افتتاحيات الصحف ليوم السبت 15 أيلول 2018

افتتاحية صحيفة النهار

 

بوادر اتصالات جديدة لتحريك الملف الحكومي

مع ان الانظار ظلت مشدودة أمس الى اليوم الرابع من المرافعات الختامية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما حملته هذه المرافعات من معطيات ومفاجآت اضافية، فان ذلك لم يحجب تنامي الاستغراب بل المخاوف من مشهد سياسي جامد تلاشت معه التحركات والجهود والوساطات السياسية المتصلة بأزمة تأليف الحكومة كأن هناك استسلاماً او تسليماً بواقع التخندق والتمترس وراء المواقف وانتظار ما يحمله الوقت الضائع. وعلى أهمية العامل الفرنسي في مقاربة الواقع السياسي اللبناني في كل مرة يحتاج فيها لبنان الى تحرك مساعد للاعبين الداخليين، قللت أوساط مطلعة موجة التقديرات الجديدة لتحرك فرنسي جديد لتذليل العقبات امام ولادة الحكومة. لكنها لم تنف ان يكون هناك “جس نبض فرنسي على رؤوس الاقدام “أي بحذر شديد حول ما اذا كان ممكنا قيام باريس بتحرك مجد جديد للمساهمة في شق الطريق نحو انفراج يخرج جمل الحكومة من ثقب ابرة الشروط والشروط المضادة ودوامة استنزاف الوقت لان باريس تعتبر نفسها اكثر العواصم التي تعنى باستقرار لبنان وتنتظر ولادة حكومته الجديدة لاطلاق دورة ترجمة مقررات والتزامات مؤتمر “سيدر” الذي انعقد في العاصمة الفرنسية قبيل الانتخابات النيابية في لبنان.

ويبدو ان اللقاء الذي جمع أمس الرئيس المكلف والسفير الفرنسي برونو فوشيه في “بيت الوسط” تناول مجمل الوضع الناشئ عن تعقيدات تاليف الحكومة ونقل السفير رغبة بلاده في المساعدة حيث يجد اللبنانيون ذلك مفيداً.

لكن المعطيات التي توافرت في الساعات الاخيرة أفادت ان تبادلاً للافكار عاد الى خط قصر بعبدا – “بيت الوسط” في الساعات الاخيرة وان الاتصالات بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري، وان بدت مقطوعة مباشرة بينهما منذ الزيارة الاخيرة التي قام بها الرئيس المكلف على قصر بعبدا، قد استؤنفت بشكل غير مباشر وانها تتناول الصيغة الحكومية الاخيرة التي طرحها الرئيس الحريري وتحفظ عن بنود فيها الرئيس عون.

وتحدثت المعلومات عن مشاركة أكثر من موفد ووسيط في الاتصالات بين بعبدا و”بيت الوسط”، مشيرة الى ان صيغة طرحت لتعديل توزيع وزارات الخدمات كما وردت في التشكيلة التي كان وضعها الحريري بحيث تعطى في التوزيع المعدل وزارة العدل لرئيس الجمهورية، والتربية لـ”القوات اللبنانية “، والطاقة لـ”التيار الوطني الحر”، والاتصالات لـ”المستقبل”. وفيما طرح تبادل وزارة الصحة والاشغال العامة والنقل بين “حزب الله” و”المردة” نظراً الى التحفظات الخارجية عن إسناد الصحة ببروتوكلاتها الدولية الى الحزب، تبيّن أن تحفّظات أكبر تقوم على إسناد الاشغال والنقل الى الحزب، وهذه العقدة يمكن ان تحلّ بإبقاء الاشغال مع “المردة” وبإرضاء الحزب التقدمي الاشتراكي بإعطائه الصحة، اذا ما تساهل “حزب الله” وقبل بوزارة خدماتية أخرى، اضافة الى وزارة التخطيط التي ينوي تحويلها وزارة استراتيجية في المرحلة المقبلة.

وسط هذه المناخات، علم ان المملكة العربية السعودية تتجه الى تعيين القائم باعمال سفارتها في بيروت الوزير المفوض وليد بخاري سفيراً للمملكة في لبنان. واستوقف المراقبين كلام الاشادة بالرئيس الحريري الذي صدرعن سفير الامارات العربية المتحدة حمد الشامسي لدى قيامه أمس بجولة لتفقد مشاريع انمائية في منطقة اقليم الخروب اذ قال: “بعيدا عن السياسة والديبلوماسية ان المشاريع يتم تنسيقها مع رئيس الحكومة سعد الحريري فهو يمثل لبنان والشرعية ومؤسسات الدولة أفضل تمثيل لدولة فيها 18 طائفة، وان تمثيل الرئيس الحريري أمام دول العالم هو أفضل تمثيل وهو يعتبر الرجل المناسب في المكان المناسب “. واعرب الشامسي عن “أمله في ان تشكل الحكومة في القريب العاجل لتعطي لبنان الشرعية والصدقية أمام دول العالم وان شاء الله يكون خيرها للاقتصاد والمجتمع باكمله”.

جولة الراعي

الى ذلك يقوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم وغداً بجولة في الشوف واقليم الخروب تحمل طابعاً راعوياً ووطنياً وتبدأ بعد ظهر اليوم من المقر الصيفي للمطرانية المارونية في بيت الدين وتشمل بلدات ضهر المغارة والدبية والبرجين وشحيم والشميس وعين الأسد ويعود بعدها الى بيت الدين حيث يبيت ليلته. وصباح الاحد يستكمل البطريرك جولته من بلدة بعاصير وحارة بعاصير ومرج برجا وبرجا وجدرا حيث يرأس قداسا احتفاليا في كنيسة مار الياس يشارك فيه وزراء ونواب وفاعليات وممثلون للاحزاب.

المحكمة

وفي ما يتعلق بمرافعات المحكمة الخاصة بلبنان، انهى الادعاء والممثلون القانونيون للمتضررين مرافعاتهم الختامية أمام غرفة الدرجة الاولى في المحكمة. وفي اليوم الرابع والاخير، تطرق ممثل الادعاء من جديد الى المتهم المتوفى مصطفى بدر الدين ووصفه بأنه “الفاعل العسكري المتقدم” بالاستناد الى تحليل ظروف الاعتداء وتعقيدات هذا الهجوم واستخدام المواد المتفجرة. وقال: “لقد كان على رأس المؤامرة، وقاد كيانا مشتركا من مجموعة أشخاص”، موضحاً “اننا نعرف الآن بمصطلحات واضحة من هو ومدى أهميته ورتبته من بين قادة حزب الله”.

وخصصت جلسة بعد الظهر للمتضررين الذين طالبوا “بحكم عادل وقادر ينطق بأوسع حقيقة ممكنة ويحدد الغاية من هذه الجريمة” مشددين على ان “قوة الكلمة الفصل منوطة بالقضاة والحقيقة يرتجف منها المجرم ويتوق اللبنانيون اليها”.

*************************************

افتتاحية صحيفة الحياة

 

الادعاء في محكمة الحريري: المتهمون الـ 4 مذنبون والتحليل لا يدعم نظرية هواتف عنصر الموساد

أنهى أمس، فريق الادعاء في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مرافعاته الختامية أمام القضاة، بعد تقديم كل الحجج والبراهين، واعتبر المتهمين الاربعة مذنبين في القرار الموحد

وحضر الجسلة المتضررون من عملية الاغتيال: جوزيف عون، ليليان خلوف، سحر كلاوي، وسام ناجي وسناء الشيخ. ورد فريق الادعاء أمس، على سؤال عن الرحلة المزعومة الى عنجر في 18 كانون الثاني. وقال الادعاء إن «الرحلة كانت غير مألوفة حيث مقر المخابرات السورية في لبنان لرستم غزالي»، وذكر أن «الهاتف عمل في الساعات الأولى من الصباح، ولا نزعم أنه التقى غزالي، ولكنه كان جزءاً من التحضير للعملية السرية».

وعن شريط اعتراف أحمد أبو عدس، أشار الادعاء إلى أن «الهواتف التي بحوزة المتهمين، أكدت التنسيق اللافت بين مصطفى بدر الدين وسليم عياش وحسن مرعي، وأن حسين عنيسي استعمل الخلايا في منطقة الجامعة العربية، ومرعي كان المنسق المسؤول عن إعلان شريط التسجيل وتسجيله وتسليمه».

وأوضح أن الاتصال بمنزل أحمد أبو عدس «كان من منطقة الجامعة العربية من هاتف عمومي حيث يمكن تحديد موقعه ولإعطاء الانطباع أن ابو عدس متطرف»، مؤكداً أن «أبو عدس استُدرج وفُهم الخطة وبدا خائفاً في التسجيل». ولفت الى «انعدام نشاط الهواتف بين 48 الى 72 ساعة في 16 كانون الثاني 2005 للمشاركة في إعداد الشريط. وهذا يتزامن مع فترة الاختطاف».

وأفاد بأنه في 20 كانون الثاني كان هناك اتصالان عند السادسة صباحاً في وقت غير اعتيادي وهو مؤشــــــر إلى ان حدثاً مهماً حصل».

وأعلن أن «وحدة الاغتيال بدأت تتبع الحريري نهاية كانون الأول 2004»، مشيراً إلى أن «شراء شبكات الهواتف وتكوين مجموعة من 15 هاتفاً ليسا صدفة مع نشاط مكثف لمجموعتين، عملتا حتى 29 كانون الأول بتنسيق متواز. الشبكة الخضراء للإشراف على المؤامرة والتنسيق والإعداد للاعتداء وتحضير الشاحنة، والحمراء تركت آثاراً مضللة في كل مرحلة».

وسأل القاضي ديفيد راي ممثل الادعاء المحامي بوفواس: «لماذا يزعم الادعاء أن الهجوم نفّذ بفضل قيادة فاعل عسكري متطوِّر؟ وماذا تعني هذه العبارة؟».

فأجاب ممثل الادعاء المحامي بوفواس: «الفاعل العسكري المتطور هو بدرالدين، واخترنا هذه العبارة لأنه بعد تحليل ظروف الاعتداء وتعقيد الهجوم واستخدام المواد المتفجرة سمح لنا بدعم قضية الادعاء، أي أن بدرالدين كان على رأس المؤامرة، وبالتأكيد ورد ذلك في ملاحظاتنا وهذا لم يطعن به أي فريق من فريق الدفاع وهذا ما سمح لنا بإسناد الهاتف 023 إلى أعلى المؤامرة بدرالدين».

وأضاف: «استخدم الهاتف الأخضر في نواح مختلفة من لبنان والهواتف الشخصية التابعة له، أي الهواتف الخليوية التتبعية والشخصية، استمعنا إلى إفادة الشهود بشأن الهواتف الخاصة به». ولفت إلى ان «الكيان المشترك الذي تعرف اليه الشاهدان خبيرا الاتصالات فيليبس وبلات هو عبارة عن مجموعة أشخاص بقيادة بدرالدين».

وسأل راي: «ذكرت نصرالله، وثمة سؤال من بين أسلئة القضاة بشأن ربط الشبكة الخضراء بالحزب، هل من أدلة في إفادة الشاهد المتوفى وسام الحسن بأن الشبكة الخضراء التي تضم 3 هواتف خليوية كانت تنتمي إلى حزب الله؟». فأجاب ممثل الادعاء: «نعم، بعيداً من الأقاويل ثمة أيضاً إفادة الحسن وتأكيد آخر في بيان علني في مؤتمر صحافي أجراه السيد نصرالله عام 2010 وتحدّث عن حديث حصل وأنه أعطى بيانات إلى قوى الامن الداخلي. عندما قدّم الحسن إفادته إلى لجنة التحقيق الدولية طلب منه أن يؤمن مستندات تدعم ذلك، واستطاع أن يؤمّن وثيقة مختومة ومصداقيتها أكيدة مأخودة من قوى الأمن تتعلق بتحليل هواتف من عناصر الموساد في ما يتعلق بهاتفين من الشبكة الخضراء أي هاتف بدرالدين وسليم عياش».

وأَضاف: «تحليل قوى الأمن بعد تحليل هواتف بدرالدين وعياش وعنصر الموساد خلال الفترة المعنية يبيّن أن هناك اقتراناً مكانياً محدوداً جداً بين الهواتف الثلاثة، الأرقام الثلاثة وأرقام عناصر الموساد المزعومين عندما قورنت بأرقام بدرالدين وعياش كان الاقتران المكاني ليوم أو 3 أيام، في الواقع لأقل من ساعة وبالتالي هذا لا يدعم المزاعم القائلة بأن الهواتف كانت تتبع عناصر من الموساد».

وأكمل: «في تحليل قوى الأمن الداخلي هم تمعَّنوا في أسلوب حياة عن هواتف عناصر الموساد المزعومين وتحركاتهم، والتحليل أظهر أن هذا الهاتف يعود إلى شخص يسكن في منطقة ذوق مصبح وفي 28 كانون الثاني (يناير) كانت هناك نشاطات وتحركات قوية بين الشبكة الحمراء والخضراء بقيادة عياش، وعند مفترق الطريق من ذوق مصبح إلى فيلا فقرا، وفي تلك الفترة كان بدرالدين يجري الكثير من الاتصالات بالهاتف الأخضر الذي يعود إلى عياش وكان ينتقل شمالاً إلى مسكنه خارج منطقة جونية. والمؤامرة كانت تفيد بأن الموكب كان عليه أن يخفف سرعته ليأخذ المفرق القوي وأن تلك النقطة كانت تعتبر نقطة ثانوية لمحاولة الاغتيال».

 

وسأل القاضي ليتيري: «هل أنت قادر على نفي الشروحات البديلة المتعلقة بهذه الاتهامات وأنها كانت مجرد عمليات مراقبة ولا شك في أنه كان شخصاً معنياً أو السيد الحريري كان شخصاً يهم حزب الله ولكن بمجرد مراقبته ولكن ليس الهدف تنفيذ عملية الاغتيال».

 

قال بوفواس: «نعم لو كان لدى حزب الله اهتمام بالحريري فان الاهتمام كان مطولاً ومكثفاً طوال 58 يوماً تمتد على مدى أربعة أشهر ونصف ولكن جواباً على سؤالك في ما يتعلق بسلوك وحدة الاغتيال في 14 شباط، أي يوم التمرن على الاغتيال المسبق ونشاطات الشبكة حول عملية شراء الكانتر وكلها أدلة يجب ان تكفيكم».

 

وبعد الظهر، قدم فريق المتضررين مرافعاته، في حضور 6 من عائلات المتضررين.

 

وقال وكيل الدفاع عن المتضررين بيتر هاينز: «الغرفة يطلب منها أن تصل إلى استنتاجات في ما يتعلق بفشل السلطات اللبنانية في مجال التحقيق، لماذا؟ والسؤال نفسه يطرح في ما يتعلق بأن الفشل أدى مباشرة إلى ضائقة نفسية ومعاناة نفسية». وأضاف: «قد تفاجئوننا إن لم تصلوا إلى استناجات تتعلق بالتحقيق».

 

ولفت إلى أن «استخلاصات المحاكم الجنائية في ما يتعلق بتقصير التحقيقات ليست فقط ملائمة بل هي شائعة.

 

هناك قضايا غامضة في ما يتعلق بالاعتداء على الأطفال التي حكم فيها القضاء، بأـنه كان يمكن تفادي معاناة الأطفال لو توافرت الخدمات الاجتماعية المواتية، وكان ذلك بسبب قلة الإشراف في المدارس وسوء عمل الشرطة التي لم تقبض على الفاعلين وتكشف عنهم».

 

*************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

مانشيت: «السلسلة» تُهجِّر مليار دولار من لبنان… وتحذيرات دولية من «مخاطر المنطقة»

أسبوع جديد يلحق بالأسابيع الـ15 التي سقطت على مذبح شروط وتعقيدات ومكايدات سياسية، أدخلت البلد في أجواء مسمومة على كل المستويات، وفرضت على مطبخ التأليف إجازة مفتوحة عنوانها المراوحة في المقاربات السطحية لجوهر الازمة والبحث غير المجدي عن الحكومة. الواضح حتى الآن، انّ الطاقم السياسي ثبّت استقالته من مسؤولية بلورة المخارج الجدية للأزمة، ورمى بثقله لترسيخ حال الشلل الذي لا يضرب فقط مفاصل التأليف، بل كل مفاصل البلد. وأغفل عينه عن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، والتي باتت تهدد بانفجار اجتماعي، خصوصاً مع انحدار هذا الوضع الى حد تعثّر العديد من المؤسسات الكبرى، التي قررت الاقفال، مع ما يترتّب على ذلك من تسريح العمال والموظفين ورميهم في الشارع.

يأتي ذلك، في وقت يُحاط البلد بتهديدات من كل الاتجاهات الداخلية والخارجية، وترسم علامات استفهام خطيرة حول مصير المنطقة برمتها وكياناتها السياسية والجغرافية. وهو أمر استشعرت خطورته جهات غربية اميركية واوروبية، وتحديداً فرنسية والمانية، عبّرت عن ذلك بسلسلة تحذيرات ونصائح متتالية الى المسؤولين اللبنانيين لتحصين استقرارهم وحماية ساحتهم، وتجنيبها تداعيات اي تطورات عسكرية محتملة، خصوصاً في الجانب السوري في ظل الاستعدادات الجارية لإشعال معركة إدلب.

حشد أساطيل

وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» انّ الاسابيع المقبلة شديدة الدقة والخطورة في الشرق الاوسط، وأعربت عن خشيتها من انزلاق الوضع في هذه المنطقة الى مستويات خطيرة، في ظل استعراضات القوة التي بلغت ذروتها مع حشد الاساطيل الاميركية والروسية في البحر المتوسط. وكذلك مع إجراء روسيا لمناورات عسكرية غير مسبوقة من حيث حجمها وضخامتها منذ أيام الاتحاد السوفياتي.

وتحدثت المصادر عن عاملين آخرين، قد يدخلان عناصر توتير اضافية، يتمثّل الأول باقتراب الموعد الذي حددته واشنطن لجرعة جديدة من العقوبات على ايران، والتي وصفتها الادارة الاميركية بأنها ستكون «عقوبات مشددة وقوية جداً» في محاولة للضغط عليها والحد من نفوذها ودعمها للمنظمات التي تعتبرها واشنطن إرهابية وفي مقدمتها «حزب الله». وأمّا الثاني، فهو بدء التحضير لإنشاء «ناتو عربي» في تشرين المقبل، وفق ما أعلنت إدارة دونالد ترامب مطلع الصيف، من أنها بدأت العمل على تنفيذ مشروع تشكيل نسخة عربية لـ«حلف شمال الاطلسي»، بهدف التصدي للنفوذ الايراني ومكافحة التنظيمات الارهابية في المنطقة. وتندرج في سياق تنفيذ مشروع الاجتماعات العسكرية التي عقدت خلال الاسبوع الجاري في الكويت، في حضور رؤساء أركان دول الخليج ومصر والاردن وقائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال جوزف فوتيل.

ورداً على سؤال عن الاحتمالات، إكتفت المصادر الديبلوماسية بالقول: في ظل هذا الوضع، يصعب تحديد مسار الأمور، لكنّ الوضع يبعث على القلق.

واشنطن: إنتبهوا

في سياق أميركي عكس عائدون من الولايات المتحدة الاميركية، متابعة اميركية للوضع اللبناني، بوجهَيه السياسي والأمني. وأكد هؤلاء انهم سمعوا من مسؤولين اميركيين ما يشير الى حرصهم على لبنان واستقراره السياسي وانتظام مؤسساته الدستورية وتشجيعهم على تشكيل حكومة لبنانية، من دون ان يبدوا اي اشارة او نيّة في التدخل المباشر في هذا الشأن اللبناني.

ووفق ما نقل عن المسؤولين الاميركيين، فإنّ الوضع الامني في لبنان ما زال يشكل أولوية اساسية لدى الولايات المتحدة، وانّ واشنطن تنظر بارتياح وبعين التقدير الى الجهود التي تبذلها الاجهزة الامنية اللبنانية للحفاظ على الاستقرار الامني للبنان، ومكافحة التنظيمات الارهابية. وانها تضع في أولوياتها ايضاً استمرار تقديم الدعم الكامل للجيش اللبناني لتمكينه من القيام بمهماته. ونقل العائدون انّ ما يهمّ واشنطن هو ان يبقى لبنان آمناً ومستقراً من الناقورة حتى النهر الكبير، والّا تتجدد فيه اي عوامل او توترات تُذكّر بالحرب الاهلية التي عاشها هذا البلد في السبعينات.

ونقل العائدون من واشنطن انّ المسؤولين الاميركيين ينظرون الى «حزب الله» كمنظمة إرهابية معادية، تشكّل خطراً على لبنان وعلى الاستقرار في المنطقة، الّا انّ اللافت للانتباه هو انّ هؤلاء المسؤولين لم يتحدثوا عن أي «فيتو» أميركي على إشراك الحزب في الحكومة. وقال احد هؤلاء المسؤولين رداً على سؤال مباشر حول مشاركة «حزب الله» في الحكومة: سبق وأكدنا موقفنا بأنّ تشكيل الحكومة اللبنانية شأن لبناني.

الجدير بالذكر، انّه في الفترة الاخيرة كان هناك تشديد ملحوظ للاجراءات الامنية في مختلف المناطق اللبنانية من قبل الاجهزة اللبنانية، وبشكل مكثف وواسع من قبل الجيش اللبناني. وكشفت مصادر امنية لـ«الجمهورية» انّ جانباً من هذه الاجراءات مرتبط بإحياء ليالي عاشوراء في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية الجنوبية، وامّا الجزء الأساس فمرتبط بتدابير احترازية في الداخل وعلى الحدود، وتحديداً الحدود اللبنانية السورية حيث الأجواء التي تشهدها المنطقة تفرض التحسّب لأي طارىء، او لأي احتمالات وتطورات يمكن ان تستغلها المجموعات الارهابية لإحداث بلبلة.

مسؤولون مستقيلون

داخلياً، هناك جفاف سياسي يضرب كامل المشهد الداخلي، يفتقد الرطوبة الملينة للمواقف وللتصلّب في عروق بعض الرؤوس الحامية من هذا الاتجاه او ذاك، وصار الحديث عن تأليف الحكومة وتعثّره مخجلاً، والصراع على الحصص جامداً على احتدامه، والمتصارعون يتلهون بـ«لعبة الاحجام» والفيتوات المتبادلة، لعبة مستمرة تبدو بلا نهاية. وامّا أصحاب القرار فماضون في إجازاتهم، لا بل في استقالتهم، فيما الازمات تتوالد: توطين، نازحون، بطالة، إهتراء اقتصادي، إرتباك مالي، عوز معيشي، تعفّن إداري، ترهّل كهربائي، إحتضار هاتفي، جشع تجّار، سيادة فساد، نار أسعار واقساط مدرسية تكوي الفقراء.. وهناك كثير من هذه السلسلة التي لا تنتهي… كلها تبدو وكأنها تحضّر الأرضية لانفجار اجتماعي، وامّا المواطن فيقترب من ان يعلن كفره بطبقة سياسية تمتطيه لحظة الانتخابات، وامّا عند الازمات فتلقي به على قارعة الاهمال.

إفلاس… وتسريح عمّال

هذه الاجواء السوداء اقتصادياً ومعيشياً واجتماعياً، يسير في موازاتها تحذير شبه يومي للمسؤولين الرسميين والسياسيين بأنّ الوضع النقدي في خطر. وقال مصدر مالي مسؤول لـ«الجمهورية»: لا خوف حالياً على الوضع النقدي، فالإجراءات التي تتخذها الجهات المعنية بهذا القطاع ما زالت تضع التحصينات امام الوضع النقدي وتحمي استقراره، وضعنا ليس في أحسن أحواله، هو وضع دقيق لكنه مَمسوك وتحت السيطرة. إنما على المدى البعيد، اذا استمر وضع البلد على ما هو عليه، يصبح الخوف جدياً على هذا القطاع. والكرة في ملعب السياسيين لمنع انهيار هذا القطاع، الذي يعني انهياره وصول البلد الى الانتحار.

في السياق نفسه، تتكشّف يوماً بعد يوم الآثار السلبية لسلسلة الرتب والرواتب بالطريقة التي أقرّت فيها، من دون الاصلاحات المطلوبة التي تمنع التضخم، ولا تذيب الزيادات التي أعطيت للموظفين، ولا تشكّل سبباً لضرب المؤسسات والشركات وإفلاسها، بل تشكّل رافداً للخزينة يُقلل من نسبة العجز الذي تعانيه وبلغ ارقاماً خيالية. الّا انّ ما حصل هو العكس، وبدل ان تزيد واردات وزارة المالية تراجعت مداخيلها بصورة خطيرة عمّا كانت عليه قبل إقرار السلسلة.

وعلمت «الجمهورية» من مصادر موثوقة انه منذ إقرار السلسلة وحتى اليوم، تساقطت مئات الشركات ضحايا لها، حيث أفلست وتوقفت عن العمل، وصار العاملون فيها في الشارع، وهذا الحبل مستمر حالياً، حيث تتجه مؤسستان كبيرتان في البلد الى التصفية والافلاس، وكلاهما تحويان ما يزيد عن 1200 موظف وعامل.

خبير إقتصادي

وأمّا السبب لهذا التساقط السريع، فهو كما يقول خبير اقتصادي لـ«الجمهورية»، انّ هذه السلسلة بالطريقة التي أقرّت فيها لم تحسب جيداً، بل تمّت بصورة عشوائية، الّا أنها ضربت الدورة الاقتصادية في البلد. فلنعد الى البداية، ففي لحظة إقرار السلسلة وإعطاء الزيادات للموظفين، دخل البلد في منحنى خطير، إذ مع ارتفاع الرواتب سارعَ آلاف الموظفين من مدنيين ومعلمين وعسكريين الى طلب قروض سكنية، وضخامة الارقام صارت فلكية وبالحجم الذي فاقَ قدرة مصرف لبنان على دعم فوائد قروض السكن، فلجأ فوراً الى وقف برنامج دعم فوائد قروض السكن. والنتيجة الفورية لهذا التوقف، تَجلّت بتوقف الجزء الاساس من الدورة الاقتصادية في لبنان حيث توقف البناء، الذي يعد في اي دولة في العالم بأنه أهم قاطرات الاقتصاد.

وبحسب الخبير، فإنّ ثمة تأثيراً غير مباشر سبّبته السلسلة وأدى الى خروج ما يزيد عن مليار دولار الى تركيا وحدها، ذلك انّ الآلاف من اللبنانيين، وبعد حصولهم على الزيادات قاموا برحلات سياحية الى تركيا، وصرّفوا العملة الصعبة في لبنان وأخرجوها من السوق اللبناني، وذهبوا وأنفقوها في السوق التركي.

وقال الخبير المذكور: الوضع سيكون آيلاً للسقوط أكثر، اذا ما استمر الفراغ الحكومي، ذلك انه ما زالت هناك إمكانية لاحتواء الوضع او تجميده ووقف انهياره اذا استقامت الحياة السياسية في لبنان وخرج المسؤولون من حلبة الصراع على المغانم والمصالح، وتشكلت حكومة، وصار من الغباء ان ننتظر ان يمدّ الخارج اليد للبنان لإنعاش اقتصاده، فكل العالم مأزوم بمشكلاته وعجز اقتصادياته، وامّا في لبنان فلم يعد أمامه سوى منقذ وحيد هو قطاع النفط الذي يشكّل المنفذ الوحيد المتبقّي امام لبنان لإنقاذ اقتصاده، ولكن ما استجدّ حول هذا القطاع، والحديث عن تأخير في عمليات التنقيب وعن نية بعض الشركات الخروج من اتفاقيات التنقيب، وعن عرقلة اسرائيلية لهذا القطاع ومنع لبنان من الاستفادة من ثروته في النفط والغاز، أمر خطير، ويثير الخشية من استمرار الازمة الاقتصادية في لبنان الى أمد طويل جداً.

لا إيجابيات

وسألت «الجمهورية» مرجعاً كبيراً عمّا استجد حول ملف النفط، فقال: الاسرائيليون يعرقلون، يريدون قرصنة النفط والغاز، إستعَنّا بالأميركيين، وحتى الآن لم نتلقَ اي نتيجة ايجابية، بل بالعكس يريدون إقناعنا بما لا يخدم مصلحتنا وحقنا الكامل في مياهنا ونفطنا وغازنا، بل يخدم مصلحة اسرائيل. والامور ما زالت متوقفة هنا.

الضريبة المقطوعة

على صعيد اقتصادي، شكّلت مهلة نهاية ايلول الجاري لتطبيق الضريبة المقطوعة بالنسبة الى الشركات والمؤسسات والمهن الحرة، نقطة متابعة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل. وأوفد عون رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان الى بيت الوسط ووزارة المال من اجل المشاركة في صياغة المخرج الذي تم التفاهم بشأنه، وقضى بتأجيل تطبيق هذه الضريبة الى العام 2020.

ونقل كنعان أجواء لقائه مع الحريري الى رئيس الجمهورية، وقالت مصادر لـ«الجمهورية» انّ الموضوع الحكومي كان محلّ بحث أيضاً بين الحريري وكنعان، وثمّة حديث عن مخارج تجري بلورتها، ومنها استعادة رئيس الجمهورية وزارة العدل على ان تكون لـ»القوات اللبنانية» حقيبة بديلة منها.

*************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

10 أثرياء يشغلون فراغ التأليف

«القوّات» تشترط الإقرار بالسيادية أو بالطاقة قبل تجديد التفاوض.. وحزب الله يستعجل الحكومة

قبل يوم، انشغل اللبنانيون بفوز المنتخب اللبناني بكرة السلة على المنتخب الصيني، وسط تقدير رئاسي وشعبي وسياسي ورياضي، ودعوة لعمل اللبنانيين كفريق واحد، بوصفه امثولة يتعين على السياسيين الاقتداء بها، وفقاً لنصيحة الرئيس نبيه برّي، الذي دعا إلى مقاربة الأزمة السياسية الراهنة، قبل دخولها مرحلة الاستعصاء بروح رياضية.

الا ان «المباراة» كانت ليس في ملعب سلّة الحكومة، حيث تجددت الشروط والشروط المضادة وسط استمرار التراشق بين التيار البرتقالي والحزب التقدمي الاشتراكي، ووصف وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة العهد بالفشل وفريقه «بمجموعة من الرخويات السياسية والتربوية التابعة لتيار العهد الفاشل»، قبل ان يتصدى له وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال أيضاً، ووصف كلامه «بالهباء وكيده بالبدد»، كانت المبارزة في ميدان الثروة.. الأمر الذي شكّل «مفاجآت صادمة» احتلت مواقع التواصل، وشكلت مادة دسمة في أحاديث الصالونات السياسية.

فقد أوردت مجلة «فوربس» الأميركية المتخصصة، تحت مقال بعنوان: «أغنى عشرة مسؤولين سياسيين في لبنان لسنة 2018» ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حصد المرتبة الرابعة في التصنيف بثروة قدرت بـ 1،2 مليار دولار.

وظهر في المركز الأوّل رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي حيث بلغت ثروته 3.3 مليار دولار، يليه نائب رئيس الحكومة الأسبق عصام فارس بثروة بلغت 2.3 مليار دولار. وفي المركز الثالث جاء رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بثروة بلغت 1.5 مليار دولار.

وفي ما يلي ترتيب السياسيين العشرة بعد الرئيس عون الذي حل في المركز الرابع.

وليد جنبلاط: مليار دولار.

نبيه بري: 78 مليون دولار.

تمام سلام: 71 مليون دولار.

سليمان فرنجية: 65 مليون دولار.

أمين الجميل: 58 مليون دولار.

ميشال سليمان: 49 مليون دولار.

وابرزت المجلة الأميركية، اهتماماً بثروة رئيس الجمهورية، حيث كتبت انه حصد المرتبة الرابعة في التصنيف بثروة قدرت بـ1.2 مليار دولار.

وسارعت محطة O.T.V التلفزيونية الناطقة بلسان التيار الوطني الحر إلى تناول الخبر، فكتبت في مسهتل المقدمة: إذا أضيف إلى رصيد التزوير، اتهام رئيس الجمهورية بأنه رابع اثرياء لبنان.. هل سيؤدي الأمر على سبيل المثال، إلى الاقرار بالحجم المنفوخ «للقوات»؟.

المراوحة مستمرة

إلى ذلك أجمعت المعلومات على انه رغم بعض التفاؤل الحذر الذي ينقل عن الرئيس المكلف من قبل زواره بقرب الوصول إلى الخلاص بالنسبة لملف تشكيل الحكومة، من خلال المساعي التي يبذلها بعيداً عن الإعلام، فإن الأمور حتى الساعة لا زالت تدور في مكانها، من دون تسجيل أي خرق على هذا الصعيد.

وذهبت مصادر في «التيار الوطني الحر» إلى أبعد من ذلك، فأكدت ان الأمور ما زالت تدور في الدائرة نفسها منذ تكليف الرئيس الحريري، أي منذ أربعة أشهر، وما زالت ضمن العناوين المعروفة، بالنسبة للعقد الثلاث: المسيحية والدرزية والسنية، والتي بقيت على حالها، وان كل اللقاءات والاجتماعات التي تعقد لا تسفر عن أي نتائج جديدة.

ومع ان هذا الكلام يحمل بعض المبالغة، على اعتبار ان حلحلة سجلت على صعيد مطالب «القوات اللبنانية» حين رضيت بأن تتنازل عن الحقيبة السيادية، أو منصب نائب رئيس الحكومة، فإن أوساط التيار ما زالت تعتبر ان «القوات» تطالب بحقوق أكثر مما تستحق، وتشدد على معيار نتائج الانتخابات النيابية، كشرط وحيد لحل كل المشاكل، علماً أن هذه النتائج اعطت «القوات» نصف عدد تكتل التيار، وأعطت «الحزب الاشتراكي» كل المقاعد الدرزية، باستثناء مقعد النائب طلال أرسلان الذي ابقاه الحزب الاشتراكي مفتوحاً له في عاليه.

لكن اللافت فيما قالته المصادر العونية لـ«اللواء» بالنسبة لتأخير تشكيل الحكومة وانعكاساته السلبية على الولاية الرئاسية للرئيس عون، هو انها «لا ترى مانعاً من ان يأخذ موضوع تشكيل الحكومة مداه»، معتبرة بأن ذلك يبقى أفضل من القبول بحكومة تملك إمكانية تعطيل مسيرة العهد، لا سيما وان هناك توقعات بأن يكون عمر الحكومة المقبلة أربع سنوات، أي ما تبقى من عمر الولاية الرئاسية، مشيرة إلى انه إذا تمّ الاتفاق على حكومة لعام واحد، فبالتأكيد سيتم تشكيلها فوراً، لكن حكومة تحكم لاربع سنوات يجب ان تكون منتجة وقادرة على القيام بالمشاريع الإصلاحية الكبيرة التي يحتاجها البلد، ولا تكون فيها قدرات تعطيلية من خلال ان يملك الحزب الاشتراكي حصرية التمثيل الدرزي والتي تطرح الموضوع الميثاقي على بساط البحث، أو ان يكون «للقوات اللبنانية» حصة وازنة، رغم انها تؤكد تكراراً دعمها للعهد، الا ان التجربة السابقة معها في حكومة تصريف الأعمال توحي بالعكس.

«القوات»: حقيبة سيادية مع حقيبة الدولة

لكن المهم في موضوع تشكيل الحكومة هو رفض «القوات اللبنانية» اسناد حقيبة دولة لها من دون حقيبة سيادية هي الدفاع، وقال وزير الاعلام ملحم رياشي لـ«اللواء»: ان لا جديد في الاتصالات لتشكيل الحكومة

وحول موقف «القوات» مما تردد عن نية الرئيس الحريري إسناد حقيبة دولة اليها؟ قال الوزير رياشي: لا وزارة دولة من دون وزارة سيادية.

واعتبر رئيس جهاز التواصل والإعلام في حزب «القوات» شارل جبور ان الكرة هي في ملعب الرئيس عون، مشيرا إلى ان «القوات» يمكنها التفكير جدياً في أربع حقائب، بينها وزارة دولة، شرط ان تكون لها حقيبة سيادية، أو وزارة الطاقة، مشددا على ان هذا الأمر هو شرط أساسي وخارج ذلك لا يُمكن للقوات فتح باب التفاوض مجدداً.

سجال «الاشتراكي» والتيار

إلى ذلك، بقيت المناخات السياسية المشدودة بين بعبدا وكليمنصو على احتدامها، نتيجة استمرار السجالات النارية بين وزراء ونواب الحزب الاشتراكي و«التيار الوطني الحر»، وكان جديده، أمس، البيان الذي أصدره الوزير حمادة رداً على مواقف التيار مما اجراه في وزارة التربية، والإجراءات الكيدية التي اتخذها في وزارة البيئة ومؤسسة كهرباء لبنان بحق موظفين دروز، فهاجم من وصفهم بمجموعة من الرخويات السياسية والتربوية التابعة لتيار العهد الفاشل، مؤكداً ان ما قام به هو إداري بحت، لا اعتداء فيه على أحد، وهو من ضمن صلاحياته، وما قاموا به (أي التيار) هو سياسي بحت دوافعه كيدية وتم فيه الاعتداء على موظفين من أكثر موظفي الدولة كفاءة ونزاهة. وشدّد على ان شتائمهم لن تغير الوضع لا في وزارة التربية ولا على الصعيد الوطني.

وفي المقابل رد وزير العدل سليم جريصاتي من جهته على النائب وائل أبو فاعور، من دون ان يسميه، واصفاً اياه «بالنائب والوزير الذي يستفيق وينام على حقد دفين».

تحرك فرنسي

وازاء هذه المراوحة السلبية في الوضع الحكومي، ذكرت معلومات ان فرنسا تدرس القيام بتحرك ما يُساعد في كسر الجمود السائد، قد يكون من خلال إيفاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون موفداً فرنسياً للقاء المسؤولين اللبنانيين من أجل حثهم على الإسراع في تشكيل الحكومة حفاظاً على المساعدات الدولية للبنان وأبرزها مساعدات مؤتمر سيدر.

الرسم المقطوع

وعلى صعيد آخر، استجاب وزير المال علي حسن خليل لطلب رئيس الهيئات الاقتصادية محمّد شقير وامينها العام نقولا الشماس اللذين زاراه أمس، بما يتعلق بالرسم المالي المقطوع المفروض على المكلفين بضريبة الدخل، فوافق على تأجيل موعد تطبيق هذا الرسم المحدد في آخر أيلول تحسساً منه بالأوضاع القائمة، وهو (أي الوزير خليل) أجرى لهذه الغاية اتصالاً هاتفياً بالرئيس الحريري، واتفقا على آلية لإقرار التأجيل واعفاء المكلفين من الرسم وارجائه إلى العام 2020.

وفي المعلومات، ان رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، زار الرئيس الحريري أمس بعيداً عن الإعلام وبعد النقاش في الموضوع، توجه كنعان إلى بعبدا حيث نقل الأجواء إلى الرئيس عون الذي وافق على تجميد العمل بالضريبة، على ان يتم لاحقاً الاتفاق على آلية لترجمة هذا التجميد.

المحكمة الدولية

وبعيداً عن الداخل السياسي، اسدلت الستارة أمس، في لاهاي على المرافعات الختامية للادعاء في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بعد تقديم كل القرائن والحجج لاعتبار المتهمين الأربعة مذنبين.

ورأى الادعاء في يومه الرابع والأخير، ان الهجوم الذي أودى بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه نفذه قيادي عسكري متطور، أي مصطفى بدر الدين، وذلك بعد تحليل ظروف الاعتداء والاستناد إلى معلومات عن حزب الله وامينه العام السيّد حسن نصر الله وجنازة بدر الدين وامكانيات الحزب وعمله في سوريا.

كما قدم الممثلون القانونيون عن المتضررين في جريمة الاغتيال مرافعاتهم، ومن المقرر ان يعرض وكلاء الدفاع مرافعاتهم الأسبوع المقبل، وبعدها تتم المذاكرة وإصدار الحكم، في غضون الأشهر الأولى من السنة المقبلة.

 

*************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

«القوات» متمسكة بأربع حقائب ولا تمانع بإجراء مبادلات

محمد بلوط

ابواب الازمة الحكومية مشرعة على كل الاحتمالات، فلا الطريق مقفلة امام محاولات التغلب على العقد المستعصية من اجل تأليف الحكومة، ولا هي معبدة للوصول الى الولادة السريعة.

ووفقاً للمعلومات امس فان حركة ناشطة تشهدها محاور بعبدا وبيت الوسط منذ عودة الرئيسين عون والحريري من ستراسبورغ ولاهاي، وان افكار يجري تبادلها عبر المستشارين والموفدين على قاعدة تعديل الصيغة التي تقدم بها الرئيس المكلف سعد الحريري لرئيس الجمهورية ميشال عون مؤخراً، والتي قوبلت بالرفض من قبل الاخير.

وقد ابلغ مصدر موثوق «ان هناك تواصلا ما يجري بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية يندرج في اطار تدوير الزوايا لحل العقد التي تواجه التأليف.

وقال ردا على سؤال ان هذه الافكار تتمحور حول تبديل بعض الحقائب على الصيغة التي عرضت سابقاً مع تثبيت توزيع الحصص كما ورد في الصيغة المذكورة.

ولم يكشف المصدر عن تفاصيل هذه الافكار المتعلقة بالتعديلات، لكن ما تسرب من معلومات يشير الى ان هناك تركيزاً على تعديل حقائب «القوات اللبنانية» التي تواجه «الفيتو» الرئيسي من قبل رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر.

وحسب المعلومات فان «القوات» كانت ابلغت الرئيس الحريري في وقت سابق اصرارها على تولي اربع حقائب من دون ان يكون من بينها وزارة الدولة، وانها لا تمانع في تبديل حقيبة بحقيبة اخرى اي على سبيل المثال استبدال حقيبة العدل بحقيبة اخرى.

ويبدو ان هذا الموقف لا يلبي مطلب الرئيس والتيار، حيث انهما يعتبران ان مطلب «القوات» ما يزال مبالغ فيه من دون الكشف عن الموقف النهائي من هذا الموضوع.

وتقول المعلومات ان هناك محاولات جادة للوصول الى صيغة مرضية تضمن للقوات اللبنانية اربع وزارات من بينها وزارة دولة مع استبدال حقيبة العدل بحقيبة اخرى بحيث تصبح حصتها: وزارة التربية، وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة الثقافة ووزارة دولة.

وتشير المعلومات الى ان «القوات» لم توافق بعد على مثل هذه الصيغة وان هناك اخذا ورداً يجري الان لمعالجة هذا الخلاف حول الحقائب.

وفي هذا الاطار اوضحت مصادر في قصر بعبدا ان هناك فعلا اخذ ورد يتناول بعض الافكار حول تأليف الحكومة انطلاقاً من الملاحظات التي ابداها فخامته على الصيغة التي طرحها عليه الرئيس المكلف.

واوضحت رداً على سؤال «بان هذه الافكار هي قيد التداول ولا يمكن الكشف عنها في الوقت الحاضر خصوصاً انها غير مكتملة.

وعما اذا كان هناك فرصة للتوافق على صيغة جديدة قبل سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك قالت المصادر «ان الحكومة يمكن ان تولد غدا اذا توافرت النوايا لتحقيق ذلك». مشيرة الى ان العملية تفترض وجود رغبة بتسوية من قبل الجميع.

وحسب المعلومات ايضاً فان الرئيس عون عدل عن رغبته بتوجيه رسالة الى المجلس النيابي حول موضوع الحكومة في الوقت الحاضر وانه ارجأ الاقدام على هذه الخطوة على ضوء الاتصالات المتجددة التي سجلت مؤخراً والتي كانت قائمة في الساعات الماضية.

وعلم ايضاً انه في حال حققت هذه الاتصالات النتائج المرجوة في الوصول الى صيغة توافقية، فان الرئيس الحريري سيصعد الى قصر بعبدا قبل سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك، مشيرا الى انه يجري التركيز على تحقيق نتائج ايجابية وملموسة في غضون الـ48 ساعة المقبلة، والا فان الامور ستبقى في دائرة الجمود والمراوحة.

وحسب المعلومات ايضاً فان عدم التوصل الى نتيجة قبل سفرة نيويورك يعني ان عملية عض الاصابع ستستمر، وان الرئيس المكلف ربما اجرى جولة جديدة من اللقاءات والمشاورات اثناء وجود الرئيس عون في الخارج لتنضج الصيغة الجديدة.

وبغض النظر عما اذا كانت الفرصة متاحة لولادة الحكومة قريباً، فان ثمة حقائق يدركها المسؤولون في شأن عملية التأليف ابرزها:

– ان التصعيد السياسي بين بعض الاطراف الذي يرافق هذه العملية يخلق اجواء متشنجة في البلاد، لكنه لا يشكل حتى الان عقبة حقيقية في وجه التأليف اذا ما اتفق الرئيسان عون والحريري على تعديل الصيغة الاخيرة.

 

– سقوط ادخال موضوع المحكمة الخاصة بقضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري في صلب التجاذب حول الحكومة، حيث يقول مصدر سياسي بارز ان هذه المسألة نقطة ضعف او نقطة قوة لطرف على اخر، مشيرا الى ان تصريحات الرئيس الحريري في لاهاي اتسمت بالاعتدال والبعد عن التحدي والاستفزاز.

 

– ان ما يجري من خلال بعض المواقف التي تثير الاجواء الطائفية والمذهبية لا يخدم طرفا دون طرف، بل يشكل سلاحاً ينعكس سلبا على الجميع.

 

في هذا الوقت شككت مصادر سياسية مطلعة بجدوى حركة تبادل الافكار التي تسجل على خط بعبدا -بيت الوسط، وقالت ان اسباب المراوحة ما زالت قائمة الان على الصعيد الداخلي والخلاف على الحقائب ام على صعيد الاجواء الخارجية غير المشجعة.

 

وقالت المصادر ان المشهد لم يتبدل حتى الان، وهناك صعوبة في خرق جدار الازمة حتى الان. واشارت في هذا المجال الى ما قاله الرئيس بري امام النواب في لقاء الاربعاء بان الامور ما زالت الى حالها، ملمحاً الى ان مفتاح المعالجة يكمن في حل العقدة المتعلقة بالخلاف على الحقائب المسيحية، ومجددا القول انه سيسعى جاهداً بعد حل هذه العقدة الى معالجة العقدة الدرزية، وانه ما زال عند موقفه في هذا الشأن.

 

ولفتت المصادر الى ما ورد في التصريح المقتضب للرئيس بري بتهنئته منتخب كرة السلة بالفوز على منتخب الصين وقوله: «حبذا لو نقارب ازمتنا السياسية الراهنة التي تكاد تدخل مرحلة الاستعصاء بنفس الروحية والجهد الرياضيين عندها سنضيف انجازا للبنانيين وهو انجاز بات مطلبا ملحا لكل اللبنانيين ومن الجريمة بمكان الاخفاق في انجازه.

 

وقالت المصادر صحيح ان الرئيس بري لم يجزم بدخول الازمة الحكومية في مرحلة الاستعصاء، لكن كلامه يشكل تحذيراً جديداً من الدخول في مثل هذه المرحلة، مشيرة الى انه لم يتخل عن رغبته في المساعدة على دفع الامور الى الامام.

وكشفت المصادر عن ان هناك تواصلا مستمراً مع الرئيس بري من بعبدا وبيت الوسط يواكب التحرك القائم في الوقت الراهن.

على صعيد اخر، علم من مصادر نيابية مطلعة ان دوائر المجلس بدأت باعداد جدول اعمال الجلسة التشريعية التي ينوي الرئيس بري الدعوة لها في غضون الشهر الجاري وان من بين هذا الجدول خمسة قوانين تتعلق بمقررات مؤتمر (سيدر1) الذي انعقد في باريس ومنها على سبيل المثال قانون يتعلق بمكافحة الفساد.

 

وقالت المصادر ان الجلسة متوقع عقدها بعد عاشوراء، وان هناك اجواء توافق رئاسي على عقدها نظرا لاهمية قيام المجلس بدوره التشريعي بغض النظر عن الازمة الحكومية.

 

واوضحت المصادر ردا على سؤال بان الطريق الى هذه الجلسة سالكة دستوريا وسياسيا، وان كل شيء يجري في اطار عقدها قبل نهاية الشهر الجاري.

*************************************

افتتاحية صحيفة الأنوار

 

الادعاء في المحكمة الدولية يختتم مرافعاته بالاشارة الى علاقات المتهمين الحزبية

اسدلت امس الستارة في لاهاي عن المرافعات الختامية للادعاء في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعد تقديم كل القرائن والحجج لاعتبار المتهمين الاربعة مذنبين، ورأى الادعاء ان الهجوم الذي نفذه قيادي عسكري متطور، وذلك بعد تحليل ظروف الاعتداء والاستناد الى معلومات عن حزب الله وجنازة بدر الدين وامكانات الحزب وعمله في سوريا.

كما قدم الممثلون القانونيون عن المتضررين في جريمة الاغتيال مرافعاتهم، واعلن رئيس المحكمة ان المحكمة ستبدأ يوم الاثنين المقبل بالاستماع الى مداخلات الدفاع.

وكان الادعاء واصل مرافعاته الختامية، وحضرها امس المتضررون من عملية اغتيال الحريري: جوزيف عون، ليليان خلوف، سحر كلاوي، وسام ناجي وسناء الشيخ. ورد الادعاء على اسئلة القضاة.

ورأى الادعاء ان الهجوم نفذ بفضل قيادي عسكري متطور، اي مصطفى بدر الدين، وذلك بعد تحليل ظروف الاعتداء والاستناد الى معلومات عن حزب الله وامينه العام السيد حسن نصر الله وجنازة بدر الدين وامكانيات الحزب وعمله في سوريا، وفي الخطابات العلنية، والخبرة العسكرية لثلاثين عاما.

 

ولفت الادعاء الى افادة وسام الحسن عن الشبكة الخضراء التي تضم 3 هواتف خليوية لحزب الله. كما لفت الى بينات اعطاها السيد نصر الله الى قوى الامن الداخلي، وافاداته الى لجنة التحقيق، وتحليل هواتف لعناصر من الموساد.

وقال: كانت هناك ثلاثة ارقام، رقمان لعياش وبدر الدين ورقم لعنصر زعم انه من الموساد كانت تتنقل معا في الفترة الزمنية من 9 الى 21 كانون الثاني 2005. موضحا ان الرقم المزعوم للموساد كان يقيم في زوق مكايل.

وردا على سؤال عن الرحلة المزعومة الى عنجر في 18 كانون الثاني، قال الادعاء ان الرحلة كانت غير مألوفة حيث مقر المخابرات السورية في لبنان لرستم غزالة، وذكر ان الهاتف عمل في الساعات الاولى من الصباح، ولا نزعم انه التقى غزالة، ولكنه كان جزءا من التحضير للعملية السرية.

وعن شريط اعتراف احمد ابو عدس، اشار الادعاء الى ان الهواتف التي بحوزة المتهمين، اكدت التنسيق الملفت بين بدر الدين وعياش ومرعي، وان عنيسي استعمل الخلايا في منطقة الجامعة العربية، ومرعي كان المنسق المسؤول عن اعلان شريط التسجيل وتسجيله وتسليمه. واوضح ان الاتصال بمنزل ابو عدس كان من منطقة الجامعة العربية من هاتف عمومي حيث يمكن تحديد موقعه ولاعطاء الانطباع ان ابو عدس متطرف. واكد ان ابو عدس استدرج وفهم الخطة وبدا خائفا في التسجيل. ولفت الى انعدام نشاط الهواتف ما بين 48 الى 72 ساعة في 16 كانون الثاني 2005 للمشاركة في اعداد الشريط. وهذا يتزامن مع فترة الاختطاف. وأفاد انه في 20 كانون الثاني كان هناك اتصالان عند السادسة صباحا في وقت غير اعتيادي وهو مؤشر بان حدثا مهما حصل.

وأعلن ان وحدة الاغتيال بدأت بتتبع الحريري نهاية كانون الاول 2004، مشيرا الى ان شراء شبكات الهواتف وتكوين مجموعة من 15 هاتفا ليست صدفة مع نشاط مكثف لمجموعتين، عملتا حتى 29 كانون الاول بتنسيق تام ومتواز. الشبكة الخضراء للاشراف على المؤامرة والتنسيق والاعداد للاعتداء وتحضير الشاحنة، والحمراء تركت آثارا مضللة في كل مرحلة.

مراوحة حكومية

في اليوميات المحلية التي ترتفع فيها أكثر يوما بعد يوم صرخاتُ أطراف الانتاج، لا مؤشرات تدل الى قرب الخروج من نفق التأليف. وفي وقت يحكى عن اتصالات يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري بعيدا من الاضواء مع أكثر من طرف محلي، تركّز على البحث في التعديلات التي يمكن إدخالها الى المسودة التي سلّمها منذ اسابيع الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وذلك قبل لقاء محتمل بين الرجلين يسبق سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك، لا يمكن حتى الساعة التكهّن في ما اذا كانت هذه المساعي ستثمر وستفتح ثغرة في الجدار الحكومي، أم لا، خاصة وأن أي تبدل في مواقف القوى السياسية لم يسجل في الآونة الاخيرة.

وفي ظل الاجواء التصعيدية بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي، وخشية كثيرين من ان تؤثر على مصالحة الجبل، يزور البطريرك الراعي اليوم الشوف في زيارة ستستمر حتى غد الاحد يجول خلالها في قراه ويلتقي فاعلياته.

*************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

فرنسا تدخل على خط الوساطة الحكومية وتحذر

تتخبّط الجمهورية بأزمات من شتى الانواع، منها السياسي والاقتصادي والمعيشي والبيئي، وتحلّ ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل في 14 أيلول 1982، فيتحسّر اللبنانيون على الوضع الذي باتوا فيه بعد 36 عاما على اغتياله وعلى ما حلّ بالدولة – الحلم التي وعدهم بها، الا ان المناسبة تذكّرهم أيضا بأن قيامة لبنان من تحت الرماد ممكنة، وهي لا تتطلب الكثير، وقد فعلها بشير خلال واحد وعشرين يوما، لا أكثر..

في النفق

في اليوميات المحلية التي ترتفع فيها أكثر يوما بعد يوم صرخاتُ أطراف الانتاج، لا مؤشرات تدل الى قرب الخروج من نفق التأليف.  وفي وقت يحكى عن اتصالات يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري بعيدا من الاضواء مع غير طرف محلي، تركّز على البحث في التعديلات التي يمكن إدخالها الى المسودة التي سلّمها منذ اسابيع الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وذلك قبل لقاء محتمل بين الرجلين يسبق سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك، لا يمكن حتى الساعة التكهّن في ما اذا كانت هذه المساعي ستثمر وستفتح ثغرة في الجدار الحكومي، أم لا، خاصة وأن أي تبدل في مواقف القوى السياسية لم يسجل في الآونة الاخيرة.

فرنسا على خط المساعي؟!

ويبدو ان فرنسا تدرس القيام بتحرّك ما يساعد في كسر الجمود السائد. وفي حين ترجّح مصادر مطّلعة إيفاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أحد مندوبيه الى بيروت، فيلتقي المسؤولين اللبنانيين ويحثّهم على الاسراع في تشكيل حكومة تعتمد النأي بالنفس حفاظا على المساعدات الدولية للبنان وأبرزها مساعدات مؤتمر سيدر، استقبل الرئيس الحريري ظهر امس في «بيت الوسط» السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه وبحث معه المستجدات والعلاقات الثنائية. وعلم لاحقا أن فرنسا حذرت من أن «سيدر 1» تنتهي مفاعيله في حال لم تحل الأزمة الحكومية في أسرع وقت.

بين السياسة والرياضة

واغتنم رئيس مجلس النواب نبيه بري تهنئته المنتخب اللبناني بفوزه على المنتخب الصيني في اطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة السلة، لتوجيه رسالة سياسية، فقال: هي روحية العمل كفريق واحد والجهد الجماعي دائما تثمر انجازات، مبروك للبنان هذا الانجاز.. وحبذا لو نقارب أزمتنا السياسية الراهنة التي تكاد تدخل مرحلة الاستعصاء بنفس الروحية والجهد الرياضيين، حتما عندها سنضيف انجازا للبنانيين وهو انجاز بات مطلبا ملحا لكل اللبنانيين، ومن الجريمة بمكان الاخفاق في انجازه.

تحديات أساسية

من جانبه، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الديمان، المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في لبنان منسق الشؤون الإنسانية فيليب لازاريني، وكانت جولة أفق، تم خلالها «عرض الحاجة الملحة اليوم لتشكيل الحكومة الجديدة لمواجهة التحديات الأساسية وخاصة الإقتصادية والإجتماعية».كما تم البحث في دور الأمم المتحدة في دعم عودة النازحين السوريين والحفاظ على حقوقهم.

*************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

بوادر تصعيد من «حزب الله» ضد «الوطني الحر» من بوابة أزمة الكهرباء

نائب يراها «رسالة مطلبية» وآخر يتحدث عن «رائحة صفقات»

حملت رسالة كتلة «حزب الله» النيابية حول ملف انقطاع الكهرباء في مناطق القوة الناخبة للثنائي الشيعي، بوادر تصعيد بوجه وزارة الطاقة من بوابة أزمة الكهرباء، إذ حذرت الكتلة من أن «التقنين غير المتوازن يهدد بانفجار بعض الأوضاع الشعبية»، وهي رسالة يراها أحد أعضاء الكتلة والمقرب من الحزب بأنها «مطلبية وغير سياسية»، رغم أنها بدت موجهة لوزير الطاقة الذي ينتمي إلى كتلة حليفه «التيار الوطني الحر».

وإثر تفاقم أزمة الكهرباء، بات العجز عن التوصل إلى حلول فيه محط انتقاد من القوى السياسية لـ«التيار الوطني الحر»، بدءاً من حزب «القوات اللبنانية» و«حركة أمل» و«تيار المردة»، قبل أن ينضم إليها «حزب الله» مؤخراً تلميحاً، حين تحدث النائب أنور جمعة عن «روائح تفوح من صفقات في هذا المجال».

ويتزامن ذلك مع ضغوط شعبية على الأحزاب والقوى السياسية، إذ لم تسفر الوعود عن حل في أزمة انقطاع الكهرباء منذ شهر يوليو (تموز) الماضي. وإلى جانب أزمة العجز عن توليد حاجة لبنان من الطاقة، برزت مؤخراً أزمة نقلها عبر شبكات غير مؤهلة لنقل كميات كبيرة من التيار الكهربائي تكفي الحاجة المتزايدة إلى التيار.

وقالت كتلة «الوفاء للمقاومة» بعد اجتماعها الأسبوعي أول من أمس، إنها «تجد نفسها مضطرة لإعادة تذكير وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان بأن التقنين غير المتوازن بين المناطق اللبنانية يهدد بانفجار بعض الأوضاع الشعبية التي لا تستطيع تحمل أعباء كلفة إضافية ولا تستطيع الاستغناء عن حقها في تأمين الكهرباء لمنازلها ولمصالحها». وقالت إن «مناطق صور والنبطية وبنت وبعلبك الهرمل والضاحية تطلق مجدداً صرختها كي تبادر الوزارة والمؤسسة لتلافي المحذور، وترجمة الوعود السابقة التي التزمتا بها».

ورغم تصعيد اللهجة في وجه وزارة الطاقة، للمرة الأولى منذ تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء، يضع عضو في الكتلة الدعوة في إطار «المطالبة بالحقوق». وقال النائب الوليد سكرية المقرب من الحزب إن الموضوع «ليس تصعيدا ولا تحذيراً»، بل «مطالبة بالحقوق»، مشدداً على أن الانتقاد «لا ينطلق من خلفية سياسية، بل من خلفية مطلبية بأن هذه المناطق محرومة من الكهرباء، ويجب تصحيح الوضع القائم». وأكد سكرية أن «أزمة الكهرباء كلها، ومن بينها في هذه المناطق، ناتجة عن خلل في معالجة أزمة الكهرباء في كل لبنان»، لافتاً إلى أن «تقصير الوزارة وعجزها يعود إلى غياب سياسة متكاملة تبدأ من إنتاج الطاقة الكهربائية، وتصل إلى تمديد الشبكات الكافية لإيصال الطاقة إلى كل المناطق اللبنانية».

واللافت أن الانتقاد تزامن مع مطالب «التيار الوطني الحر» بأن تكون حقيبة الطاقة من حصته الوزارية، كما هو الحال في حكومة تصريف الأعمال الحالية التي يتسلمها الوزير سيزار أبي خليل، من «الوطني الحر». وجاء بعد أيام قليلة على انتقاد وجهه أحد أعضاء كتلة «لبنان القوي» النائب نعمت أفرام لوزارة الطاقة، في ضوء انقطاع الكهرباء عن منطقة كسروان، أحد معاقل «التيار الوطني الحر» في جبل لبنان.

لكن سكرية، لا يرى الانتقاد سياسيا، مشيراً إلى أن «مشكلة الكهرباء هي مشكلة الدولة اللبنانية منذ سنوات طويلة، وتضاعف الدين العام 30 مليار دولار بسبب الكهرباء، من غير أن تحل الأزمة، وتقر المشروعات وتفشل في حل الأزمة». ويرى أن الأزمة «تعود إلى المناكفات السياسية بين القوى التي تنعكس على عمل جميع الوزارات وتدفعها للتعثر»، لافتاً إلى أن مشكلة وزارة الطاقة «هي إحدى المشكلات الناتجة عن الخلل السياسي».

وحددت الكتلة النيابية في انتقادها مناطق معينة تمثل القوى الناخبة للحزب في البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب. وإذا كان سكرية لم يحدد المسؤوليات، ولم يصوب على وزير الطاقة بطريقة مباشرة، فإن نائباً آخر في الكتلة، بدا أكثر حزماً، إذ قال النائب أنور جمعة لـ«المركزية» إن «التقنين القاسي غير مُبرر، ولو كان معمماً لتفهّمنا الأمر، لكن أن يكون استنسابياً ويطال مناطق معيّنة ويستهتر بأبنائها، لأنه لا أحد يُطالب باسمهم، أمر مرفوض كلّياً من قبلنا كحزب». ولوح بأنه «إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإننا كحزب لن نسكت».

وأشار جمعة إلى «أننا لن نصل إلى حدّ اتّهام وزارة الطاقة بالتقصير في هذا المجال، لكن يجب الخروج من دائرة (التبريرات) التي لم تأتِ حتى الآن بالحلول»، مضيفاً: «لا دخان من دون نار، وهناك روائح تفوح من صفقات في هذا المجال. نحن ضد الصفقات وندعو إلى تحرّك المعنيين من أجل الاستشعار بالمسؤولية. نريد أكل العِنب لا قتل الناطور. نحن نتعامل مع هذا الموضوع بالطريقة نفسها مع قضايا وملفات أخرى».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!