عليقًا على آخر مستجدات الملف الحكومي، وإمكانية استمرار التواصل حول هذا الملف، رغم الأسفار الرئاسية الى الخارج، لفت رئيس جهاز “الإعلام والتواصل” في حزب “القوات اللبنانية” شارل جبور الى أن مسألة الحكومة لا تُعالج فقط من خلال التواصل عبر الإتصالات الهاتفية فقط، معتبرًا أن المسألة تحتاج الوصول الى قناعة بأن الأمور يجب أن تُعالج في العمق، فيما القناعة حول ذلك غير متوفرة حاليًا.
وقال في حديث الى وكالة “أخبار اليوم”: “اذا توفرت القناعة، عندها يُمكن حلحلة جميع الأمور بواسطة اتّصال هاتفي واحد، ولكن طالما أن هناك طرفًا لا يزال ينظر الى الأمور من المنظار نفسه الذي هو تحجيم “القوات” و”الاشتراكي”، فمن الصعوبة الوصول الى تشكيلة حكومية”.
وتابع: “المسألة لا تكمن بوسائل التواصل أو كيفيته، بينما الجوهر المطروح هو أننا لا نزال في المربع الأول للتشكيل الذي هو محاولة تحجيم “القوات” و”الاشتراكي”، وطالما أننا لا نزال في هذا المربع، فهذا يعني أننا لا نزال نراوح مكاننا، وهو ما يُظهر أن الحلول لا تزال بعيدة”.
واضاف جبور: “إن سفر رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف يُعطي حجّة لغياب القدرة على تشكيل الحكومة، وأن هذا الموضوع لن يكون مطروحًا في ظلّ غيابهما. ولكن رغم ذلك، يمكن حلحلة العُقد بين سفرة وأخرى إذا توفّرت الإرادة لذلك. ولكن تلك الإرادة غير موجودة للأسف، في ظلّ السقوف المطروحة الى الآن، وهو ما يُشير الى أن الأمور ستُراوح مكانها في ظلّ سفر الرئيس وفي ظلّ وجوده في لبنان أيضًا”.
الى ما بعد الخريف؟
وردًا على سؤال حول إمكانية القول إن الملف الحكومي قد يُرحَّل إنجازه الى ما بعد الخريف القادن، قال جبور:”من الصعوبة أن يتمّ وضع سقف زمني لهذا الموضوع لأنه غير مُرتبط بسقف زمني. تعثُّر تشكيل الحكومة لا يرتبط بأي تطوّر إقليمي بل بطرف يضع سقفًا معينًا يريد بلوغه وهو تحجيم “القوات” و”الإشتراكي”. وطالما أن هذا السقف موجود، فلا حكومة. وبالتالي، فإن الحلول لا ترتبط لا بانتخابات نصفية أميركية ولا حتى بمعركة سورية، بل بوضع داخلي واضح المعالم . وفي ظلّ هذا الوضع من الصعب الوصول الى حكومة”.
وتابع:”في اللّحظة الأولى التي يُعطي فيها الوزير جبران باسيل إشارة على تراجعه عن محاولة تحجيم “القوات” و”الإشتراكي” والوصول الى تسوية موضوعية معهما، تُحلّ المسالة حالًا”.
الحضور العوني
وعن حجم الحضور “العوني” لقداس شهداء “المقاومة اللبنانية” في معراب أمس الأحد، أشار جبور الى “أننا لا نحمّل موضوع الحضور العوني في قداس معراب أمس أكثر من قُدرته على الإحتمال، وبعيدًا من أي تأويلات، بمعنى أن متّسعًا من الوقت لا يزال أمامنا منذ الآن والى انتخابات 2022، ولذلك فإن لا إشارات من أي طرف اعتبارًا من هذه اللحظة”.
وتابع جبور:”نحن نقدّر هذه المشاركة، وكنّا نحرص على أن تحصل أوسع مشاركة وطنية ممكنة في قداس الشهداء امس، انطلاقًا من أهمية المناسبة”.
وأضاف جبور:”التباين بين “التيار” و”القوات” هو تحت سقف التفاهم الكبير المزدوج سواء كان “تفاهم معراب” او “المصالحة التاريخية” او “التسوية الرئاسية”، أما المشكلة فهي تكمن بمحاولات باسيل تحجيم “القوات”، بالإضافة الى القراءة المتباينة بين الطرفين للامور المتصلة بالشأن العام وكيفية ادارة الشأن العام بالمواضيع المتعلقة بملف الكهرباء وغيره. اما الامور المتعلقة بدعم العهد والتسوية الرئاسية واستمرارها والعناوين الوطنية الكبرى فلا مشكلة أبدًا حولها. ولذلك، فإن المشاركة في قداس أمس أتت انطلاقًا من حرص “القوات” على توجيه الدعوة، وانطلاقًا من حرص مقابل أيضًا على تلبيتها للقول إن كلّ ما حصل لا يفسد في الودّ قضية”.
وختم: “رغم التباين الموجود، فاننا نحرص على الحفاظ على سقف العلاقة بيننا، ولن نجعل الأمور تذهب الى جفاء او قطيعة كما كانت في مراحل سابقة، ويبقى المطلوب هو أن يقول كل طرف رأيه كما هو، وينطلق النقاش على هذا الأساس، طبعًا لدينا تحفظات كثيرة وانتقادات كثيرة، ولكن ولم نقُل يومًا إن هذه الانتقادات ستدفعنا الى التراجع عن دعمنا للعهد وللتفاهم والمصالحة”.