يبدو ان ثمة “فترة سماح” اضافية اعطيت لرئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ليشكل حكومته، بعدما بلغ نهاية المهلة التي ألمح اليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، وهي الأول من أيلول. والفترة الجديدة غير واضحة المدى في ضوء تنامي العقبات والشروط التأجيلية بوجه الرئيس المكلف.
وتقول القناة البرتقالية الناطقة بلسان “التيار العوني”، ان سفينة ميشال عون تسير بالاتجاه الصحيح، لكن تأليف الحكومة ما زال عالقا لدى معرقلين باتوا معروفين يرفضون الاقتناع بأحجامهم ويتناسون انهم عبثا يحاولون اللعب مع ميشال عون!
وفي معلومات “التيار الوطني الحر”، ان الرئيس المكلف ما زال يدور في حلقة مفرغة وكل ما سُرِّب في الصحف من ارقام وحقائب محض تكهن.
وبرر النائب ابراهيم كنعان (التيار الحر) عدول الرئيس عون عن الخطوات التي وعد بها لتحريك الواقع الحكومي، بأن رئيس الجمهورية لمس الجدية التي يتعاطى بها الرئيس المكلف في الموضوع، ولذلك آثر عدم ممارسة المزيد من الضغوط على الواقع السياسي الهش.
ويبدو ان عدم التوصل الى ما يبرر لقاء الحريري للوزير باسيل في “بيت الوسط”، وفق ما كان متفاهما عليه امس، مردود الى استياء الرئيس الحريري من التصرف غير المقبول من الوزير باسيل ، بتهربه من اللقاء، قبل حل “العقدة الباسيلية”.
وظهر ان “عقدة باسيل” بلغت “حزب الله”، بدليل ما قاله نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في احتفال تربوي في مدينة النبطية ، من انه اذا كان البعض يربط تشكيل الحكومة برئاسة الجمهورية، ويعتقد ان موقعه في داخل الحكومة يهيئ له ان يكون رئيسا للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي، فهو واهم.
واكد قاسم ان رئاسة الجمهورية لم تكن يوما مرتبطة بتشكيل الحكومة، ولرئيس الجمهورية مسار آخر عندما يحين وقتها، وتوجه الى باسيل دون ان يسميه قائلا له: لا تضيعوا الوقت على احلام لا يمكن ان تتحقق من خلال الحكومة.
في السياق عينه، قال عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن: ثمة عقلية مستأثرة بادارة البلد بصورة احادية، وبعقلية الامر لي، وهذه العقلية تدمر الواقع.
واضاف أبو الحسن في حديث تلفزيوني: البلد ليس في وضع سليم، لماذا يتمسكون بالثلث المعطل داخل الحكومة؟ هناك محاولات لممارسة الغلبة، سمعناهم يقولون فليقدم تشكيلة وزارية ولنا حساب في مجلس النواب، انهم يريدونه ان يقدم تشكيلة حكومية ليسقطوها في مجلس النواب ويسقطوه معها، انه يرفض ان يحولوه الى رئيس حكومة تصريف اعمال ثانية، لذلك نجده يصر على عدم تقديم حكومة لا يكون متفقا عليها مع عون سلفا.
وتقول المصادر المتابعة لصحيفة “الأنباء” الكويتية، ان ايحاءات الشيخ نعيم قاسم الموجهة ضد الوزير باسيل ، تعكس قناعة لدى الحزب ان باسيل مشارك في تأخير تشكيل الحكومة ، التي يريد الحزب تشكيلها اليوم قبل الغد وغدا قبل بعده، لحسابات رئاسية مبكرة، ما يكشف في الوقت ذاته ان الحزب وحلفاءه في دمشق وطهران يراهنون على شخصية مارونية اخرى اكثر التزاما بمندرجات التحالف.
القيادي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش ، أبلغ إذاعة “لبنان الحر”، ان فريق رئيس الجمهورية بيده تسهيل تشكيل الحكومة ، وان المعيار الواحد يؤدي الى اعادة النظر بكل تقسيمات الحكم، ولا يرى خرقا لحالة الجمود الحكومية.
بالنسبة للرئيس المكلف، فقد ذكرت المصادر عينها لـ”الأنباء”، ان الحريري قرر العودة الى ممارسة نشاطه اليومي من السراي الكبير ، تأكيدا على ان رئاسة مجلس الوزراء لا تشغر.
يذكر ان الحريري أتم امس 100 يوم من “العزلة الحكومية”، وقد غادر بيروت في زيارة خاطفة الى مصر السبت لحضور حفل زفاف قريب، وعاد أمس لاستئناف “المراوحة”.
والمراوحة دأب الاقتصاد اللبناني على تراجع وفق مجلة |إيكونوميست” البريطانية ، التي قالت في عددها الاخير ان السياسيين اللبنانيين كونوا ثروات من الصفقات المصرفية، حيث ان من بين اكبر 20 بنكا تجاريا، هناك 18 بنكا مملوكا بالكامل او جزئيا لسياسيين او لعائلات ذات علاقة جيدة بالمسؤولين السياسيين، ما يستدعي التحذير من انهيارات.
أمنيا، اكد قائد الجيش العماد جوزف عون في حفل إزاحة الستار عن النصب التذكاري للعسكريين الذين اختطفوا من قبل “داعش” في بلدة عرسال ، ان كل من تسول له نفسه التطاول على الجيش مصيره الموت او السجن، وشدد على ان الحملات التحريضية او الادعاءات او الانتقادات من اي جهة لن تثنينا عن تنفيذ مهماتنا.