وجه الأمين العام ل”التنظيم الشعبي الناصري” النائب أسامة سعد التحية لكل “القوى التي انخرطت في المقاومة الوطنية اللبنانية، وأنجزت التحرير، وهزمت العدوان، ودحرت الاحتلال”، داعيا إلى “التمسك بخيار المقاومة في مواجهة الطائفية والمذهبية والفساد والفئوية ومواجهة النظام الطائفي والفساد والمعاناة عبر التمسك بالوطنية الجامعة وخيار المواجهة مع قوى العدوان وقوى الفساد والطائفية والمذهبية في البلد”.
كلام سعد جاء خلال احتفال أقيم في ساحة الشهداء في صيدا بدعوة من “التنظيم الشعبي الناصري” والأحزاب اللبنانية في الجنوب لمناسبة الذكرى ال36 لانطلاق “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية- جمول”.
وقد تخلل الاحتفال الذي حضره إلى جانب سعد ممثلو الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وفاعليات سياسية واجتماعية وثقافية ونسائية ورجال دين، وحشد من الشباب، عزف موسيقى وطنية لكشافة الغد وفقرة فلكلورية قدمتها فرقة الكوفية الفلسطينية، وقد رفع المشاركون أعلام جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وصدحت في المكان الأغاني الوطنية.
واختتم الاحتفال بإضاءة سعد شعلة الانطلاقة وإلى جانبه ممثلو الأحزاب والفصائل.
وألقى عريف الاحتفال علي وهبي كلمة، قال فيها: “هو ايلول المطرز بالمقاومة نحيي ذكراه السادسة والثلاثين، وهي المقاومة المضرجة بدم الشهداء، من ايلول الانطلاقة الى ايار التحرير، سلام على صناع النص وحراس الارض”.
ثم كانت كلمة لسعد، قال فيها: “الشكر للقوى والأحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية، والشكر لأبناء صيدا الكرام ولأهلنا في الجوار الذين حضروا اليوم للمشاركة في إحياء هذه المناسبة المميزة في تاريخ لبنان. وهي الذكرى ال36 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، في حزيران سنة 1982 اجتاحت قوات العدو الإسرائيلي الأراضي اللبنانية وصولا إلى بيروت، الكثير من حكام لبنان نسقوا مع هذا الاحتلال، وسلموا بالأمر الواقع، بواقع الاحتلال. وبدأوا بترتيب أمورهم على أساس أن هذا الاحتلال باق ولن يذهب. وبدأ الكثير منهم ومن مؤسسات الدولة اللبنانية يتعاملون مع الاحتلال كأمر واقع، ولكن شعبنا بقواه الوطنية والتقدمية رفض هذا الواقع، واقع الاحتلال والاستسلام، وأطلق مقاومته التي حققت بعد ذلك إنجازات عظيمة وهائلة في تحرير معظم الأراضي اللبنانية، ثم استكمل التحرير على يد المقاومة الإسلامية”.
أضاف: “في ذلك الزمن كان أمام لبنان خياران: خيار الوطنية اللبنانية التي ترجمت بمقاومة وطنية لبنانية انخرطت فيها كل القوى من الوطنيين والتقدميين والشيوعيين والناصريين والقوميين والإسلاميين وغيرهم، وقد انخرطوا في هذه المقاومة من عكار إلى طرابلس إلى كسروان إلى بيروت والهرمل وبعلبك والبقاع الغربي والبقاع الأوسط، إلى الشوف والإقليم وحاصبيا ومرجعيون وبنت جبيل، وصيدا وصور والنبطية، انخرطوا في مقاومة عنيدة. كانوا مصممين على إلحاق الهزيمة بالعدوان ودحر الاحتلال، فكان لهم ما أرادوا. ولن ينسى مقاوم في لبنان الدور المميز للشعب الفلسطيني في رفد المقاومة الوطنية اللبنانية، فتحية لشعبنا الفلسطيني المناضل”.
وقال: “المشهد الآخر في مواجهة الوطنية والكرامة والعزة اللبنانية، هو مشهد الانهزام والانعزال والتواطؤ والخيانة من خلال التعامل مع عدو لبنان وفلسطين والأمة العربية، نجد الخنوع والذل وامتهان الكرامة، الوطنيون اللبنانيون كانوا في مواجهة الاحتلال، وكانوا في نفس الوقت في مواجهة قوى الخيانة والغدر والانعزال والاستسلام.
أقول هذا الكلام للأجيال الشابة الجديدة لتعرف هذا التاريخ، لتعرف أن المقاومين اللبنانيين هم من حرروا هذه الأرض واستعادوا الكرامة لهذا الوطن، وأن الكثير من حكام لبنان، وبعضهم ما زال في السلطة حتى الآن، تواطأ وتعاون مع الاحتلال.
أقول للأجيال الشابة إننا اليوم نعيش في مشهد مشابه لتلك الفترة. في ذلك الزمن الوطنية اللبنانية واجهت الاحتلال والعدوان. واليوم الوطنية اللبنانية تواجه الطائفية والمذهبية والفساد والفئوية. الوطنية اللبنانية تواجه هذا النظام الذي لم ينصف الشعب الذي قدم قوافل الشهداء والجرحى والأسرى من أجل تحرير بلده من الاحتلال. والآن هذه الوطنية اللبنانية التي ننتمي إليها تواجه القوى الطائفية والمذهبية والفساد والانعزال والتقوقع والنظرة الفئوية للأمور”.
وقال: “المشهد على الساحة اللبنانية الآن يروي لنا كيف أن هذا النظام بكل مكوناته إنما هو نظام معاد لتطلعات الشباب، معاد لأحلامهم ومستقبلهم. هذا النظام ينقل البلد من مأزق إلى مأزق أصعب، ونعيش الآن في لبنان في ظل مآزق متفاقمة مع عجز كامل لهذه الطبقة السياسية عن معالجة أي أزمة من أزمات لبنان، وهي أزمات يعاني منها الشعب اللبناني أشد معاناة. هذا النظام عاجز عن معالجة الأزمة السياسية المتفاقمة في البلد، وعاجز عن معالجة الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها على الأوضاع الاجتماعية لشرائح وفئات المجتمع اللبناني. هذا النظام عاجز عن مواجهة تحديات خارجية مقبلة علينا. هذا النظام لا يفكر إلا ب: ما هي حقوق الموارنة؟ ما هي حقوق الكاثوليك؟ ما هي حقوق الأرثوذكس؟ ما هي حقوق الشيعة؟ ما هي حقوق السنة؟ ما هي حقوق الدروز والعلويين؟ يفكرون بهذه الطريقة من أجل توافقات طائفية ومذهبية، ولا أحد منهم يفكر بتفاهمات وتوافقات وطنية تحمي هذا الوطن وتعالج أزماته. لا يفكرون سوى في كيفية تأمين المكاسب والمغانم المتبقية في هذا البلد. النهابون والفاسدون والمافيات نهبوا البلد ولا زالوا ينهبونه. شعبنا لم يضح بالغالي والنفيس ليحرر بلده ويكون وضعه على هذا الشكل”.
وأضاف سعد:”خطابي موجه للشباب، نحن أمام تحد جديد، وكما خاض الشباب في الماضي التحديات واطلقوا المقاومة وتحدوا الاحتلال .. نحن أمام تحد كبير وهو مواجهة هذا النظام الطائفي،وهذا الكم الهائل من الفساد والمعاناة على كل الصعد الصحيةوالتعليمية والخدماتية والضمانات الاجتماعية، والخدمات المرتبطة بالكهرباء والمياه والبيئة.
إلى أين أوصل الطائفيون البلد؟ لقد أوصلوه إلى الدرك الأسفل.نحن نعيش في أصعب المراحل .. مرحلة انحطاط وتدن كامل في كل أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الوطنية. لذلك علينا التمسك بوطنيتنا .. وأنا أرفض كل الطائفياتوالمذهبيات ومفاعيلها على الواقع السياسي. انتخابات ال 2009 أفرزت واقعاً سياسياً عنوانه الطائفية والمذهبية في الخطاب والممارسة. وانتخابات ال 2018 ثبتت هذا الواقع الطائفي والمذهبي وكرسته أكثر، وانحدرت بالواقع السياسي إلى الدرك الأسفل، وهذا المشهد خير دليل على ما نقول. نحن أمام تحديات.وشعبنا وشبابنا يجب أن يأخدوا دورهم في مواجهة هذا التحدي كما أخذوا دورهم في جبهة المقاومة وحققوا الإنجازات.
وختم سعد: “شبابنا مطالبون اليوم بأخذ دورهه وتحقيق إنجازات في البلد.وهذه مناسبة للتأكيد على هذا الخيار .. خيار المواجهة مع قوى العدوان وقوى الفساد والطائفية والمذهبية في هذا البلد”.