رندى بري: آن الآوان بأن يكون للبنانيين حكومة مسؤولة عنهم

رندى بري: آن الآوان بأن يكون للبنانيين حكومة مسؤولة عنهم
رندى بري: آن الآوان بأن يكون للبنانيين حكومة مسؤولة عنهم

رعت عقيلة رئيس مجلس النواب رئيسة ملتقى الفينيق للشباب العربي السيدة رندى عاصي بري الاحتفال التربوي الحاشد الذي نظمته بلدية دير الزهراني في باحة ثانوية شهداء دير الزهراني، تكريما للناجحين في الشهادات الرسمية، في حضور المسؤول التربوي لحركة “أمل” في اقليم الجنوب الدكتور محمد توبة، ليندا وهبي ممثلة عن المنطقة التربوية في محافظة النبطية، رئيسة مدرسة الراهبات النبطية كاميليا قزي، وحشد من الفعاليات التربوية والبلدية والاختيارية والروحية والطلاب المكرمين وذويهم.

والقت السيدة بري كلمة قالت فيها: “في كل مرة أسلك الطريق صعودا باتجاه النبطية تشدني دير الزهراني إلى تاريخ الرابع من آب عام 1994، إلى ذلك المساء الدامي الذي أغارت فيه الطائرات الاسرائيلية على منزل السيد محمد طرابلسي ” أبو قاسم ” على دفعتين لينجلي بعدها غبار تلك الغارات عن مجزرة مروعة، ذهب ضحيتها ثمانية شهداء وعشرات الجرحى جلهم من الأطفال والنساء، ولا تبارحني صورة الرضيع في تلك المجزرة علي زواوي إبن الخمسة أشهر، وصور الأطفال والنساء وهم تحت ركام المنازل المدمرة في أحد الأحياء القريبة من هذا الصرح، ما زلت أذكر حسين روماني 4 أعوام، محمد برجاوي 5 أعوام، محمد زواوي 12 عاما، هيام طرابلسي 25 عاما، نجاح طرابلسي 35 عاما، غالب زواوي 40 عاما وزوجة سمير بدران.

واضافت: “لهؤلاء الشهداء ولكل شهداء هذه البلدة الكريمة وكل بلدات الجنوب الذين شكلوا الطليعة المتفوقة والمتميزة في إمتحان التضحية والبذل والعطاء من أجل الأرض والانسان ومن أجل لبنان، فكانت شهادتهم كلمة السر لكل ما نملك من عناوين العزة والكرامة والرفعة والتقدم. لهم ولهذا الصرح التربوي الذي يحمل أسماءهم ولإدارته وأفراد أسرته التعليمية، ولكل المؤسسات التربوية التي ينتسب إليها طلابنا المكرمون، للأهل في دير الزهراني فردا فردا، للمجلس البلدي والاختياري، لمنظمي هذا الحفل الانساني المميز، للطلاب الذين يشمخون بنجاحهم وتفوقهم، لذوي الطلاب والأساتذة، لكم مني ومن دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري تهنئته وتمنياته لكم مزيدا من النجاح ودوام التوفيق والتألق”.

وتابعت بري: “لا أخفي عليكم انني كلما أقف في مقام تخريج أو تكريم طلاب ناجحين في أي مرحلة من مراحل التعليم، كنت وما أزال تستوقفني فقرة من القسم التاريخي الذي أطلقه الامام السيد موسى الصدر في مدينة صور في العام 1975 وهي: نقسم بقلق الطلاب والمثقفين وبذعر الأطفال عند الحدود وبالأفكار المهملة، هذه الفقرة من القسم الذي تحول إلى ميثاق تاريخي وإلى التزام إنساني أخلاقي منا أمام الله وأمام الانسان في لبنان لأي طائفة إنتمى، فأسأل نفسي لماذا أفرد هذا الامام العظيم حيزا من هذا القسم الخالد “لقلق الطلاب وللأفكار المهملة”، فسرعان ما أجد الأجوبة على هذا السؤال من خلال مواقف واستراتيجية عمل حامل أمانة الامام السيد موسى الصدر دولة الرئيس نبيه بري، والأولوية والعناية القصوى التي أولاها للجانب التربوي في مشاريع التنمية والنهوض بالجنوب من كبوة الحرمان والإهمال، إنطلاقا من إيمانه المطلق من أن المدرسة والجامعة والتربية بمعناها العميق هي فن صناعة الانسان، وأن الوطن الذي لا يرتكز على نظام تربوي عصري وعلى بناء علاقة تكاملية بين التعليم والتكنولوجيا وتنمية الموارد البشرية في عملية دائمة ومستمرة، هو وطن يحكم على نفسه بالجمود والتصحر”.

واضافت: “التزاما بقسم الإمام الصدر وحامل أمانته دولة الرئيس نبيه بري كقائد لهذه المسيرة الانسانية الرسالية المقاومة وكرئيس للمجلس النيابي ولكتلة “التنمية والتحرير” ودائما وعملا بتوجيهاته نؤكد على العناوين التالية:
أولا: ان التربية ليست كما هو شائع اليوم، ليست محوا للأمية واعطاء الشهادات في أي مستوى تعليمي لتعليقها على جدران المنازل فحسب، انما هي وفقا لمفهومها الحديث تتجاوز ذلك بكثير وصولا الى توجيه الطلاب نحو حاجات سوق العمل وتمكينهم من إيجاد فرص عمل تنسجم مع طموحاتهم وإختصاصاتهم.
ثانيا: ان مهمة النظام التربوي يجب أن تنصب في خدمة المستقبل عبر التكيف مع تطور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والمدخل الى ذلك نكرره دائما إلزامية التعليم لكل مواطن أقله حتى المراحل المتوسطة أو مرحلة التعليم الأساسي.
ثالثا: انشاء مجلس أعلى للتربية يتولى التخطيط للسياسة التربوية ويحصنها في مواجهة التحديات، ويمكنها من المواءمة بين حاجات التربية وحاجات التنمية البشرية المستدامة. فلا يعقل إهمال الدور المحوري للمدرسة والجامعة والمعاهد في مكافحة أزمات البيئة وتفشي ظواهر الادمان على المخدرات بين الفئات العمرية الصغيرة على نحو مخيف، ناهيك عن العنف الأسري، وإن النظام التربوي والمؤسسات التعليمية هي حجر الزاوية لمكافحة هذه الظواهر، وهي المكان الأجدى والأكثر نجاعة لمقاربة هذه العناوين.
رابعا: ان المدخل الحقيقي لحفظ وتحصين نظامنا التربوي، يبدأ بخلق المناخات الملائمة التي تحفظ الانتظام والاستقرار في العملية التربوية خلال العام الدراسي، وتأمين كل مستلزمات النجاح لهذه العملية وذلك بعدم السماح لحصول أي خلل في العلاقة بين العناصر الثلاث المكونة للعملية التربوية وهي الطلاب والمعلمين والأهل، وفي هذا الاطار نجدد التزامنا ودعوتنا الدائمة بضرورة انصاف المعلمين وخصوصا المتعاقدين منهم والناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية”.

وتابعت بري: “لا أريد أن أفسد بهجة هذا اللقاء بالتطرق للعناوين السياسية أو للأزمات التي يزدحم بها المشهد اللبناني على أكثر من صعيد، لكن من حق اهلنا وابنائنا ان يطالبوا بأن يكون لنا ولهم دولة راعية وحامية وحاضنة لآمالهم وتطلعاتهم، من حقهم ان يكون لهم حكومة وسلطة تنفيذية مسؤولة عنهم وليس العكس، من حقنا ومن حقهم أن نقول لكل من يعرقل تشكيل الحكومة كفى”.

واضافت: “المطلوب على أبواب العام الدراسي الجديد، والذي انطلق في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية والتحديات التي تحيط بنا، الإسراع في تشكيل حكومة تكون قادرة على ملامسة كل القضايا التي لم يعد المواطن قادرا على تحملها”.

وختمت بري: “الرهان الحقيقي يبقى عليكم وبكم وبارادتكم الصلبة وبعزيمتكم التي لا تلين مهما اشتدت الخطوب، لنا ملء الثقة أننا وإياكم كما تجاوزنا الاختبارات الأصعب من هذا الاختبار الذي نمر به اليوم، وهو اختبار الصمود ومقاومة الاحتلال وتحويل الألم الى أمل، قادرون على النجاح بتجاوز هذه المرحلة الصعبة، قدركم النجاح وقدر من يريد أن يقف بوجه طموحاتكم وأحلامكم الهزيمة والخيبة. عهدنا لكم أن نبني لبنان وطنا يليق بتضحيات الشهداء ويعبر عن آمالكم وتطلعاتكم … بفضل سواعد ابائكم المقاومين صنعنا المستحيل وبسواعدكم سنصنع مستقبل لبنان وأنتم الأمل الدائم لقيامة لبنان”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!