أيلول الشهداء ما أعظمك وما أشرفك.
إنه أيلول.
اينكم؟ اين هدير اصواتكم وشموخ جباهكم؟ تراب الوطن اشتاق الى رائحة عرقكم ولهثات انفاسكم. هذه الأرض المجبولة بميرونكم المقدس، بدمائكم الطاهرة، تصرخ: “يا من سيقتموني بأعز ما عندكم يوم كان الارتواء ثمنه حياة ونتيجته استشهاد، يا من تقبلون على الاستشهاد بشجاعة مزودين بدرع الإخلاص والوفاء للبنان الكيان، يا من قاومتم وعانقتم الموت بفرح عظيم صدم معذبيكم ومضطهديكم …”
نعم نفتقدكم ونتصفح وجوهكم بصور خالدة محفورة في ذاكرة رفاقكم وكتبهم، يروون قصص بطولاتكم وعنفوانكم يوم دق الخطر على الأبواب وقل الرجال فأخذت المهمة قلة من الفرسان.
حكايات مجد في كل واد، في كل جبل، في كل سهل، في كل زنزانة، جبهات ارادها المحتل نقاط تماس لكسر عزيمتكم، فكسترم المخرز وخرجت عيونكم من النار ذهبًا ثاقبًا.
ايلول شوق الأمهات، والآباء والزوجات والأبناء، ايلول دموع حنين واشتياق تسيل من عيوننا، نغمر تذكراتكم وثيابكم، ترتجف اصواتنا وتتملك الغصة كلامنا. كم أب سلخ عن عائلته وابناء كبروا على ذكرى والد لم يعرفوه ولم يغمروه. على الرغم من كل هذا، وكما تُختبر المعادن بالنار، كذلك تختبر الفضائل بالآلام والضيقات، فكانت معاناة عوائل هذه الفرسان عنيفة وقاسية برهانًا على صلابة فضائلهم، والتي لم تقوَ الألام المبرحة على ثنيهم عن فضيلة المقاومة واستمرارهم بحمل راية المجد والبطولة.
إن استشهادكم جاء بفعل مقاومة وتجسيدًا لقول سيدنا يسوع المسيح: “إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير”. فكيف اذا وقع 15000 ألف حبة حنطة؟ صحيح انها رفضت السقوط الا دفاعًا عن وطن الأرز، وإرتواء الأرز إلا من عروقهم، صحيح ان الحنين اليهم يصيبنا في مقتل ولكنهم أزهروا مئات الالاف من المقاومين المستعدين ان يكونوا في وقت السلم اليد التي تعمر وأيضًا وأيضًا وقت الخطر “قوات”.
مئات الألوف من الاصوات في مرحلة انتخابية، يهدونكم كتلة نيابية تصبو نحو الجمهورية القوية ورفاق وزراء أزهروا بثمار كثيرة، مشددين على استمرار المسيرة وفاء لدمائكم وانتصارًا للقضية.
إنها أمانة ماريوحنا مارون ولاهوت الارض.
إنها الآمانة التي لم ولن يفرط بها الأجداد والأباء، ولم ولن نفرط بها حتى الاستشهاد.
#كرمالكن