يشيّع أهالي صعدة اليوم ضحايا المجزرة التي خلفتها غارة للتحالف السعودي الإماراتي على حافلة أطفال أمس الأول، في حين أعلن التحالف أنه سيحقق في الغارة التي نفذتها طائراته، وذلك في رضوخ لمطالبات عبرت عنها دول غربية، فضلا عن مجلس الأمن الدولي، لكن منظمة هيومن رايتس ووتش أبدت أسفها لعدم مطالبة مجلس الأمن بفتح تحقيق مستقل.
وكان مجلس الأمن دعا الجمعة إلى تحقيق موثوق وشفاف في الغارة التي شنها التحالف السعودي الإماراتي، وخلفت نحو خمسين قتيلا، في حين وصفت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان الغارة بأنها جريمة حرب.
وقالت رئيسة مجلس الأمن المندوبة البريطانية كارين بيرس إن المجلس يعرب عن قلقه البالغ إزاء هجوم صعدة وجميع الهجمات الأخيرة في اليمن، ويدعو إلى إجراء تحقيق موثوق وشفاف، مجددا التأكيد على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل للنزاع في اليمن سوى الحل السياسي.
وفي رد على سؤال بشأن عدم مطالبة مجلس الأمن بإجراء تحقيق "مستقل" في الهجوم، وما إذا كان قيامُ التحالف بالتحقيق بنفسه سيكون مُرضياً بالنسبة لمجلس الأمن؟ أكدت المندوبة البريطانية أن المهم هو أن يكون هناك تحقيق موثوق.
جريمة حرب
بدورها، نددت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بغارة التحالف السعودي الإماراتي، وقالت -في بيان- إن أي استهداف للمدنيين بصفة مباشرة هو جريمة حرب.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية رد بالقول إن القصف هو عمل عسكريّ مشروع، وأعلن أنه وَجّه بشكل فوري الفريق المُشتَرك لتقييم الحوادث للتحقق من ظروف وإجراءات ما حدث، وإعلان النتائج في أسرع وقت.
عمل مروّع
من جهته، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن تنفيذ قرار مجلس الأمن يتطلب اختيار من لديه القدرة والاستقلالية لإجراء التحقيق في حادث قصف حافلة الأطفال في اليمن. وأضاف في لقاء مع الجزيرة أن ما حدث عمل مروع، ولا بد من أن تكون هناك محاسبة.
وبينما بدأ سكان صعدة منذ أمس حفر قبور استعدادا لدفن ضحايا الغارة في جنازات مقررة اليوم؛ أبدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية أسفها لعدم طلب مجلس الأمن فتح تحقيق مستقل.
وقالت أكشايا كومار نائبة مدير هيومن رايتس ووتش لشؤون الأمم المتحدة إن "الحقيقة المحزنة هي أن السعوديين مُنحوا الفرصة لأن يجروا التحقيق بأنفسهم والنتائج مضحكة".
أما الاتحاد الأوروبي، فقد وصف حادث صعدة في بيان بأنه مأساوي يؤكد أنه لا حل عسكرياً للنزاع في اليمن، حيث يَدفع اليمنيون فاتورة باهظة، في حين أدانت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا الغارة، وأيدت فتح تحقيق مستقل وشفاف بشأنها.
من جانبه، حمّل الناشط الحقوقي في المنظمة البريطانية لحقوق اليمنيين أحمد الأشعف كلاً من السعودية والإمارات مسؤولية الأوضاع الإنسانية في اليمن، واتهم الأشعف الرياض وأبو ظبي بمحاولة السيطرة على المنطقة.
ومن أمام البرلمان البريطاني، دعت منظمات حقوقية دولية إلى وقف بيع السلاح البريطاني للسعودية والإمارات، خاصة بعد مقتل عشرات المدنيين، وبينهم أطفال، في غارة للتحالف على صعدة.
من جهته، قال كريس نايـنِم نائب رئيس تحالف "أوقفوا الحرب" إنه لا بد من كسر الصمت البريطاني الرسمي إزاء ما يجري في اليمن، وأضاف أنه يَخشى القول إن الحرب في اليمن تدور وتنفذ بتواطؤ من الغرب.