وفي تجمع لحزب العدالة والتنمية بولاية ريزة (شمال شرقي تركيا)، قال أردوغان "نستعد لاستخدام العملات المحلية في تجارتنا مع الصين وروسيا وإيران وأوكرانيا وغيرها من الدول التي نملك التبادل التجاري الأكبر معها".
وشدد على أن مبدأ الندية يجب أن يحكم العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة، وأن على واشنطن أن تتخلى عن فكرتها الخاطئة بشأن إمكانية تجاوز هذا المبدأ.
وأضاف "ليست مسألة دولار أو يورو أو ذهب، ولكنها حرب اقتصادية ضدنا واتخذنا التدابير اللازمة لمواجهتها".
وتوعّد الرئيس التركي "الأطراف التي تحاول تصفية" بلاده بدفع ثمن ذلك "في منطقتنا أو في سياساتها".
وواصل الرئيس التركي انتقاده للولايات المتحدة، وقال إنها أدارت ظهرها لحليفتها في حلف شمال الأطلسي بسبب قضية القس أندرو برانسون الذي تحاكمه تركيا بتهمة "دعم جهات إرهابية".
محاور الخلاف
وإلى جانب موضوع القس، تختلف أنقرة وواشنطن في ملفات كثيرة؛ مثل تضارب المصالح في سوريا، وسعي تركيا لشراء أنظمة دفاع روسية، ورفض واشنطن تسليم الداعية التركي فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية وسط 2016.
ومن حين لآخر، يتعرض أردوغان لانتقادات حادة من دول غربية تتهم نظامه بالتسلط وقمع الحريات.
وفي المقابل، يرد أردوغان بأن هذه الدول تتجاهل كونه منتخبا ديمقراطيا، وتتغاضى عن الدكتاتورية في دول أخرى، وتدعم بعض الحركات التي تصنفها أنقرة إرهابية.
وكانت تركيا توعدت الولايات المتحدة الجمعة باتخاذ إجراءات عقابية بعد رفع واشنطن قيمة الرسوم المفروضة على وارداتها من تركيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي إن على الولايات المتحدة أن تعلم أن التعاون لا يمكن الوصول إليه عبر العقوبات والضغوط.
وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على موقع تويتر أمس الجمعة "أصدرت للتو موافقة على مضاعفة الرسوم المفروضة على الألمونيوم والصلب المستوردين من تركيا".
وأشار ترامب إلى أن الليرة التركية "تنهار بسرعة شديدة أمام عملتنا القوية الدولار".
تآمر الغرب
ووصلت الليرة التركية الجمعة إلى مستوى قياسي جديد من التراجع ضمن هبوطها المستمر منذ عدة أشهر.
ويتهم أردوغان الغرب بالتآمر على العملة التركية من أجل الإضرار باقتصاد بلاده، ودعا مواطنيه إلى استبدال الليرة بالدولار واليورو.
واعتبر أن التضامن سيكون أهم رد فعل على ما يفعله الغرب، مشيرا إلى أن الأزمة "مصطنعة"، وتعهد بأن تركيا ستكسب "الحرب الاقتصادية".
ويبدو أن الوقوف في وجه الولايات المتحدة محل إجماع من الأحزاب والقوى السياسية في تركيا.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قليجدار أوغلو إن "تغريدات ترامب عدائية، وتمس كرامة شعبنا، وهذا أمر غير صائب ولا نقبله إطلاقا"، كما صدرت مواقف مماثلة عن قادة أحزاب سياسية أخرى.