كما كان متوقعًا، خطاب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بعد القداس الذي اقيم في معراب على نية شهداء “المقاومة اللبنانية”، حمل اكثر من موقف واكثر من رسالة وجاء في لحظة ترطيب الاجواء واعادة ترتيب الاوراق المتعلقة بالوضع الحكومي.
الرسائل
من جهته توقف مصدر قيادي شارك في الاحتفال عند عدد من الرسائل التي وجهها جعجع، قائلًا: “المسعى لتحجيم القوات في الحكومة وبالتالي نسف نتائج الانتخابات دفع رئيس “القوات” الى التمسك اكثر فاكثر بقطع دابر اية اشارة حول احتمال الخروج من الحكومة، وبالتالي الانتقال الى صفوف المعارضة، بحيث يعتبر جعجع انه كان المساهم الاساسي لوصول الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة، ولا يجوز الا ان يكون شريكًا فعليًا في العهد.
واضاف المصدر: “من الواضح ان “القوات” ذاهبة باتجاه ان تتمثل بالحكومة بحجم الاصوات التي نالتها وجعجع اكد تمسكه بالـ150 الف صوت مسيحي التي حصلت عليها “القوات” في الانتخابات الاخيرة، ويعتبرها امانة بين يديه.
المصالحات
وماذا عن المصالحات، اوضح المصدر ما قاله جعجع بالامس هو اشارة للانتقال الى مصالحات اخرى، بعدما انجزت المصالحة مع “التيار الوطني الحر” وان كانت تحتاج الى صيانة دائمة.
واضاف المصدر من المبكر الكلام عن تفاصيل هذه المصالحات، ولكن من الواضح ان الرسالة التي وجهها الى “حزب الله” تحمل في طياتها معالم وبذور واشارات حول وجود شيء ما سيتبلور من خلال تشكيل الحكومة، على هذا المستوى.
احاطة لجعجع
وفي موازاة ذلك، توقف المصدر منوهًا، وقال: “لكن كانت لافتة مشاركة كل من الرئيس ميشال سليمان الذي يحضر للمرة الاولى شخصيًا بعدما كان يوفد من يمثله، الامر الذي ينطبق ايضًا على حضور وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق، مع العلم ان العلاقة بينه وبين معراب شابها في الفترة الأخيرة بعض الشوائب حول اكثر من ملف.
واضاف المصدر: “حضور سليمان هو مؤشر الى تموضع سياسي واضح من قبل الرئيس السابق، خاصة بعد وصول شقيق صهره النائب زياد الحواط الى الندوة البرلمانية ضمن كتلة “القوات”، اما مشاركة المشنوق فتأتي بعد ما لمسه خلال زيارته الاخيرة الى المملكة العربية السعودية ، وكانت مواقف المشنوق المدافعة عن جعجع في الفترة الاخيرة تصب في هذا الاتجاه”.
وانطلاقًا من هذه الصورة، كشف المصدر ان جبهة ما بدأ التحضير لها تضم عددا كبيرًا من الشخصيات لتكون الى جانب جعجع في المرحلة القادمة.
وختم: “جزء من هذه الاحاطة يتعلق بملف رئاسة الجمهورية”.