احتفلت سفارة المملكة العربية السعودية باطلاق “مبادرة جسور1” بعنوان “عروبتنا إنتماء وأصالة”، في منزل السفير السعودي في اليرزة، في حضور القائم بأعمال السفارة في لبنان الوزير المفوض وليد البخاري، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال النائب بيار بو عاصي، وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جمال الجراح، سفير الامارات العربية حمد الشامسي، سفير الكويت عبد العال القناعي، سفير سلطنة عمان بدر بن محمد بن بدر المنذري، النائب محمد سليمان، رئيس اتحاد العشائر العربية في لبنان الشيخ جاسم العسكر، وفد من مشايخ الدروز، شيوخ ووجهاء العشائر العربية في لبنان وشخصيات.
بعد النشيد الوطني والنشيد السعودي، ألقى بو عاصي كلمة قال فيها: “اود ان احيي الوجوه الطيبة واشكر سعادة السفير السعودي على استضافته ودعوته الى هذا اللقاء الودي الذي يتميز بالصداقة والاخوة بين المملكة العربية السعودية وجميع اللبنانيين، لا سيما وان المملكة العربية السعودية تحب لبنان، ونحن بدورنا نبادلها تحية الشكر والتقدير والاخوة”.
وأضاف: “تتميز هذه الجلسة العربية بالغنى الانساني والغنى بالثقافة العربية، ونلاحظ وجود هذه الخيمة التي تمثل التراث البدوي بكل غناه، ولا بد لنا من التنويه بالسفير البخاري الذي عودنا على التويتر والهاشتاغ على مكافحة المخدرات بأشكالها كافة ونشكر له مبادرته، وهذا هو غنى مجتمعنا العربي غنى الأجيال التي تتوالى وتعيش التطور والتقدم وتتمسك بجذورها في آن”.
وختم: “واكرر شكري لكم وانوه بعلاقة الصداقة التاريخية والأخوة التي تربط بين لبنان والمملكة وتستمر بفضل الشعبين وممثلي البلدين ودمتم”.
ثم القى العسكر كلمة اتحاد العشائر العربية في لبنان وقال:”معالي الوزير البخاري، في حضوركم ومن خلالكم في هذا اللقاء المبارك، انتهز الفرصة لأعبر عن موقف وثوابت العشائر العربية في لبنان والمتمثل بإيمانها بأن لبنان عربي سيد حر يحكمه الدستور والطائف من خلال المؤسسات الشرعية التي ترعى امنه واستقراره وعيشه المشترك”.
أضاف: “ان الاعتدال منهجنا والاسلام ديننا واننا نؤمن بأن الإرهاب والتطرف ليس محصورا بطائفة او دين، ولن نسمح بأن يكون سيفا مسلطا على رقابنا كي يشوه اسلامنا واعتدالنا ويقصينا من حقوقنا”.
وتابع: “ان المملكة العربية السعودية وعبر التاريخ قدمت لبلدنا الكثير وساهمت بانهاء الحرب الأهلية باتفاق الطائف واستكملت دعمها لاستقرار لبنان واعادة الاعمار ودعمت الإقتصاد وحافظت على الليرة واستمرت بالوقوف الى جانبه في احلك الظروف وأمنت فرص العمل لمئات الآلاف من شباب لبنان على ارضها، وكانت ولا تزال تدعم الدولة والمؤسسات الشرعية وحريصة كل الحرص على أمن واستقرار هذا الوطن. ان من يبني لا يهدم، وان من يصنع السلام لا يزرع الشر، وان من يدعم بناء الدولة لا نسمح باتهامه بعرقلة تشكيل الحكومة”.
وتوجه الى السياسيين بالقول: “وطننا يحكمه الدستور والطائف وان موقع رئاسة الحكومة وصلاحيات الرئيس المكلف خط احمر، فان كنتم صادقين في شعاراتكم، افسحوا المجال لتشكيل حكومة وازنة تحافظ على ثقة العالم بلبنان الذي يشارف على الانهيار الاقتصادي واصبح ينذر بكارثة انسانية تنهك كاهل المواطن وافقاره”.
وختم:” لذلك فلنبن هذا الوطن للجميع متذكرين النيران المشتعلة حولنا ولنقول بأن المملكة العربية السعودية هي الضامنة لأمن واستقرار المنطقة وحريصة كل الحرص على امن لبنان وازدهاره وهي الجذور التي تنحدر منها وعمقنا العربي وامتدادنا القبلي والعشائري، وكل ذلك يفرض علينا الالتزام الكامل بتوجهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده وقيادة التحالف العربي ولنقول لهم جميعا سنبقى كما عهدتمونا إلى جانبكم في سياستكم التي بحزمكم وعزمكم تصون وحدة وكرامة الأمة”.
وألقى القائم بالاعمال الوزير المفوض البخاري كلمة قال فيها: “بداية ارحب بكم في داركم دار العروبة والأصالة، وأبادلكم أحر التهاني والتبريكات بنجاح موسم الحج لهذاالعام وعودة الحجيج آمنين سالمين غانمين برضى الله عز وجل وغفرانه، وانتم في كل الاحوال سبقتم بتهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله على ذلك النجاح، وبالأضحى المبارك وتمنياتكم بدوام الخير والرخاء والعز والأمن والإزدهار لكل أمة العرب والإسلام أينما وجدوا وتواجدوا”.
وتابع: “أهلي وأحبتي، أهل الجود والنخوة والكرم، يسعدني مجددا أن أرحب بكم في هذة الامسية المعطرة بوجودكم ووجدانكم، وأن أؤكد لكم أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال وستبقى بمشيئة الله تعالى ساعية للخير والسلام وعاملة لدعم جهود الاستقرار والإزدهار في لبنان، وحريصة على تنمية ثقافة الإعتدال في وجه التطرف وثقافة قبول الآخر في وجه سياسات الصد والإلغاء والإقصاء، وستبقى مثلما عرفتموها وعرفها العالم كله وعلى مدى التاريخ قلعة حصينة في وجه الشر والإرهاب والغلو، ودار خير وسلام لطلاب الخير والسلام”.
واضاف:” اهلي وأحبتي أهل العشائر العربية في لبنان، إن اتحادكم ووحدتكم لأنموذج يحتذى به للمحافظة على وحدة وجمال العيش والتعايش الواحد الذي يتجلى بتعددية هذا البلد الجميل لبنان، فعاداتكم وتقاليدكم تعد من مكارم الأخلاق ورقيها، تكرمون الضيف، وتغيثون الملهوف وتحسنون الجوار، متمسكون بعروبتكم ومحافظون على جسور التواصل بعمقكم العربي”.
وختم: “معكم اليوم نطلق مبادرة “جسور 1″ لأننا وبكل ثقة بأنكم يا أبناء العشائر العربية أهل لنجاحها ودعامة أساسية فيها. جسور لن تقف هنا، بل ستكون سراجا يضيء دروب الإستقرار والإزدهار في لبنان، وما أحوجنا اليوم إلى جسور بيننا وبين الآخر، جسور نمد بها يد المحبة والسلام.”.