زار وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي بلدة ماسا وزحلة المعلقة، يرافقه النائب جورج عقيص ومنسق زحلة في “القوات اللبنانية” ميشال تنوري ووفد من الوزارة، في اطار جولته البقاعية التي كان استهلها صباح اليوم، من عنجر.
وكان في استقبال بو عاصي في حسينية ماسا، عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب أنور جمعة، رئيس اتحاد بلديات البقاع الاوسط رئيس بلدية دير الغزال رفيق الدبس، رئيس بلدية ماسا حسين ناصر واعضاء المجلس البلدي، رئيس بلدية حارة الفيكاني علي دلول، رئيس بلدية علي النهري أحمد مصطفى المذبوح، اعضاء مجلس بلدية رياق، ممثلون عن المنظمات المانحة واهالي البلدة، وجرى تقديم شاحنة ضاغطة لجمع النفايات، وشاحنة “بيك اب” لفرزها، وجرافة صغيرة لكنس وتنظيف الطرقات و86 حاوية.
والقى رئيس بلدية ماسا كلمة قال فيها: “لا شك ان هذه التقديمات تساعد البلدية على تخطي الكثير من الصعاب، وتخفيف الاعباء المادية عنها، خاصة ان بلدتنا تستضيف عددا كبيرا من الاخوة السوريين، وهم بالطبع بحاجة الى الكثير من الخدمات التي توفر هذه التقديمات جزءا منها. ان موازنة البلدية من الصندوق البلدي المستقل لا تتجاوز ال60 مليون ليرة، وهي لا تكفي مصاريف منزل على مدار السنة. كما ان مساحة البلدة كبيرة جدا وعدد سكانها يتجاوز ال5000 نسمة، والموازنة التي نستفيد منها هي على اساس 500 ناخب فقط، و90 في المئة من السكان لا يقيمون في البلدة”.
أضاف: “ان ماسا بحاجة الى كثير من الخدمات مثل تعبيد عدد من الطرقات التي ما زالت ترابية، وانشاء حديقة عامة وملعب، واضافة عدد من الغرف على المدرسة الرسمية لاستيعاب كافة الطلاب. اما حاجة ماسا الملحة فهي تركيب محطة طاقة كهربائية شمسية للبئر الذي يغذي اكثر من الف وحدة سكنية ويغذي ثلاث بلدات هي ماسا، حي الفيكاني ورعيت. هذه المحطة التي من شأنها ان تخفف الكلفة الباهظة التي نتكبدها بفعل غلاء المحروقات، وغيرها والتي تساعد على زيادة ساعات التغذية بالمياه. ونأمل من معاليكم ومن الجهات المانحة وممثلي الامم المتحدة تقديم المزيد من هذه المساعدات للنهوض بهذه البلدة العزيزة”.
بدوره قال بو عاصي: “انا سعيد اليوم بزيارة بلدة ماسا للمرة الاولى، وأنا هنا فقط بصفتي الوزارية والانسانية. وكمواطن لبناني من واجبي ان اقف الى جانب كل مواطن لبناني يمر في مرحلة صعبة، وماسا اليوم تمر بهذه المرحلة. ومن واجباتي كوزير ايضا، ان اطلع على احتياجات القرى، والسعي الى تأمينها وفقا لاولوية الناس وليس لاولوياتي انا، الحزبية او السياسية”.
أضاف: “عندما عينت في الوزارة وضعت اعتبارات الحزبية خارج بابها، ومنذ تسلمي مهامي اصبحت وزيرا لكل الناس. انا اليوم اعتبر نفسي في ماسا بين اهلي وناسي، ولا أمننكم بهذا الجهد البسيط الذي بذلته تجاه البلدة. صحيح ان قدرات البلدية محدودة ب60 مليون ليرة، انما استطعنا عبر هذا المجهود مع شركائنا ومع المانحين وال undp تأمين 160 الف دولار، عبارة عن معدات للابقاء على البلدة نظيفة كما تحبونها ونحن نحبها ولا نريد للنفايات ان تسبب مشاكل صحية وبيئية وتشوه الطبيعة. اما في ما خص مطالبكم حول المدرسة الرسمية وإنشاء ملعب، فعلى وزارتي التربية والاشغال ان تضافرا جهودهما، ونحن جاهزون”.
ثم زار بو عاصي مبنى بلدية زحلة المعلقة وتعنايل الموقت، حيث استقبله رئيس البلدية المهندس اسعد زغيب واعضاء المجلس البلدي.
بداية، قال زغيب: “أملنا بك كبير، والعمل الذي تقوم به في الوزارة يشهد لك، والتعاون بين البلدية ووزارة الشؤون كبير وعلى اعلى المستويات”.
أضاف: “ان وجود النازحين السوريين بهذه الاعداد الكبيرة في زحلة يتعبها، خصوصا ان السوري النازح الى البقاع هو للاسف، من الطبقة الفقيرة وبحاجة الى مساعدة جميع المنظمات الدولية، التي نتمنى عليها أن تساعد أيضا اللبناني الذي بات تحت خط الفقر نتيجة تراجع مدخوله”.
وتابع: “ان النازحين السوريين الذين استضفناهم لم يسببوا لنا المشاكل، إنما ما نشكو ونتألم منه ان عددا كبيرا من اللبنانيين قد فقد عمله نتيجة المنافسة التي يجب وضع حد لها”.
ورد بو عاصي قائلا: “أشكركم على استضافتي، واشكر كل زحلاوي عزيز على قلبنا على استضافته لنا في جميع الفترات التي نتواجد فيها في زحلة. أحيي النائب جورج عقيص على وجوده بيننا، وهو حريص على البقاع الاوسط وقراه ولعاطفته الخاصة لزحلة التي تشكل جزءا من ثقافتنا وهويتنا وعاداتنا. وهذا بفضل الزحليين بشكل اساسي”.
أضاف: “تمر زحلة بمرحلة صعبة، كما كل البقاع، صباحا كنا في عنجر وبر الياس وماسا، ووجدنا أن المشاكل متعددة فجزء منها مرتبط بمسألة النزوح السوري، وجزء آخر غير مرتبط بالنزوح انما مرتبط بالوضع في سوريا. البقاع كان يسمى اهراءات روما، وما زال منطقة زراعية، ارضها خصبة، واهلها يحبون الارض والزراعة، ولكن الذي يزرع يجب ان يبيع بسعر يوازي جهده وتعبه وتطلعات عائلته، وان يعيش بكرامته. الوضع صعب اليوم لان التصريف صعب والمنافسة قاسية وليس هناك من دعم ولا حماية، فكل دول عالم تقوم في المجال الزراعي بأبحاث وتساعد المزارعين بحسب نتائجها، وفي الوقت نفسه تؤمن الحماية والمساهمة في تصريف الانتاج. للاسف، هذا الامر غير متوفر عندنا، وبصراحة أقول، لكي نجد الحل المستدام يجب اطلاق النمو، اي اعادة الامور الى ما كانت عليه عام 2010 حين كان 8 نقاط، اذ أنه تراجع هذا العام الى نقطة واحدة، وهذه مشكلة تسبب الكساد والبطالة”.
وتابع: “بحصة تسند خابية، لكن تبقى البحصة بحصة والخابية خابية. البحصة هي الامكانيات اليوم والخابية هي الاحتياجات، وعلينا وضع الامكانيات المطلوبة في خدمة الاحتياحات المتوفرة. في مؤتمر بروكسل، طالبت بدعم المجتمع المضيف، فحين استلمت الوزارة كان الدعم 12 مليون دولار، وفي غضون سنة ازداد الى اكثر من 40 مليون دولار، ننفقه في كافة المناطق المحتاجة. استطلعنا مشاريع نفذت بواسطة وزارة الشؤون الاجتماعية في عنجر وبر الياس وماسا، وفي زحلة لم يتم تنفيذ اي مشروع حتى هذه اللحظة، انما اليوم بالذات تواصلت مع undp ومع المانح الاميركي تحديدا، وحصلنا على موافقة مبدئية من برنامج الامم المتحدة الانمائي والولايات المتحدة لتقديم نصف مليون دولار لمشروع انشاء مجمع رياضي في زحلة وفق اعلى المعايير، لاننا نريد ان نثبت المواطن الزحلي في ارضه ومدينته”.
وأردف: ” اما في موضوع النازحين فالوضع لم يعد يحتمل، ولبنان لم يعد يستطيع أن يتحمل مليونا ونصف مليون نازح اميركي ولا فرنسي ولا الماني ولا سوري. المشكلة ليست في هوية النازح، إذ ان لبنان بقدراته لا يستطيع تحمل هذا العدد، وبتركيبته الديمغرافية وقدرته الاقتصادية وبناه التحتية لا يمكن له الاستمرار بهذه الطريقة. ان الحل الفعلي يكمن بعودتهم طبيعيا من دون انتظار اي حل سياسي، فلا يبدو أن الحلول تلوح في الافق. وبانتظار العودة، طالبنا المجتمع الدولي بزيادة الاعتمادات، وكان هناك تجاوب، فقد تفاجأت بعد طلبي مئة مليون دولار بالموافقة على 50 مليون يورو من الاتحاد الاوروبي مشكورا، دعما للعائلات الاكثر فقرا. وقد لمسوا لدينا الشفافية، والتعاطي من خلال عملنا في الوزارة يتم وفق أرقى المعايير”.
وقال بو عاصي: “في لبنان حكومة تصريف اعمال منذ حوالى اربعة اشهر، وهذا وضع غير سليم، فالاقتصاد يتأثر في جزء كبير منه بالعامل النفسي، إذ أن المرتاح والواثق ينفق ويستثمر وينشط سياحيا ويحرك الاقتصاد. لدينا مشكلة في عامل الثقة وأخرى مؤسساتية، لذا نعاني من انكماش اقتصادي ولا بد من الخروج من هذه الدوامة، وأي تأخير في تشكيل الحكومة لن يؤدي الى غالب ومغلوب بل الى مغلوب واحد هو الشعب اللبناني الذي سيعاني كل يوم اكثر من هذه الحالة. نحن نسعى ونعمل للخروج من هذه الدوامة التي لا أفق سياسيا واضح المعالم لها قد يقود الى أي إيجابية تخدم المواطنين. أعود وأردد انه ليس هناك أي شخص قوي في جمهورية ضعيفة”.
وردا على سؤال عن عدم موافقة بعض الاطراف السياسية على عودة النازحين السوريين الى بلادهم، قال: “سأكون عادلا وصريحا، انا لم أر أي شخص لا يريد عودة النازحين السوريين، وأنا بين قناعاتي ومصلحتي أعمل وفق قناعاتي. ان الاختلاف الفعلي هو على الوسيلة والكيفية والوقت، وهذا حال دون الوصول الى نتيجة في اللجنة الوزارية التي كنت عضوا فيها. حقيقة أنا لم أشعر بأن هناك طرفا لبنانيا يفضل بقاء النازحين”.
وفي موضوع تشكيل الحكومة، قال: “علينا احترام ارادة الناس التي عبروا عنها في الانتخابات، والاعتراف بالآخر، وقبول فكرة ان لا احد يستطيع كسر الآخر في هذا البلد، لا سيما أن كثيرين جربوا هذا الامر”.
وعن تصريحه في حسينية ماسا وخلفه صورة الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، قال: “أنا لا أقبل اتهاما، فأنا وزير لكل الناس، وأتحدى أي انسان يقول إنه قصد وزارة الشؤون الاجتماعية لأي طلب، وسئل عن انتمائه الديني او الطائفي او المذهبي او المناطقي”.
أضاف: “من يشكل الحكومة هو الرئيس المكلف، وسواء أكان هناك توقيع لرئيس الجمهورية او لا، فهذا حق دستوري، ويجب ألا يتدخل احد سواه في تشكيلها، لان الدستور لا ينص على ان يشكل الوزير جبران باسيل الحكومات، ولا بيار بو عاصي، والانطباع الذي ساد في البلد عن ان التيار الوطني الحر هو من يشكل الحكومة او رئيس التيار الوزير باسيل، هو انطباع سلبي ومؤلم. وكما نحن حريصون على موقع رئاسة الجمهورية، نحن حريصون ايضا على رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة لانه هكذا تبنى المؤسسات”.
بعد ذلك، أقامت بلدية زحلة مأدبة غداء في “كازينو عرابي” – على ضفاف البردوني، على شرف بو عاصي والوفد المرافق.
وفي ختام الجولة، تفقد بو عاصي مخيم قب الياس للنازحين السوريين، بحضور رئيس البلدية جهاد المعلم وعدد من العاملين في منظمات انسانية، واطلع ميدانيا على اوضاعهم.