بعد أن أفاضوا من عرفات، نفر أكثر من مليوني حاج إلى مزدلفة حيث يذكرون الله عند المشعر الحرام ويصلون المغرب والعشاء جمع تأخير.
وقد نفر الحجيج إلى مزدلفة مع غروب شمس اليوم الاثنين بعد أن اجتمعوا في صعيد عرفات الطاهر رافعين أياديهم إلى السماء ومرددين التلبية والتكبير.
ففي مشهد مفعم بالإيمان والخضوع والخشوع، لهجت ألسنة ضيوف الرحمن بطلب الصفح والمغفرة من الله وأن يتقبل حجهم ليعودوا وقد تخلصوا من خطاياهم.
والوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم، وقد ورد في الحديث النبوي أن الله تعالى يباهي ملائكته بعباده المكبرين الملبّين المنيبين، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟".
وتقول المصرية أم أحمد إنها تؤدي فريضة الحج هذا العام بعد تقاعدها، وإنها لا تستطيع وصف فرحتها العارمة وهي في صعيد عرفات ترجو رحمة ربها.
وتضيف لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن هنا لنطلب الرحمة من الله. سأدعو لنفسي ولأولادي وللأمة الإسلامية".
جانب من صلاة الظهر والعصر جمعا في مسجد نمرة بصعيد عرفات الظاهر (رويترز) |
وقبل نحو 1400 عام ألقى الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع على جبل الرحمة أعلى نقطة في عرفات، حيث بلّغ أمته بتمام النعمة واكتمال الدين.
واستحضارا لقدسية المكان يروي الحاج جاي سليم أنه صعد الاثنين إلى أعلى جبل الرحمة مع زوجته، وأنه بكى لعظمة المشهد.
ويضيف "الشعور رائع. لطالما رأيت هذا الموقع منذ طفولتي في الصور والتلفزيون.. مكان مقدس لكل المسلمين في أنحاء العالم".
ومثل غيره من الحجيج يبيت سليم في مزدلفة ويؤدي صلاة الفجر بها ثم إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى في العاشر من ذي الحجة وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وبعد رمي جمرة العقبة الكبرى ينحر الحجيج ويحلقون أو يقصرون ويتجهون إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة حول الكعبة المشرفة، ثم يعودون لمنى من جديد لقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث، الصغرى والوسطى والكبرى.
وبعد انقضاء أيام التشريق الثلاثة أو التعجل بعد يومين يتوجه الحجاج إلى مكة المكرمة مرة أخيرة لأداء طواف الوداع حيث تنتهي مناسك الحج.
وتفيد الأرقام أن أكثر من مليوني مسلم وفدوا إلى مكة المكرمة هذا العام لأداء الركن الخامس من الإسلام.