ابو الحسن من بتخنيه: لن ترهبنا رسائلهم ولن تثنينا تلفيقاتهم

ابو الحسن من بتخنيه: لن ترهبنا رسائلهم ولن تثنينا تلفيقاتهم
ابو الحسن من بتخنيه: لن ترهبنا رسائلهم ولن تثنينا تلفيقاتهم

رعى عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي ابو الحسن، ندوة نظمتها جمعية “طبيعة بلا حدود” بالتعاون مع رابطة “آل ابو الحسن”، في المركز الاجتماعي في بلدة بتخنيه في المتن الأعلى، حول كتاب “كمال جنبلاط البيئي السابق لعصره” لرئيس الجمعية الناشط البيئي والكاتب المهندس محمود الاحمدية.

ورأى ابو الحسن في كلمته أن “اليوم وبعد كل هذه التضحيات، هناك من عاد ليبشرنا بالعودة الى القيود والتبعية والرجعية وبزمن القهر والتخلف والعبودية. لهؤلاء نقول لا، لن نرجع لن نخضع لن نجزع لن نركع. بل سنمضي بثبات، بشجاعة وبإصرار. لن ترهبنا رسائلهم المبطنة ولن تثنينا تلفيقاتهم المفبركة”.

واعتبر أن “اللوثة الطائفية” في لبنان هي علة العلل التي تقف عائقا أمام تطور نظامنا السياسي نحو نظام علماني حضاري يسقط التمييز المذهبي ويعطي الفرص الى اصحاب الكفاءة والمعرفة بغض النظر عن تصنيفات طائفية مقيتة”، مشيرا إلى أن “لبنان يحتاج لبيئة سياسية نقية نظيفة، بعيدا عن المفسدين، ملوثي حياتنا اليومية، وإلى رؤية وطنية واضحة وتشخيص دقيق لمشكلاتنا”، داعيا الى “العودة إلى أساس الفكر التقدمي الذي أرساه في أربعينات القرن الماضي السابق لعصره المعلم كمال جنبلاط، الذي ظلم بجهل أعدائه وظلم معه احرار هذا الوطن ورواد الانسانية التي أهينت بإغتياله”.

وقال: “أن تعتلي المنبر لإلقاء كلمة او خطاب فهذا أمر طبيعي وإعتيادي، اما ان تقف للتحدث في مناسبة عزيزة تحمل في عنوانها إسم المعلم الشهيد كمال جنبلاط وفي مضمونها بعضا من نهجه وواحدة من أولى إهتماماته ألا وهي البيئة، فإنه لأمر صعب وأشبه ما يكون بيوم الإمتحان. فما أصعب الامتحان وما أروعه، وما اغنى الكتاب وما انفعه. فالتحية الى القائد الغائب الحاضر بطيفه وسيرته ومسيرته، والخالد أبدا بنهجه وفكره وتراثه، ولرابطة آل ابو الحسن ولجمعية طبيعة بلا حدود وللأستاذ الصديق محمود الأحمدية على إنتاجه الفكري والتزامه في هذا المسار التقدمي والعمل البيئي، مجسدا بنشاطه ونضاله الشخصية الحزبية النضالية النخبوية الملتزمة الذي ارادها المعلم الشهيد بمفهومه الفكري والعملي بعيدا عن الفرز الطبقي، كمال جنبلاط تلك العلامة الفارقة في تاريخنا والبصمة المحفورة في وجداننا، القائد الرائد ومبدع الفكر التقدمي المتميز بأبعاده الإنسانية والإجتماعية والسياسية والبيئية”.

أضاف: “كمال جنبلاط العالم الحالم، الزاهد بقصره، والسابق لعصره، المتنور والمتجدد والمتجذر فينا ما حيينا، هو كالطاقة المتحولة والمتجددة لا تحدها حدود، ولا يقيدها أحد في الوجود. ومن يحمل فكره ومبادئه وتراثه ونهجه، يسير بفخر ويشمخ بعز ويمضي بعزم في مسار التغيير الحقيقي وعلى درب النضال الوطني”.

وتابع: “اليوم وبعد كل هذه التضحيات، هناك من عاد ليبشرنا بالعودة الى القيود والتبعية والرجعية، وبزمن القهر والتخلف والعبودية. لهؤلاء نقول لا، لن نرجع لن نخضع لن نجزع لن نركع. بل سنمضي بثبات، بشجاعة وبإصرار. لن ترهبنا رسائلهم المبطنة ولن تثنينا تلفيقاتهم المفبركة. لهم نقول لقد أخطأتم العنوان، فنحن ماضون على نهجنا، ثابتون لن نحيد، واثقو الخطى سنحقق ما نريد، مهما استفحل الظلام لن نيأس لن نهدأ لن نستكين. فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر، ولا بد للفجر ان ينبلج ولا بد للحال ان ينفرج وستشرق الشمس من جديد”.

وختم: “بالحق سنبقى ننادي وللصوت الصداح نرفع، نحمي الهوية ننشد الحرية نصون القضية. معكم ومع كل المخلصين والوطنيين في هذا الوطن سيعلو ويعلو أكثر صوت حزب كمال جنبلاط في كل موقع وفي كل موقف، كي يبقى لبنان الذي نريد سيدا حرا ديموقراطيا عربيا متنورا”.

وحضر الندوة شخصيات بيئية واقتصادية وتربوية وفاعليات اجتماعية من بلدة بتخنيه والجوار، تقدمهم وكيل داخلية المتن في الحزب التقدمي الاشتراكي عصام المصري، اعضاء في مجلس قيادة التقدمي وكوادر، وأعضاء في المجلس المذهبي للموحدين الدروز وحشد من المهتمين بالشؤون البيئية.

وقدمت للندوة الاعلامية نهلا الريس حاطوم بكلمة ادبية وجدانية، عرفت فيها بالكتاب وبمؤلفه المهندس الاحمدية، وتحدثت عن نضال “القائد الشهيد كمال جنبلاط”.

ثم عرفت تباعا بالمحاضرين، الدكتور نديم ابو الحسن، الدكتور والباحث خطار ابو ذياب، المهندس مالك غندور، الباحث الدكتور انطوان جان يزبك والدكتور عماد يونس الفغالي، الذين أشادوا ب”سيرة المؤلف الذي يضيء في كتابه على استشراف المعلم للأزمات والمخاطر من جهة، ومن جهة اخرى على طرحه للحلول الاستباقية لحماية الموارد البشرية وتجنب الاحتباس الحراري وتلوث التربة والهواء والبيئة والازمات الاقتصادية بفلسفة ترتكز على احترام البشر والحجر والنبات، وتشير لمدى تاثير الطبيعة النظيفة على الروح والجسد والاتزان الروحي والعقلي”.

ورحب في كلمة الرابطة الدكتور نديم ابو الحسن شاكرا جمعية “طبيعة بلا حدود” ومؤلف الكتاب، وثمن رعاية النائب هادي ابو الحسن، وقدم التحية الى “روح المعلم الشهيد كمال جنبلاط الذي ربط نضاله السياسي بالقيم البيئية والاجتماعية والانسانية المثلى”.

ورأى ابو ذياب أن “الكتاب يستعرض الخطوط العريضة لفكر المعلم الذي آمن وأرسى المفاهيم التي تؤكد أن الكل عابر إلا الوجود”. واستذكر عصر النهضة الاصلاحية “الذي اجتمع فيه فكر ونضال كمال جنبلاط مع رئيس الجمهورية الراحل فؤاد شهاب”. ولفت الى “أهمية مشروعه الإصلاحي الشامل والسباق في طروحاته لادارة كل الازمات وبينها معضلة النفايات”، واشار الى “إستشرافه للمخاطر البيئية والزراعية التي تهدد العالم ودول العالم الثالث والشرق الاوسط على وجه التحديد”.

وهنأ غندور المؤلف على كتابه “الذي يشكل زاوية في المكتبة البيئية ومرجعا للنضال من اجل الطبيعة ومادة للتدريس العقيدة الخضراء، بفلسفة الراحل كمال جنبلاط التي تشكل برنامجا متكاملا وتقدم الاجوبة على كل القضايا التي لا تزال دون معالجة في دوامة سوء الادارة وادارة السوء في النفايات والمقالع والكسارات والتلوث على انواعه، والحرائق والغطاء الأخضر والمبيدات الزراعية والبشرية والمتنوجات غير الصحية”، وقال: “كمال جنبلاط البيئي سابق لعصره فعلا.. وما أحوجنا اليه اليوم”.

ورأى يزبك أنه “من سوء طالعنا في هذا البلد، كلما ظهر لدينا فيلسوف ومفكر ورجل دولة وزعيم عظيم يغيب عنا ونحن في أمس الحاجة إلى فكره وعلمه وارشاداته وتفوقه العقلي والروحي والجسدي نبراسا للعقول ونورا لمن يهتدي”. وربط بين “فلسفة المعلم وفكره التوحيدي بفلسفة برغسون المتعدية لكل ماهو مادي، وتيار دوشاردان حول الكائن الاعظم الساعي لادراك هذا الكون اللامتناهي روحا ومادة بغية الاتحاد الكلي معه، ورؤية عالم الاجتماع والسياسة اوليفيه روا حول الدين”.

وإذ أشار إلى ان “المعلم يرى الاشتراكية في العالم نابعة من مصادر دينية”، لفت إلى أن “الموحدين الدروز قد رفعوا شعار التقدمية منذ خمسة قرون حين جاء الأمير السيد جمال الدين عبدالله التنوخي وطالب بتعليم الإناث، حين لم يكن أحد يفكر بحدود تعليم الذكور حينذاك”. ثم خاطب الحضور، قائلا: “بالله عليكم حافظوا على ارث المعلم الفكري والادبي والبيئي واجعلوه ذخيرة للأجيال المقبلة”.

وأشار الفغالي إلى ان “الفكر الرؤيوي للمعلم يأتي على امتداد صفحات كتاب الاحمدية الذي يؤكد في كل محطة هذا الحدس الكمالي البعيد النظرة ليسميه الصوت البيئي الاول على الصعيدين العربي ودول العالم الثالث. فيعرض المؤلف للواقع البيئي المتفاقم منذ أربعين عاما وكأنه تحقيق لنبوءة كمال جنبلاط”.

واستذكر المؤلف محمود الأحمدية للنائب هادي ابو الحسن موقفا مؤثرا “حين بادر للتبرع بالدم لانقاذ احد الفنيين في شركته عندما كان في حال صحية حرجة في العام 2000”. وشكره على رعايته وكلمته الشاملة والجامعة “لكل معاني الخير للوطن وشهادته بكتابه وصداقته التي تبقى رصيدا يعتز به”. وحيا المحاضرين، شاكرا “مقارباتهم العميقة لموضوع الندوة”، والحضور “لاهتمامهم”.

ثم شرح دوافع كتابه “كمال جنبلاط البيئي سابقا لعصره”، مفندا “أبعاد عنوانه ومضمونه بالإثباتات والوقائع”، مرتكزا على “4 نقاط محورية:
1- كمال جنبلاط اول من تكلم عن آلبيئة في قارتي اسيا وافريقيا وقسم من أوروبا وأول من ميز بين البيئة والصحة.
2- كان استقرائيا في التنبيه عن مخاطر تعديات الانسان على الطبيعة وعلى كوكب الارض.
3- اول عربي يسلط الضوء على كتاب (الربيع الصامت) الذي هز اميركا والعالم.
4- تعملق المعلم في تحديد أسباب التلوث وأخطارها على البيئة وعلى كوكب الارض وزواله”.

وإذ استذكر قصيدة العلامة محمد حسين الأمين المهداة “لروح المعلم الشهيد كمال جنبلاط”، ختم بقصيدة “غدا” للمعلم من ديوانه فرح. وقال: “ستبقى هذه الندوة برقيها بعمقها بإبداعاتها نموذجا حيا للوجه الحضاري لوطننا الغالي لبنان وواجب المحافظة على بيئته وعلى بيئة هذا الكوكب”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!