ماذا تريد إيران من لبنان؟

ماذا تريد إيران من لبنان؟
ماذا تريد إيران من لبنان؟

قبل أن نجيب على هذا السؤال لا بد من أن نتناول النظام الايراني الذي وصل الى الحكم في العام 1979 مع عودة الإمام الخميني من باريس، عفواً من النجف الى باريس وبدأت علامات الاستفهام حول مَن هو الذي جاء به الى باريس ومَن الذي ساعده ومَن وفّر له المقر ومَن الذي أنفق عليه، ومَن كان يسدّد أثمان وتكاليف الكاسيتات التي بلغت مليونين؟

 

هذه الأسئلة يجيب عليها سيىء الذكر وزير خارجية أميركا سابقاًً الصهيوني هنري كيسنجر عام 1973.

لماذا؟ بكل بساطة عندما اندلعت الحرب بين العرب واسرائيل، واجتمع العرب: مصر وسوريا والاردن والمغرب والعراق والجزائر… وكان هدف تلك الحرب (حرب تشرين) استرجاع الاراضي العربية المحتلة… يومها جاءت أميركا بأساطيلها وطائراتها وأقامت جسراً جوياً معروفاً لإنقاذ إسرائيل.

يومها قال كيسنجر إنّ إسرائيل لا تستطيع أن تعيش وسط أعداء لها يحوطون بها بدءًا بالدول العربية وجيوشها، لأنه بعد حرب 1967 ظنّ اليهود أنهم أمّنوا حدودهم الجديدة: الجولان الموقع الاستراتيجي المشرف على دمشق، صحراء سيناء و«خط بارليف» مع مصر كحاجز يتعذر على الجيش المصري عبوره…

وكان الهدف من ذلك مزدوجاً: أولاً القضاء على الجيوش العربية… والثاني: خلق فتنة سنية – شيعية.

بدأوا بتنفيذ اتفاق مع مصر (كامب دايڤيد) وحيّدوا الجيش المصري.

وعندما غزت أميركا العراق في 2003 كان القرار الأوّل حلّ الجيش العراقي.

وحالياً انهيار الجيش السوري بعد فرط الجيش الليبي.

أي لم يعد هناك من جيش يمكن أن يواجه إسرائيل.

نعود الى النظام الإيراني:

أوّلاً- هناك علامات استفهام حول أصول الخميني:

هل هو فارسي؟

يُقال إنّه من «السيخ» في الهند.

طبعاً، من جاء به أراد أن يحقق الفتنة، وبالفعل من اليوم الأوّل لوصوله الى الحكم أعلن الحرب على العراق بهدف تشييع أهل السُنّة… واستمرت الحرب 8 سنوات دمر فيها الجيشان العراقي والايراني.

للمعلومات: كان هناك فائض 400 مليار دولار في الخزينة العراقية، كلفت الحرب العرب والايرانيين أكثر من ألف مليار.

لم يتوقف المشروع هنا، بل في العام 1982 اثر الاجتياح الاسرائيلي.. وفي العام 1983 بدأ الايراني بإقامة فصائل «حزب الله»… وكان في إيران جيشان: الجيش النظامي والحرس الثوري… وأوّل ما حققوه «سرقوا» العلم الفلسطيني، وزادوا في المزايدة، أقفلوا سفارة إسرائيل واستبدلوها بسفارة فلسطين، وأقاموا «فيلق القدس» في الحرس الثوري، وأقاموا «حزب الله» بدعوى محاربة إسرائيل.

أخذ هذا المشروع ينكشف يوماً بعد يوم، ومن أسف العرب نائمون، أو متآمرون!

وعندما نجح «حزب الله»، بمساعدة سوريا وتسهيلاتها، في وجود الرئيس حافظ الأسد، في تحرير الجنوب، ولكن حافظ الأسد كان مسيطراً على «حزب الله»، ويذكر في هذا السياق أنّ السيّد حسن طلب موعداً لمقابلة الرئيس السوري، ولم تأتِ الموافقة إلاّ بعد 4 أشهر، وكان على نصرالله أن ينتظر 4 ساعات عند «ابو سليم» (محمد دعبول) مدير مكتب الرئيس حافظ الأسد…

ومن الصدف حدث التحرير في الوقت ذاته الذي توفي حافظ الأسد، وبعد تسلم بشار الأسد الحكم سيطر الايرانيون على سوريا وأغروا بشار بالمفاعل النووي السوري الذي سبق لحافظ الأسد أن رفضه، وقصته مشهورة وكذلك مصيره إذ دمّره الاسرائيلي في 2007.

وللعلم فإن مشكلة بشار الأسد أنه كان يخاف من عبدالحليم خدام، وراح يعمل عكس كل ما يقوله خدام… فرجّح كفة فاروق الشرع على خدام، وهذا ما حصل في 2004 يوم التمديد لاميل لحود يوم جاء نائب وزير خارجية أميركا ريتشار أرميتاج واتفق مع بشار أن يقدّم ثلاثة أسماء لمرشحي الرئاسة في لبنان لتختار واشنطن واحداً منهم… يومها قرّر بشار التمديد للحود لأنّ خدام كان يريد المشي بالاقتراح الاميركي… لأنّ واشنطن هي التي تحمي النظام السوري، بدليل أنها سمحت له أن يحتل لبنان، وخدّام ذكّر بشار بأنّ والده أرسل قوات، ولو رمزية، للمشاركة بتحرير الكويت من قوات صدّام… أي أنّ الجيش العربي السوري وقف الى جانب الاميركي ضد جيش عربي… وهذا دليل آخر على حصافة وذكاء حافظ الأسد وحنكته في التعامل مع السياسات الدولية.

ولكن بشار اتخذ قراره السيىء بالتمديد للحود، يومها قال له أرميتاج: سيّدي الرئيس سوف تدفع ثمن هذا القرار.

من هنا جاء القرار الايراني بالتخلص من رفيق الحريري لأنّه كان يتفق مع خدّام وكان الايراني يعتبر أنّ هذا الاتفاق سيكون حاجزاً ضد تمدد مشروعه.

ولنتذكر هنا كم وكم من المرّات أعلن النظام الايراني أنه يسيطر على اربع عواصم عربية بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وهذا الكلام لم يأتِ من الفراغ، ولا ننسى ما قاله منذ سنوات الملك عبدالله الثاني عاهل الاردن حول مشروع الهلال الشيعي، فكان أوّل من حذر من هذا المشروع…

من هنا، لا يمكن إلاّ أن نستنتج من ترابط الأحداث أنّ الايرانيين كانوا يريدون القضاء على كل من يقف في طريق مشروعهم.

ولا يفوتنا أخيراً التذكير بما قاله السيّد حسن نصرالله في بداياته: «أنا جندي في دولة ولاية الفقيه».

عوني الكعكي

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!