المباحث الجنائية المركزية تفريغ مضمون مقابلة زهران، تمهيداً لاجراء المقتضى القانوني، فيما تحرك السفير الكويتي القناعي في اتجاه “بيت الوسط” للقاء الرئيس المكلف سعد الحريري الذي “اعتبر كلام زهران تطاولاً على الكويت وأميرها الذي نكن له كل احترام وتقدير، ونحفظ له في قلوبنا مكانة خاصة لما له من تاريخ مشرف في الوقوف إلى جانب اللبنانيين في السراء والضراء”. وأكد القناعي بدوره ان “علاقة الكويت بلبنان هي علاقة تاريخية متجذرة لا يمكن ان تتأثر بهذه الصغائر، ومعروف الهدف من ورائها”.
بالتوازي، اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس، اتصالا بأمير دولة الكويت الشيخ صباح، مؤكدا متانة العلاقات اللبنانية – الكويتية وتجذرها، ومنوها بمواقف الشيخ صباح الداعمة للبنان. وقال له: لا يمكن للبنانيين ان ينسوا مواقفكم الداعمة لبلدهم في كل الظروف التي مر بها.
وأكد الرئيس عون وأمير الكويت، خلال الاتصال ان لا شيء يمكن ان يؤثر على صلابة العلاقات اللبنانية – الكويتية على المستويين الرسمي والشعبي.
ومن جهته، ادان رئيس مجلس النواب نبيه بري التطاول على الكويت، وقال “لن نسمح بأن يعكر صفو علاقة تاريخية وأخوية بين بلدين جمعهما ويجمعهما فعل الخير والمحبة والثقة، ولا أن يفرقهما شيء”.
وتمنت وزارة الخارجية في بيان من جميع اللبنانيين “عدم التدخل في شؤون الدول التي وقفت ودعمت لبنان في أزماته، واضعين مصلحة لبنان واللبنانيين نصب أعينهم”.
كما استنكرت المس بالكويت واميرها وشعبها، قيادات سياسية وروحية وحزبية، لما للكويت من ايادٍ بيضاء على لبنان، رافضة تعكير صفو علاقات لبنان مع اشقائه العرب.
تعطيل مسار التفاهمات
سياسياً، أبلغت مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة، ان الأمل في ولادة الحكومة يبدو ضعيفاً جداً، فالشروط المتبادلة بين كل الأفرقاء السياسيين إلى تصاعد مستمر، وكل فريق يتمسك بما يسميها حقوقه، وهذا يُؤكّد بما لا يقبل الشك بأن القرار بتأليف الحكومة لم يأت بعد، وقد لا يأتي في المدى المنظور.
وأوردت المصادر معلومات تفيد انّ مسار التفاهمات الداخلية معطّل، مشيرة الى نصائح وردت الى مسؤولين لبنانيين من جهات ديبلوماسية إقليمية ودولية تحثّ على ترتيب البيت اللبناني وتحصينه في هذه المرحلة بالذات، عبر حلّ للمعضلة الحكومية وفق صيغة “لا غالب ولا مغلوب”، اذ انّ الوقائع الميدانية في سوريا تَشي بتطورات قد تحدث في اي لحظة، يخشى ان تفرض إيقاعها على المشهد اللبناني الداخلي، وتبقي الملف الحكومي في المربع ذاته. وعلى هذا الأساس مطلوب من الجميع التحلّي بالحسّ الوطني، وتقديم التنازلات المطلوبة.
وكشفت المصادر الغربية عن زيارات سيقوم بها موفدون أجانب في الأيام القليلة المقبلة الى بيروت للاطلاع على الأوضاع السياسية والحكومية عن كثب، وتقديم ما يلزم من مساعدات ستكون على شاكلة ارشادات للقيادات السياسية، بغية الخروج من حالة الجمود والتعطيل القائمة.
وسيشدّد الموفدون على ضرورة التقيّد بمرتكزات التسوية الرئاسية وأبرزها النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، والتمسّك باتفاق الطائف كما هو، وتحييد الملفات الخلافية عن طاولة الحكومة كالتطبيع مع سوريا او سلاح حزب الله، أو مشاركة الأخير في القتال الى جانب النظام في سوريا. من دون اغفال أهمية تشكيل حكومة متوازنة لا غلبة فيها لأي فريق او فئة أو جهة سياسية، خصوصاً بعدما خرجت أصوات في الفترة الأخيرة تطالب بتشكيل حكومة اللون الواحد، أي حكومة أكثرية، وهو الأمر الذي يتنافى مع صيغة لبنان التعددية والتوافقية.
وتوقعت مصادر رسمية ان يصار الى جوجلة بعض الافكار المطروحة لتعديل الصيغة الحكومية التي تقدم بها الرئيس الحريري تعديلا طفيفا، ومنها فكرة اعادة منصب نائب رئيس الحكومة الى “القوات” مع حقيبة دولة وحقيبة خدمات واحدة، على ان تبقى وزارة العدل مع رئيس الجمهورية. وثمة من طرح امكانية اسناد حقيبة الخارجية السيادية للقوات، لكن هذه الطروحات بقيت ضمن طرح الافكار التي لم تتبلور بعد الى صيغة يمكن النقاش فيها، قبل ازالة الاعتراضات مسبقا على اي مقترح او فكرة.
ورفض رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان ان يمثله أحد في الحكومة، داعياً إلى ان تتمثل الأحزاب برؤسائها.
الحريري: دعوة للتواضع
وازاء استمرار المراوحة على الصعيد الحكومي، أطلق الرئيس الحريري، نداء من مزبود، حيث تناول العشاء إلى مائدة سمير الخطيب تكريماً لسفير الإمارات في لبنان حمد الشامسي، مساء الجمعة الماضي، دعا فيه كافة الفرقاء السياسيين إلى “التواضع قليلاً”، مؤكداً بأن هؤلاء جميعاً يعرفون حجم التحديات التي يواجهها لبنان أكانت إقليمية أو أمنية أو اقتصادية أو بيئية، لافتاً النظر إلى ان “الوضع الاقتصادي بحاجة إلى عناية، ونحن لدينا فرصة تاريخية من خلال مؤتمر “سيدر” الذي أقرّ 12 مليار ونصف مليار دولار لمساعدة لبنان بمشاريع أساسية يمكن ان نقوم بها”، مشيراً إلى ان “العالم يريد مساعدتنا، فيجب علينا كلبنانيين ان نساعد انفسنا”.
باسيل: الاستقواء الخارجي
وفي المقابل، كانت لرئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، مواقف لم تخل من التباس وتشكيك وتساؤلات في خلال افتتاحه مؤتمر الطاقة الاغترابية الإقليمي الثالث لشمال أميركا، الذي يعقد في مونتريال في كندا، لا سيما عندما ألمح إلى عنصر “الاستقواء الخارجي” في عملية تأليف الحكومة، مما طرح تساؤلات عن المقصود من الجهات أو الجهة التي تعمل لصالح الاستقواء الخارجي، عندما تحدث بأن هناك تأليف الحكومة طمعاً واعتداءً وابتعاد عن التمثيل الشعبي الصحيح، لصالح هذا الاستقواء”، و”هناك في قوانين الجنسية عراقيل وحجج وأكاذيب لتطييرها”، كاشفاً بأن “هناك في لبنان من يسعى لجعله أكثر لبنانية، وفيه من يجعله أقل لبنانية وأكثر سورية وسعودية وإيرانية وفلسطينية وأميركية واسرائيلية”.
الراعي في الشوف
وجاءت مواقف باسيل الملتبسة، فيما كان الراعي الماروني بشارة الراعي يجول في الشوف وبلدات وقرى إقليم الخروب، على مدى يومين، أطلق خلالها دعوة إلى تشكيل “حكومة طوارئ حيادية”، تبدأ ببناء الوحدة الوطنية، مناشداً رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الإسراع في تشكيل الحكومة، معتبراً انه “من غير المسموح ان نتمادى في عدم تشكيل الحكومة، فلا يوجد أي مبرر لعدم تشكيلها”، مشددا بأن “لا الحصص ولا الاحجام ولا الحسابات الأولوية، بل الأولوية هي لبنان والشعب، ولا حق لكم بأن تبنوا حكومة وألا تبنوا وطناً”.
وبدأ الراعي جولته أمس في بعاصير الشوف، اتيا من مطرانية بيت الدين المارونية، التي امضي ليلته فيها، ثم استكمل جولته الرعوية في الإقليم بزيارة حارة بعاصير، ومرج برجا حيث زار كنيسة مار بوسف، ثم انتقل إلى المعنية، فبرجا، وجدرا الساحلية، ثم بلدة البرجين، فالدبية، وزار في جدرا دار الأيتام الإسلامية، وسط احتفال اقامته المؤسسة للغاية، تحدث فيه البطريرك الراعي إلى جانب عمدة المؤسسة فاروق جبر والمدير العام للدار الوزير السابق الدكتور خالد قباني.
وكان الراعي، دعا في بداية الجولة التي إنطلقت من بلدة الباروك، الى “شبك الايادي لبناء هذا الوطن، إذ لا يجوز ان نرى وطننا يتداعى، فهذا وصمة عار على جبيننا جميعا، منبها إلى “أننا على شفير الهاوية في مجالات الاقتصاد والمال والهجرة والتراجع”.
وسأل: “لماذا لا نفكر بحكومة طوارىء مثلا من خارج الجميع، تبني الوحدة الداخلية والمصالحة. نعم لحكومة طوارئ حيادية تجمع الشمل، فعبثا نقول حكومة وحدة وطنية ونحن متنازعون”.
الاشتراكي إلى معارضة العهد
في هذا الوقت، بدا من خلال السجالات الساخنة التي دارت خلال الأسبوع الماضي، بين الحزب الاشتراكي والتيار الوطني الحر، ان مسألة تمثيل “اللقاء الديمقراطي في الحكومة، قد باتت أكثر استعصاء على الحل، من مشكلة تمثيل حزب “القوات اللبنانية”، مما يطرح سؤالا حول إمكانية ان يذهب الحزب الاشتراكي في معارضة المعهد حتى انتهاء ولايته، سواء من داخل الحكومة أو من خارجها، علما ان رئيس الحزب النائب السابق وليد جنبلاط “غرد” أمس عبر حسابه على موقع “تويتر” مصوباً سهامه على الوزير باسيل، متهماً اياه بأنه يطبق نفس نظرية صهر الرئيس الأميركي ترامب جاريد كوشنير لتثبيت هيمنته في معاقبة الفلسطينيين واقصائهم وقتلهم، داعياً إياه إلى “عدم اللعب بالنار”.
وفي هذا السياق، قال امين السر العام للحزب التقدمي ظافر ناصر ل “اللواء” ردا على سؤال حول ما اذا كان الحزب يتجه لمعارضة العهد بشكل دائم: لم نبدأ بعد المعارضة، ليس هناك قرار سياسي بالمعارضة المنظمة، لكننا نواجه وحيدين سياسة الهيمنة والالغاء التي تمارس من قبل العهد، لذلك نحن لا زلنا بموقع المواجهة للدفاع عن النفس.
وعما اذا كان ممكنا الذهاب الى تسوية سياسية مع العهد؟ قال: ما هو عنوان التسوية السياسية؟ نحن بالاساس نكرر اننا من دعاة التفاهم والتعاون والشراكة، لكن عندما نجد سياسة عبثية تريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء بالمعنى السياسي الى ما قبل اتفاق الطائف، وبالمعنى الذي يخصنا كحزب، سياسة تظن انها قادرة على تحجيمنا وعلى تحقيق مكاسب سياسية بوجهنا، هذا الامر هو مغامرة سياسية كبيرة غير محسوبة النتائج من قبل اصحابها، لذلك حذر رئيس الحزب “من اللعب بالنار”؟
واضاف: واضح جدا ان هذا الفريق السياسي مصمم على الاتجاه الذي يسير فيه ولا يعي خطورة الامر، لذلك نقول بعيدا عن الشتائم والسجالات ان هذا العهد وتياره يحاولان الهيمنة على الحياة السياسية في البلد، وهذا الامر لا يمكن ان يحصل ومستحيل ان يتحقق.وهم واهمون، ورئيس التيار(الوزير باسيل) يقول في كندا الشيء وضده حول التمثيل الحكومي، فقبل الظهر بالديمقراطية التوافقية وبعدالظهر يقول بالديموقراطية العددية فكيف ذلك، هذه المعايير لا تركب؟
ورفضت مصادر القصر الجمهوري التعليق على موقف الحزب الاشتراكي، واكتفت بالقول ان الرئيس عون لم يدخل سجالا مع احد، ولم يستعد احدا، بل قال موقفه وملاحظاته ضمن ما يمنحه الدستور.
افتتاحية صحيفة الديار
الديار : خبر صادم تبثه جهة لزرع فتنة كبيرة أخطر معلومات تحمل بذور مؤامرة كبرى
قال سفير دولة كبرى في حديث خاص مع شخصية لبنانية لها تاريخ سياسي كبير وزعامة كبرى، ان قصف إسرائيل الصاروخي والجوي لاهداف إيرانية في سوريا لا يزعج القيادة الروسية ولا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنه في كل الزيارات التي قام بها رئيس وزراء إسرائيل الى سوتشي واجتمع خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبحث معه في عمق الاسرار، سمع رئيس وزراء إسرائيل كلاماً واضحاً من الرئيس بوتين ان روسيا لن تقبل إسقاط الرئيس الأسد بأي شكل من الاشكال، بما فيها أي محاولة لاغتيال الرئيس الأسد، لأن معلومات موسكو كانت تشير الى ان الرئيس ترامب والموساد الإسرائيلي والرئيس نتنياهو فكروا في اغتيال الرئيس الأسد بطريقة ما، وبخاصة عن طريق جرثومة كيميائية سامة تدخل الى قصر الرئيس الأسد في دمشق.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
كما ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال بوضوح لرئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، إن روسيا لا تقبل أي غارة إسرائيلية على الجيش العربي السوري وإنه اذا حصلت غارة على الجيش العربي السوري، فإن ذلك سيؤدي الى اسقاط أي طائرة إسرائيلية بمنظومة الدفاع الصاروخية اس 400 واس 300 لأي طائرة إسرائيلية تأتي فوق الأجواء السورية لقصف الجيش العربي السوري، لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر ان مستقبل تنظيم العلاقة الاستراتيجية مع سوريا هي من خلال الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد. والمهم أيضا على المستوى نفسه إعادة تنظيم وتقوية وتسليح الجيش العربي السوري، وهذه مهمة روسية اخذتها على عاتقها. وان المعارضة السورية لا تعني أي شيء لروسيا، فبالنسبة للإرهابيين التكفيريين الإسلاميين، فان روسيا ستعمل على تدميرهم. اما بالنسبة للمعارضة السياسية، فقد استقبلتهم موسكو ورأت فيهم انقسامات وعدم وجود أي شخصية قادرة على ان تكون بمستوى رئيس حكومة في سوريا، لذلك اعطى الرئيس بوتين تعليمات بإهمال المعارضة السورية، كما قال بوتين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد
أضاف سفير الدولة الكبرى في بيروت امام الشخصية الكبيرة اللبنانية وذات زعامة كبرى تاريخية، ان رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو شكا واحتج بشدة على وجود القوة الإيرانية في سوريا. وان الرئيس الروسي بوتين لم يعلق بأي كلام لا سلباً ولا ايجاباً، حتى ان رئيس وزراء إسرائيل استنتج مع رئيس جهاز الموساد أي رئيس المخابرات الإسرائيلية العامة، ان لا مانع لدى روسيا من اضعاف القوة العسكرية الإيرانية في سوريا، وقال سفير الدولة الكبرى ان روسيا انزعجت من ايران عندما نصحت روسيا ايران بالابتعاد مسافة 100 كلم عن الخط الإسرائيلي العسكري في هضبة الجولان، وانزعجت اكثر من تصريح وزير الدفاع الإيراني الذي زار بعد 10 أيام دمشق من نصيحة روسيا لإيران. واعلن ان الوجود الإيراني في سوريا لا يقرره طرف ثالث بل فقط سوريا وايران، وتم ترجمة ونقل تصريح وزير الدفاع الإيراني للرئيس الروسي بوتين، وان الرئيس الروسي انزعج من هذا التصريح بشأن تحديد كلمة طرف ثالث بين سوريا وايران.
الجيش الايراني
لذلك ووفق معلومات عاصمة الدولة الكبرى التي يمثلها سفيرها في بيروت، فإن روسيا تزعجها منافسة ايران لها في سوريا، وان الرئيس الروسي بوتين عندما لم يعط جواباً لرئيس حكومة إسرائيل نتنياهو بشأن احتجاج وقرار إسرائيل بضرب الوجود الإيراني في سوريا، فان الرئيس بوتين لم يعلق ولم يجاوب بشيء على كلام الرئيس نتنياهو، فلا هو قال انه يرفض قصف الطائرات او الصواريخ الإسرائيلية للقوة الإيرانية ولا قال انه ضد قصفها، بل التزم الصمت. وان إسرائيل فهمت ذلك على ان قواعد الصراع في سوريا هي ان روسيا ضمنياً لن تدافع ولن تضغط على إسرائيل لعدم قصف القوة العسكرية الإيرانية او المستشارين او المراكز الإيرانية في سوريا. ولذلك فور عودة رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو الى إسرائيل، اعطى أوامر لقيادة الجيش الإسرائيلي بالتركيز المستمر بالصواريخ او غارات جوية على مراكز الجيش الإيراني او قواعد له او مستشارين له.
ووفق تحليل سفير الدولة الكبرى في بيروت، فإن روسيا تريد ان تكون القوة الأساسية في القرار السوري، وان لا تشاركها ايران في سوريا بهذا القرار، وان يكون التنسيق هو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري الدكتور بشار الأسد لأن الرئيس بوتين تباحث مع الرئيس الأسد بالعمق اثناء زيارات الرئيس الأسد لروسيا او زيارة الرئيس بوتين لقاعدة حميميم العسكرية الروسية على الساحل السوري قرب اللاذقية. وان الرئيس بوتين التزم وحدة أراضي سوريا ذات سيادة، كما التزم ببقاء الرئيس الأسد على رأس السلطة السورية مع دعم لإبقاء صلاحيات كبيرة له في حال اقرار دستور جديد. لكن سفير الدولة الكبرى في بيروت يقول ان روسيا ليست مهتمة بوضع دستور جديد في سوريا، وانها وجهت ضربة قاسية من خلال استعمال الطيران والمبالغة في استعماله بأقصى درجات القصف ورمي القنابل والصواريخ، وبالتالي ضرب هيبة كل معارضة سورية هامة ضد الرئيس السوري بشار الأسد من كل الطوائف والتكوينات السورية. وان روسيا جعلت الرئيس الأسد لا يحتاج الى ايران عسكرياً او دولياً لأن روسيا وقفت سدا منيعا في وجه اميركا وفرنسا وبريطانيا وتركيا والسعودية، وكلهم تسلموا رسائل بأن موضوع إزاحة الرئيس الأسد او اضعاف صلاحياته او المحاولة التي قامت بها تركيا والسعودية وقطر بشق الجيش السوري بما تمت تسميته بالجيش السوري المنشق، لا قيمة له عند الرئيس بوتين الذي سيعمل عبر الجيش الروسي على تنظيم وتسليح وإعادة الجيش العربي السوري بكامل قوته.
كما ان سفير الدولة الكبرى في بيروت قال ان حزب الله اللبناني لم يعد بحاجة لصواريخ يقصفها على إسرائيل، لأن خلال 7 سنوات الحرب في سوريا حصل على صواريخ عن طريق البر من ايران. وهذه الصواريخ قادرة على إدارة حرب شاملة مع إسرائيل وقصف إسرائيل على كامل مساحتها الجغرافية. ولذلك تركيز إسرائيل ليس على منع وصول سلاح لحزب الله، بل تركيز إسرائيل على ضرب الوجود الإيراني في سوريا، وهذا ما لم تعلن عنه روسيا او الرئيس الروسي بوتين. وكما ان بوتين ابلغ الرئيس الأسد وحدة الأراضي السورية وسيادتها وانسحاب الجيش التركي من سوريا، وان لدى الرئيس الروسي بوتين معلومات عن ان الاميركيين سينسحبون من مناطق الاكراد لاحقاً من خلال القمة التي عقدها مع الرئيس الأميركي ترامب في فنلندا بهلسنكي. كما ان روسيا هي التي ستقوم بتسليح الجيش العربي السوري، وليس لدى ايران أسلحة هامة تستطيع تقديمها لسورية، باستثناء صواريخ بالستية. والصواريخ البالستية الضخمة في ايران هي خط احمر في حال نقلها الى سوريا من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا، وحتى روسيا لا تقبل ذلك.
الرئيس الراحل حافظ الاسد
كما ان الرئيس بوتين ابلغ الرئيس الأسد ان قوة الجيش الروسي المؤلفة من 64 الف جندي والتي قامت بأعمال ضخمة في القتال في سوريا، تم سحب قسم كبير منها. ولكن عند الحاجة، يمكن خلال ساعات وايام اقامة جسر جوي لنقل قوة عسكرية روسية الى الساحل الروسي، ومنها الى كامل الأراضي السورية اذا حصل أي امر يهدد امن سوريا ويشكل خطراً على قيادة الرئيس الأسد. وهنالك نقطة او ضحها سفير الدولة الكبرى للشخصية اللبنانية السياسية ذات الزعامة الكبرى والتاريخية، وهي أن روسيا تريد التفرد بالقرار مع الرئيس السوري بشار الأسد في إعادة اعمار سوريا مع مشاركة إيران ودول غيرها وشركات، ولكن من خلال قيادة سورية – روسية تصل الى مستوى الوحدة والتنسيق بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعبر لجنة مختصة ستقيمها روسيا وسوريا بشأن إعادة اعمار سوريا، وان لا مانع لدى روسيا من مشاركة ايران في إعادة اعمار سوريا، لكن لا تقبل روسيا أن يكون الدور الإيراني كبيراً بل تريده دوراً اضعف من وضعه الحالي الآن. كذلك هنالك مشاريع استخراج النفط في بحر اللاذقية امتدادا إلى ساحل مدينة بانياس وصولا الى طرطوس، إضافة الى استخراج النفط في حمص ودير الزور والغاز ايضاً، والرئيس بوتين يريد ان يتم كل ذلك عبر مرجعية واحدة هي مرجعية الرئيسين السوري بشار الأسد والروسي بوتين ولا أي طرف آخر حتى إيران.
طائرة حربية اسرائيلية
على صعيد آخر وفي تحليلات لقسم المحتوى في جريدة الديار، فإن الوجود الإيراني في سوريا والعلاقة السورية – الإيرانية هي علاقة استراتيجية، وان كبار مسؤولين في الثورة الإسلامية الإيرانية كانوا موجودين في دمشق في زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد ولهم علاقة قوية بقيادات الجيش السوري وقيادات الأمنية السورية. ونحن في الديار نقول انه قد تؤدي روسيا دوراً هاماً في سوريا، ويكون دورها اقوى مرتين اكثر من قوة ايران في سوريا، لكن ايران ستبقى موجودة في سوريا، ولها جذور في سوريا كما لسوريا لها جذور في نظام ايران، من خلال مسؤولين كبار كانوا يعيشون في دمشق في ظل حكم شاه ايران قبل اندلاع الثورة الإيرانية سنة 1979.
افتتاحية صحيفة الشرق
لبنان يهب استنكارا للاساءة لأمير الكويت
أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن رفضه أي إساءة للكويت وأميرها، وقال في بيان: “الإساءة للكويت وأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مرفوضة ومدانة بكل المقاييس. وسيحفظ اللبنانيون على الدوام، للكويت أميرا وشعبا وحكومة ومجلس أمة، أياديهم البيضاء التي امتدت للبنان في أيام الشدة والرخاء، ولن نسمح بأن يعكر صفو علاقة تاريخية وأخوية بين بلدين جمعهما ويجمعهما فعل الخير والمحبة والثقة، ولا أن يفرقهما شيء”.
استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في “بيت الوسط”، سفير الكويت عبدالعال القناعي، وعرض معه المستجدات والعلاقات الثنائية.
وخلال اللقاء أكد الحريري “رفض أي تطاول على الكويت وأميرها الذي نكن له كل احترام وتقدير ونحفظ له في قلوبنا مكانة خاصة لما له من تاريخ مشرف في الوقوف الى جانب اللبنانيين في السراء والضراء”. وقال: “ما حصل على احدى الشاشات امس، كلام خارج المناخ الوطني اللبناني المجمع على افضل العلاقات مع الكويت وسائر الإخوة العرب. وفي جميع الاحوال، القضاء اللبناني يحقق في الامر لتطبيق القانون الذي يحمي الجميع، وبالتالي مصلحة لبنان واللبنانيين”.
بعد اللقاء قال السفير الكويتي: “تشرفت بلقاء الرئيس الحريري وناقشنا العلاقات الثنائية واخر المستجدات على الساحة اللبنانية، في ما يتعلق بمختلف القضايا التي تهم البلدين الشقيقين، واكد لي دولته ان الاهتمام الاول هو لاستمرارية المشاورات لتشكيل الحكومة العتيدة، واعربت له عن تمنياتنا لان تتم هذه العملية باسرع وقت لما فيه خير وازدهار لبنان وشعبه الشقيق”.
سئل: ما هو التحرك التي ستقوم به سفارة الكويت ردا على هجوم احد الصحافيين عليكم بعد تحرك القضاء اللبناني، وهل تمت إثارة الموضوع مع الرئيس الحريري؟
أجاب: “اولا، الكويت واميرها الشيخ صباح الاحمد جابر الصباح حفظه الله ورعاه هو قامة وهامة عربية ودولية اسلامية رفيعة، لا تلتفت الى الصغار والصغائر من الامور. المقابلة التي جرت اطلعتم عليها، وما يثلج الصدر ويسعدنا ان الردود على هذا الشخص والمدعي من لبنان اكثر من اي جهة اخرى. ثانيا، اود ان اقول ان علاقة الكويت بلبنان هي علاقة تاريخية متجذرة لا يمكن ان تتأثر بهذه الصغائر ومعروف الهدف من ورائها، ومن هو المدعي؟ يعني هذا الشخص هو، من وجهة نظري ونظر الجميع، تابع لمتبوع، وكلما تأزم المتبوع اوحى الى تابعه بالنفخ في العلاقات العربية – العربية. لكن انا اود ان اؤكد للجميع انه لا يمكن لهؤلاء المدعين والمتحزلقين ان يؤثروا في هذه العلاقة الراسخة التي بنيت على قواعد واصول سليمة، ولا يمكن ان تتأثر بمثل هذه الصغائر”.
أضاف: نعم أثرنا هذا الموضوع مع الرئيس الحريري، وهو أعرب عن استنكاره واستيائه الشديد لهذا الامر، ووعد باتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بردع هذا الشخص عن ادعائه وغيه. واود في هذه المناسبة ان اتوجه بالشكر الجزيل لكافة الهيئات السياسية والمؤسسات الاعلامية والشعبية التي اعربت عن استنكارها واستغرابها، بل بتنديدها لما ذكره هذا المدعي بحق الكويت وحق اميرها الذي لم يبخل يوما في بذل كل ما هو ممكن لتعضيد العلاقات العربية – العربية وتدعيمها، وبالاخص العلاقة الكويتية – اللبنانية. ولذلك من هذا المنبر اتوجه لهم بالشكر الجزيل على كل ما صرحوا به وكتبوه في هذا الخصوص”.
الخارجية
وذكرت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان بوجوب عدم التعرض لأي دولة شقيقة كانت أم صديقة. كما تحيي الوزارة دولة الكويت الشقيقة وسمو أميرها صديق لبنان الصادق والوفي الذي يحمل لبنان في قلبه ووجدانه ولم يترك لبنان في أحلك الظروف، كما نذكر الشعب الكويتي الذي يعتبر لبنان بلده الثاني.
تتمنى وزارة الخارجية والمغتربين من جميع اللبنانيين عدم التدخل في شؤون الدول التي وقفت ودعمت لبنان في ازماته، واضعين مصلحة لبنان واللبنانيين نصب أعينهم.
القضاء
من جهة ثانية كلف النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود قسم المباحث الجنائية المركزية تفريغ مضمون المقابلة التي اجراها سالم زهران على قناة “المنار” وذلك تمهيدا لاجراء المقتضى القانوني.
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
تأليف الحكومة عالق… والراعي يدعو لـ”حكومة طوارئ حيادية” مفتي طرابلس والشمال أكد دعمه لرئيس الوزراء
جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي، أمس، دعوته لتشكيل “حكومة طوارئ حيادية تبدأ ببناء الوحدة الوطنية”، وذلك وسط المراوحة في تشكيل الحكومة، والفشل في التوصل إلى صيغة ترضي كل الأطراف، وتبادل الاتهامات حول المسؤولين عنها، في وقت أعلن مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار دعمه لرئيس الوزراء السني، مشدداً في الوقت نفسه على أنه ليس ضد رئيس المجلس النيابي، ولا ضد رئيس الجمهورية ولا ضد قائد الجيش، مؤكداً أن ”هؤلاء هم أسس الوطن، المس بهم يهز البلد، والنقد شيء والجرح شيء آخر”.
ولم يطرأ أي تطور عملي على مساعي تشكيل الحكومة بعد المسودة التي قدمها الرئيس المكلف سعد الحريري لرئيس الجمهورية الذي وضع ملاحظاته عليها قبل نحو أسبوعين. وأقر عضو “تكتل لبنان القوي” النائب شامل روكز بأن ملف تشكيل الحكومة يسير بشكل “أبطأ من سير السلحفاة”، مبديا تخوفه من عودة الأمور إلى الوراء. ورأى روكز أن “الكل مسؤول في هذا الموضوع، وأن الشعب اللبناني هو من يدفع الثمن، خصوصا على الصعيد الاقتصادي”، معتبرا أن “الحكومة قد تتشكل في خلال يومين في حال التوصل إلى اتفاق سريع”، مشددا على أن “موضوع فريق رئيس الجمهورية داخل الحكومة أمر غير قابل للبحث، لأنه يشكل عرفا في روح اتفاق الطائف”.
وأعلن “التيار الوطني الحر” تمسكه بالحريري رئيساً، لكنه قال على لسان عضو تكتله النيابي “لبنان القوي” النائب سليم عون، إن التيار “متشدد بموضوع تشكيل الحكومة لأن هذه الأدوات هي التي سنستخدمها من أجل تحقيق الإنجازات التي نطمح لها”، مشددا على أنه ”لن نستسلم، ونحن نتصرف بشكل إيجابي مع الجميع، ونحاول قدر المستطاع ترك الأبواب مفتوحة مهما علت الأصوات”، معبرا عن تفاؤله بتشكيل الحكومة قريبا.
وقال النائب عون “إننا متمسكون برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كما أن الحريري متمسك بالرئيس ميشال عون”، لافتا إلى أن “الرئيس كان واضحا عندما قال إن حكومته الأولى هي حكومة ما بعد الانتخابات النيابية، واليوم الإحجام باتت واضحاً، ويجب أن تتشكل الحكومة على هذا الأساس”. ولفت عون في تصريح إلى أن “الكل يتلطى وراء العقدة المسيحية، إلا أن هذه العقدة هي من أهون العقد لأنه يمكن حلها”، مؤكدا أنه “نريد المناصفة الحقيقية وأن نحسّن من وضعنا لا أن نعود إلى الوراء ولن نسمح لأحد أن يعيدنا إلى الوراء”.
وكان البطريرك الراعي رفع الصوت مطالباً بالإشراع في تشكيل الحكومة. وناشد عون والحريري “الإسراع في تشكيل الحكومة، ونقول لهم من غير المسموح أن نتمادى في عدم تشكيل الحكومة، فلا يوجد أي مبرر لعدم تشكيلها. فلا الحصص ولا الأحجام ولا الحسابات هي الأولوية، بل الأولوية هي لبنان والشعب. لا يحق لكم ألا تبنوا حكومة وألا تبنوا وطنا”.
تصريح الراعي، جاء خلال جولته في منطقة إقليم الخروب في جبل لبنان، بدأها من بلدة بعاصير، حيث أكد أن “حقا للشباب علينا وعلى الدولة والسياسيين أن يبنوا دولة تفكر بشبابها، لأن الخريجين الشباب إذا لم يجدوا دولة تفكر بهم وتؤمن لهم فرصة عمل نكون قد جنينا عليهم”. وتمنى على النواب رفع الصوت، فـ”من غير المسموح أن تستمر الأوضاع في لبنان على هذا الشكل، ومن غير المسموح ألا يكون هناك دولة أو أي سعي لحل الدين العام. فليس مسموحا أن يكون عندنا دولة ومؤسسات ولا نسعى لخدمة الخير العام. ليس مسموحا أن يستمر الفساد وهدر المال العام، لذلك نضع أمام نوابنا هذه الصرخة لكي يكونوا صوتنا. علينا أن نعيش ثقافة العيش المشترك الإسلامي – المسيحي، وأن نبني الحضارة من خلال الثقافة”.
وانتقل الراعي إلى بلدة مرج برجا، ثم إلى المعنية، ثم إلى برجا، حيث أكد أن “الوحدة الوطنية المبنية على العيش المشترك، ليتها تعدي المسؤولين السياسيين والحزبيين والتكتلات النيابية، لأن شعبنا يعيش هذه الوحدة الوطنية، ولكن للأسف المسؤولون السياسيون لا يعيشونها، فمن هنا نطلق دعاء من أجل أن تصبح الوحدة الوطنية معدية”.
وجدد الراعي دعوته إلى “تشكيل حكومة طوارئ حيادية تبدأ ببناء الوحدة الوطنية”، لافتا إلى أنه “وخلال الزيارات التي قام بها إلى قرى الإقليم سمع دوما عن حاجة البلدات للإنماء، علما بأن الأهالي يعيشون وحدتهم وتجاوزوا جراحهم وحافظوا على العيش المشترك، لذا يحق لهم أن تلتفت الدولة لهم ليعيش الشعب بكرامة”.