قالت وكالة رويترز للأنباء إن قوات النظام السوري تستعد لهجوم على مراحل يستهدف محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها، وأكدت الخارجية الأميركية وجود مؤشرات على ذلك. بينما حذرت الأمم المتحدة من عواقب عملية عسكرية واسعة بإدلب.
ونقلت عن مصدر مقرب من الحكومة السورية أمس الأربعاء أن الهجوم سوف يستهدف في البداية الأجزاء الجنوبية والغربية من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، وليس مدينة إدلب نفسها. لكن المصدر لم يحدد موعد بدء الهجوم.
المصدر -الذي وصفته الوكالة بأنه مسؤول في التحالف الإقليمي الداعم لنظام بشار الأسد- أضاف أن المفاوضات ما زالت جارية حول الهجوم بين روسيا وإيران التي تشاركها دعم نظام الأسد، وكذلك مع تركيا المتاخمة لإدلب والتي لها وجود عسكري محدود بالمنطقة وسبق أن حذرت من مغبة مثل هذا الهجوم.
وكانت موسكو الداعم الرئيسي للأسد قالت أمس إنه يجب تصفية المسلحين هناك ووصفهم وزير الخارجية سيرغي لافروف بأنهم "خراج متقيح". علما بأن إدلب تعد آخر منطقة كبيرة خاضعة للمعارضة المسلحة بعدما نجح النظام بدعم روسي وإيراني في تحقيق انتصارات على المعارضة في كثير من مناطق البلاد.
مؤشرات
وبدورها قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن هناك مؤشرات على أن القوات السورية تعد لهجوم على إدلب، وأضافت أن ممثل واشنطن الجديد بشأن سوريا جيم جيفري طرح المخاوف المتعلقة بالهجوم المحتمل خلال اجتماع في الآونة الأخيرة مع سفير روسيا لدى الولايات المتحدة.
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي إنه يأمل ألا يعرقل الغرب "عملية مكافحة الإرهاب ضد مسلحي جبهة النصرة" في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
كما أوضح ميخائيل بوغدانوف نائب ِالوزير أن موسكو تناقش الوضع في محافظة إدلب مع طهران وأنقرة، وكذلك مع الحكومة والمعارضة.
في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنقرة في زيارة لم تعلن مسبقا، حيث يجري مباحثات هناك تتضمن تطورات الأزمة السورية.
تحذيرات
وكانت الأمم المتحدة حذرت من "الخطر المتنامي لكارثة إنسانية في حال حصول عملية عسكرية واسعة النطاق بمحافظة إدلب" حيث ناشد الأمين العام أنطونيو غوتيريش الحكومة السورية وجميع الأطراف ضبط النفس.
كما دعا غوتيريش الدول الضامنة لاتفاق آستانا (روسيا وتركيا وإيران) إلى تكثيف جهودها بهدف إيجاد حل سلمي، وجدد دعوته لجميع الأطراف إلى "اتخاذ كل التدابير الضرورية لإنقاذ أرواح المدنيين والسماح بحرية التحرك وحماية البنى التحتية المدنية وبينها المنشآت الطبية والمدرسية".
وسبق للأمم المتحدة أن حذرت من أن وقوع هجوم كبير بمنطقة إدلب يهدد بإجبار 700 ألف سوري آخرين على النزوح. علما بأن إدلب كانت على مدى الأشهر الماضية قبلة النازحين الذين تدفقوا عليها أملا في النجاة بأنفسهم، كما أن بعضهم جاء بموجب اتفاقات "إجلاء" وافق مقاتلو المعارضة بموجبها على تسليم المناطق التي كانت خاضعة لهم.