تشهد مدن يمنية عدة احتجاجات غاضبة ضد انهيار الأمن والغلاء وتدهور صرف سعر العملة المحلية، في وقت أغلقت فيه المحال التجارية والمرافق العمومية أبوابها خوفا من التعرض لهجمات.
يأتي ذلك مع عودة الاشتباكات بين قوات الجيش والشرطة، وبين كتائب أبي العباس المدعومة إماراتيا والتي تحاول استعادة مواقع كانت سلمتها في وقت سابق للجنة الرئاسية.
وقد أكد المتظاهرون دعمهم لقوات الجيش والأمن ضد من وصفوها بالمليشيات وعصابة الاغتيالات.
وكذلك، شهدت عدن ومدن يمنية أخرى حالة من الشلل بالتزامن مع أعمال شغب وفوضى إثر مظاهرات خرجت احتجاجًا على ارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية.
ودعا المتظاهرون الحكومة الشرعية والتحالف السعودي والإماراتي إلى تحمل مسؤوليتهما لمواجهة تدهور سعر الريال اليمني وارتفاع الأسعار، كما طالبوا بضرورة معالجة الوضع الاقتصادي والمعيشي.
ووسط الدعوات للعصيان المدني، قطع المحتجون طرقا رئيسية في عدن وسيئون وأبين ولحج والضالع، كما أحرقوا الإطارات، ومنعوا حركة السيارات والآليات.
وخوفا من هجمات محتملة، أغلقت معظم المحلات التجارية والمصالح في عدن أبوابها.
وشهدت أسعار المواد الأساسية والمشتقات النفطية في اليمن ارتفاعا كبيرا بعد انهيار الريال اليمني إلى حد غير مسبوق، في ظل انقطاع المرتبات الحكومية على معظم الموظفين في اليمن منذ أكثر من عامين.
ومنذ سبتمبر/أيلول 2014 يشهد اليمن حربا طاحنة بين مليشيات جماعة الحوثي المتهمة بتلقي دعم من إيران، وبين القوات الموالية للحكومة الشرعية المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي.
تدابير هادي
وأمس الأحد وجّه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بوضع تدابير عاجلة وسريعة من خلال دراسة الحالة الاقتصادية لعودة الاستقرار التمويني والغذائي والخدماتي إلى وضعه الطبيعي.
وقال هادي "ندرك حجم التحديات والمخاطر التي تواجه البلد وحالة الحرب العبثية التي تفرضها مليشيات الانقلاب على وطننا ومجتمعنا وما ترتب عليها من أضرار بالاقتصاد الوطني وإيرادات الدولة واحتياطات البنك المركزي الذي صادرته تلك المليشيات لمصلحة مجهودها الحربي".
وتابع "إلا أن ذلك لا يعفينا من بذل الجهود المضاعفة ووضع التدابير الكفيلة بتجاوز هذه الحالة والظروف العارضة في بناء اقتصاد دولة من الصفر وبدعم من أشقائنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والذين نعول عليهم في كل الملمات".