رأى النائب محمد نصرالله، خلال رعايته حفل تخريج للطلاب الناجحين في بلدة قليا، ان “لبنان يعاني من أزمة العجز في تشكيل الحكومة بسبب عدم التعاون الايجابي من قبل الأفرقاء كافة”، داعيا السياسيين الى التحرر من قيد العلاقات الخارجية، وان يكون المرجع لتشكيل الحكومة مصلحة الوطن والمواطن”.
وقال: “اننا نحتفل واياكم بكوكبة من الامل والغد الافضل، من خلال امتلاك أبنائنا سلاح العلم والمعرفة لمواجهة التحديات، هذا السلاح الذي نادى به أنبياء وأئمة أهل البيت، القادة والحكماء، وكما قال الامام القائد السيد موسى الصدر، إن من يتأخر في طريق العلم لا يحق له أن يعيش في هذا العالم”، مهنئا “الطلاب الناجحين باسم الوطن الذي ينشد هذه الكوكبة من الأبناء والاجيال لانقاذه مما هو فيه”، متمنيا لهم غد مشرق في المراحل المقبلة. ونوه “بنجاح حركة “أمل” في تطوير حضورها كقوة وطنية حقيقية في الحياة السياسية من أجل انتشال الوطن مما هو فيه”.
واعتبر النائب نصر الله، “ان لبنان قدم له في العام 1943 استقلال نظامه السياسي مفخخ بالطائفية والمذهبية، وهذه الأفخاخ تفجرت في وجه اللبنانيين فميزت بينهم الأفراد والجماعات والطوائف والمذاهب والمناطق، وجعلتهم في حال صراعات غير طبيعيية كان من شأنها أن تسيء الى البلد والمواطن”.
واشار الى “ان قلة من الرجال والأحزاب والفئات لم يرغبوا بهذا الواقع، وكان من بينهم وفي مقدمتهم رجل ثورة اسمه الإمام موسى الصدر، رفض هذا الواقع ودعا الى العيش الواحد والى وحدة الوطن وأن يكون لبنان وطنا نهائيا لكل أبنائه”. وقال: “الكثيرون لم يسيروا معه، لكنه مضى وكان الطريق صعبا وشاقا ومرا.. كان يحلم بالدخول الى الحياة السياسية بنائب واحد، وتطورت حركة الاعتراض على المساوئ الوطنية، فطور نهجه حتى أصبح اليوم في البرلمان 30 نائبا (كتلة “أمل” و”حزب الله”).
وشدد على التعاون بين المؤسسات الحزبية الفاعلة من أجل تصحيح السلوك الوطني العام بدءا من تشكيل الحكومة. وقال: “الحقيقة المرة، هي اننا نشعر بأن هناك أفرادا وجماعات وأحزاب وقوى ليست جدية في معالجة أزمات الوطن”، مؤكدا “ان الحل هو في أن يجتمع أكبر قدر من ممثلي القوى الوطنية الحقيقية ويعززوا قواهم تعزيزا ايجابيا وصحيحا من أجل رص الصفوف في مواجهة من لا يريد أن يأخذ الوطن الى بر الأمان. فكلما تماسكت قواعدنا في القرى والبلدات والمناطق والمدن كلما ازداد تمثيلنا لدى الشعب وازداد الرهان علينا كقوى وطنية فاعلة، ويكون ذلك مقدمة لتغيير مواقع القوة في الوطن لمصلحة المواطن ولمصلحة تغيير الأمور التي نعاني منها في هذا الوطن”.
ورأى “ان الحياة الاجتماعية السليمة في القرية هي جزء من العمل السياسي”، مشددا على التماسك بين ابنائها. وقال: “نربأ بأنفسنا أن يكون هناك جائع في قرانا، في وقت يكون هناك من يستطيع أن يمد يد العون، انطلاقا من قول الرسول “ليس منا من بات في جوع”. والجوع هنا ليس جوع معدة فحسب انما جوع الحاجة الى اي سبب من الاسباب الحقيقية للحياة الطبيعية. نحن مدعوون الى ان نعمل ما بوسعنا من اجل بناء مجتمعات متماسكة بثقافتها، منتمية الى خط المقاومة والممانعة في الداخل والخارج، مقاومة العدو الاسرائيلي في الخارج الذي لا يزال يطمع في ارضنا ويعد العدة من اجل تحقيق حلمه بانشاء اسرائيل الكبرى. وفي الداخل، المقاومة المدنية من اجل بناء دولة عادلة في اطار السعي من اجل حماية المواطن من الفساد وانعكاساته الاجتماعية والاقتصادية. يجب ان نبقى متماسكين كابناء بلدة وبلدات ومناطق متقاربة”.
وختم مؤكدا ان المشروع الذي اطلقه الامام الصدر هو “المؤشر للخلاص من الازمات التي يعانيها البلد، لانه لم يكن مشروعا طائفيا، فهو مشروع انساني وطني لبناني، وكلما تابعنا وقدمنا صورة حسنة عن هذا المشروع التحق معنا آخرون وكبر الانتماء والجسم المقاوم وبالتالي استلمنا زمام الامور، ونتمكن بذلك ان نصل ونوصل المواطن الى الحد الادنى من الكفاف الاجتماعي الذي يجعله يعيش الحياة بكرامة في هذا الوطن الذي يعاني الكثير في هذه الايام”.