أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث السبت أنه سيسافر إلى مسقط وصنعاء خلال الأيام المقبلة لوضع الأسس لإجراء محادثات مستقبلية، ملمحا إلى أنه قد يجري في البداية محادثات منفصلة مع الجانبين، وذلك إثر فشل محادثات جنيف التي لم يحضر إليها الحوثيون.
للمزيد: ما هو دور سلطنة عمان في الملف اليمني؟
ويتابع غريفيث "سنشهد من دون شك تصعيدا عسكريا، وسيعمق فشل محادثات جنيف قناعة التحالف بقيادة السعودية بأن وحدها خسائر إضافية على الأرض من شأنها أن تدفع الحوثيين إلى القيام بتنازلات".
واصطدم المسار السياسي للنزاع اليمني مرة أخرى بحائط مسدود بعد فشل عقد مشاورات في جنيف، ليتراجع الأمل بإنهاء الحرب الدامية في المدى المنظور، ما ينذر بتصعيد جديد في البلد الغارق في أزمة إنسانية كبرى، بحسب خبراء.
وانتهت المفاوضات غير المباشرة السبت حتى قبل أن تبدأ بعدما رفض الحوثيون في اللحظة الأخيرة التوجه إلى جنيف من دون الحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بالعودة سريعا إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم.
الحوثي يدعو أنصاره أن "يهبوا إلى ميدان" و"التطوع في الجبهات"
وإثر ذلك، وفي خطوة تصعيدية جديدة، دعا زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي أنصاره ، في خطاب مطول السبت، إلى "التصعدي للعدوان" و"التطوع في الجبهات".
وقال عبد الملك الحوثي في خطاب إن "خيارنا هو الصمود والثبات والاستبسال والتصدي للعدوان في كل المجالات" داعيا "الأحرار والشرفاء في هذا الشعب العزيز أن يهبوا اليوم بعزم وتصميم وإصرار إلى الميدان" ومؤكدا أن "المطلوب التحرك في كل الاتجاهات ضمن عملية التجنيد في الدفاع والأمن والتطوع في الجبهات".
الأنظار تتجه إلى الحديدة من جديد
ومع فشل عقد مشاورات في جنيف، تتجه الأنظار مجددا إلى مدينة الحديدة.
ويتوقع الباحث في شؤون الأمن والدفاع ألكسندر ميترسكي أن الأسابيع المقبلة "قد تكون حرجة". ويقول إن "العملية العسكرية باتجاه مدينة الحديدة لطرد الحوثيين منها قد تستأنف نظرا لأنه لم يطرأ أي تغيير على المسار السياسي".
واندلعت معارك الجمعة بين القوات اليمنية التي تدعمها الإمارات والحوثيين عند أطراف مدينة الحديدة، بحسب مصادر عسكرية.
وقالت المصادر إن قوات "المقاومة اليمنية"، وهي ثلاث قوى غير متجانسة مدعومة من الإمارات، شنت هجوما لتضييق الخناق على المدينة بعد أسابيع من الهدوء عند أطراف الحديدة في جهتي الجنوب والغرب.
وقتل الأسبوع الماضي 38 عنصرا من الحوثيين وأصيب 26 آخرون بجروح في ضربات جوية استهدفت مواقع للحوثيين في الأطراف الجنوبية والغربية لمدينة الحديدة.
لكن الهجوم على مدينة الحديدة يمثل معضلة بالنسبة إلى التحالف العسكري كونه سيدفع نحو حرب شوارع قد تؤدي الى سقوط ضحايا من المدنيين، في وقت يسعى التحالف إلى تلميع صورته بعدما تسببت غارات شنها الشهر الماضي بمقتل عشرات المدنيين، بينهم 40 طفلا على الأقل في حافلة في صعدة شمال صنعاء، بحسب حصيلة للصليب الأحمر.
فرانس24/ أ ف ب
نشرت في : 09/09/2018