بعودة الرئيس ميشال عون من ستراسبورغ، وعودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من لاهاي، عادت الحياة الى قصر بعبدا وبيت الوسط، وعاد هم تشكيل الحكومة يرافق اللبنانيين في ايامهم، بسبب الاخبار المقلقة التي تتصدر نشرات وسائل الاعلام على مختلف انواعها، مع فجر كل يوم، ولا يجد المواطن اللبناني خبراً واحداً ايجابياً يطمئنه الى غده.
على صعيد تشكيل الحكومة، وبالرغم من كلام سعد الحريري عن «حلحلة» ما يمكن ان تسهل التشكيل، تقول مصادر في حزب القوات اللبنانية، ان رئيس التيار الوطني الحر، رفض ان تكون وزارة العدل من حصة القوات، ورفض حصرية التمثيل الدرزي بوزراء الحزب التقدمي الاشتراكي، كما رفض حصرية التمثيل السني بوزراء تيار المستقبل، وحيث ان حزب القوات قدم كل ما عنده من تسهيلات، ولان الرئيس الحريري لن يشكل حكومة لا يشارك فيها حزبا القوات والاشتراكي، على ما صرح النائب المستقبلي عاصم عراجي، فان الحكومة لن تشكل قبل حل هذه العقد، وعقدة اخرى يتم التداول بها، وهي ان حكومة لبنان ستشكل مع تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
في هذه الاثناء لم تبرد ساحة المنازلة بين التيار الوطني الحر من جهة، وبين حزبي القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي من جهة ثانية، والسجالات الحامية ضيف دائم على وسائل الاعلام، وضيف اكثر حماوة على وسائل التواصل الاجتماعي، بين محازبي التيار ومناصريه، وبين محازبي القوات والاشتراكي ومناصريهما يشد إزرهم احياناً محازبو ومناصرو تيار المستقبل، «الغاضبون» لعرقلة الحريري في تشكيل حكومته.
في وسط هذه الاجواء السوداء، المتلازمة مع الاوضاع الداخلية السيئة منذ فترة طويلة، تستوقف اللبنانيين تغريدة لوزير الاستخبارات والمواصلات الاسرائيلي يسرائيل كاتس، على موقع «تويتر» يكشف فيها ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب طرح خطة لحل القضية الفلسطينية تقضي بتوطين الفلسطينيين في اماكن وجودهم في سوريا ولبنان والاردن والعراق، وانهى تغريدته بالقول: «من الجيد ان تختفي قضية اللاجئين الفلسطينيين من العالم». وهكذا ينهي ترامب مؤامرته الدنيئة، بعد اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل، واعلان ان اسرائيل دولة لليهود، ووقف اموال منظمة الاونروا.
تشكيل الحكومة باسرع ما يمكن، واتخاذ قرارات واضحة وصريحة بهذا الشأن وبالعلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية، واجب وطني، يدان كل فريق يعرقل الوصول الىها سريعاً.