قال زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي إن حاجة البلاد للتوافق تمثل "قناعة مشتركة"مع الرئيس الباجي قايد السبسي.
وعقب لقائه السبسي أمس بقصر قرطاج، قال الغنوشي -في تصريح تلفزيوني بثه الموقع الرسمي للرئاسة- إن اللقاء تناول الأزمة السياسية المتمثلة في توقيف اتفاقية قرطاج وتعليق العمل بها.
وأضاف الغنوشي "عملت على أن آخذ من الرئيس فرصة لتجديد العمل بالتوافق وتفعيل هذه المنهجية لحل مشاكل البلاد" وأن الوضع على سكة انتخابات 2019 "يحتاج إلى تجديد العمل بالتوافق وتفعيله من كل الأطراف السياسية والاجتماعية".
يُذكر أن السبسي أعلن أواخر مايو/أيار الماضي تعليق الحوار حول "وثيقة قرطاج 2" الرامية إلى إخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تفاقمت الأشهر الماضية بسبب الاختلاف حول النقطة 64 منها المتعلقة بتغيير تركيبة حكومة يوسف الشاهد أو إقالتها.
وكان الرئيس قد دعا -في يناير/كانون الثاني الماضي، الأطراف الموقعة في يوليو/ تموز 2016 على وثيقة قرطاج- إلى الاجتماع للتداول في أوضاع البلاد.
وفي مارس/آذار الماضي، شكل الموقعون على الوثيقة لجنة خبراء لصياغة وثيقة جديدة -تتكون من 18 عضوا- تحدد أولويات جديدة اقتصادية واجتماعية.
وشارك بصياغة الوثيقة حزب حركة نداء تونس (55 نائبا من أصل 217) والنهضة (68 نائبًا) والاتحاد الوطني الحر (12 نائبا) وحزب المبادرة الوطنية (ثلاثة نواب) والمسار الديمقراطي الاجتماعي (لا نواب له).
كما شاركت أربع منظمات هي الاتحاد العام للشغل (نقابة العمال) واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، واتحاد الفلاحة والصيد البحري، والاتحاد الوطني للمرأة.
وتُجمع كافة الأطراف السياسية والاجتماعية على أن البلاد تعيش أزمة سياسية حادة، ويقول مراقبون إن رهانات انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها العام المقبل تشكل خلفية أساسية لتلك الأزمة.