قال زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي إن أميركا تعيش أسوأ مراحل تاريخها المعاصر، وإن أزمتها مع تركيا تعزز ذلك، وانتقد البغدادي في تسجيل صوتي اتفاقات الهدنة المبرمة بين المعارضة السورية ودمشق ووصفها "باتفاق الذل"، ودعا مواطني السعودية والبحرين والأردن للإطاحة بحكامهم.
واعتبر البغدادي -في تسجيل بث أمس على شبكة الإنترنت- أن أميركا "تعيش أسوأ مرحلة في تاريخها المعاصر، وحالها يؤذن بزوالها، موضحا أن واشنطن تتحسر على الأموال التي أنفقتها بالمنطقة دون طائل"، مضيفا أن العقوبات التي فرضتها أميركا على حلفائها مثل تركيا، ورفض الأخيرة طلب واشنطن الإفراج عن القس أندرو برونسون؛ علامة على تدني نفوذ أميركا في المنطقة.
وإضافة إلى التوتر الأميركي التركي، قال زعيم تنظيم الدولة إن "تمرد الروس والإيرانيين وحتى كوريا الشمالية على الإملاءات الأميركية مؤشر على تدهور هيبة واشنطن".
وقال البغدادي -في أول خطاب منسوب له منذ نحو عام- إن أميركا استنجدت بالمليشيات الشيعية الإيرانية لمحاربة تنظيم الدولة في العراق، ولكن قادة المليشيات "شبوا عن الطوق الأميركي ووصلوا إلى سدة الحكم بالعراق فأصبحت واشنطن تندب حظها".
المعارضة السورية
ولم تسلم فصائل المعارضة السورية المسلحة من الانتقاد اللاذع للبغدادي، إذ سمى قادتها الأدعياء والمأجورين، لأنهم "وقفوا في وجه المجاهدين وأخروا الجهاد لسنين"، وقال زعيم تنظيم الدولة إن ما وقع لفصائل المعارضة بسوريا من تخل لداعميها عنها "تكرار لما وقع للصحوات في العراق قبل سنوات".
ودعا البغدادي مقاتلي المعارضة السورية وسماهم "جنود فصائل الصحوات بالشام" للالتحاق بتنظيم الدولة، مبررا دعوته بوقوف الفصائل إلى جانب النظام السوري في حربه ضد تنظيم الدولة في عدد من المناطق السورية، وأيضا إبرام المعارضة اتفاقات مع النظام السوري سلمت بموجبها مناطقها وأسلحتها إلى نظام الأسد.
ووصف زعيم تنظيم الدولة اتفاقات الهدنة في سوريا "بهدن الذل والعار"، ووصف المعارضة السورية المسلحة بفصائل الردة التي "أسلمت أهل السنة للنظام النصيري"، في إشارة إلى النظام السوري.
السعودية والبحرين
من جانب آخر، دعا زعيم تنظيم الدولة مواطني السعودية والبحرين والأردن إلى الإطاحة بحكامهم، وقال إن النظام السعودي "يعمل على تغريب وعلمنة الشعب السعودي، وتدمير منهج أهل السنة والجماعة"، كما انتقد تقديم الرياض العون لأميركا في حربها على تنظيم الدولة بالعراق وسوريا.
وفي السياق نفسه، قال البغدادي إن السعودية قدمت مساعدات بمئة مليون دولار "للملاحدة الأكراد" في سوريا، كما أنها "تقدم دعما غير محدود لرافضة العراق"، في إشارة إلى المليشيات الشيعية.
وإسوة بتسجيلات سابقة، دعا البغدادي مقاتلي تنظيم الدولة إلى مواصلة القتال رغم الهزائم التي مني بها التنظيم في الأشهر الأخيرة، وحث مقاتلي التنظيم على الاستمرار بتنفيذ هجمات في الدول الغربية بمختلف الطرق، وقال إن هجوما واحدا يشنه مقاتلو التنظيم في الدول الغربية "يعدل ألف عملية عندنا"، في إشارة إلى العراق وسوريا.