وأضاف الرئيس التركي -في مقال نشره في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بعنوان "كيف ترى تركيا الأزمة مع الولايات المتحدة؟"- أن الإدارة الأميركية الحالية فشلت في فهم واحترام اهتمامات الشعب التركي، مهددا بأنه في حال لم يبدل المسؤولون الأميركيون "هذه النزعة أحادية الجانب والمسيئة"، فإن بلاده ستبدأ البحث عن حلفاء جدد.
وبيّن في مقاله أن الشراكة بين البلدين واجهت في الآونة الأخيرة اختبارا لخلافات سببها الولايات المتحدة، وأبدى أسفه لأن جهود بلاده لتصحيح هذا "التوجه الخطير" ذهبت أدراج الرياح.
لهجة صريحة
وقال أردوغان إن تركيا تعرضت لهجوم في 15 يوليو/تموز 2016 على يد عناصر منظمة "غولن" بزعامة فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا.
وأضاف أن عناصر المنظمة حاولوا تنفيذ انقلاب ضد الحكومة التركية، موضحا أن الشعب تدفق إلى الشوارع في تلك الليلة، وهو يحمل المشاعر نفسها التي شعر بها الأميركيون بعد هجوم بيرل هاربور خلال الحرب العالمية الثانية وهجمات 11 سبتمبر 2001.
وأكد الرئيس التركي أن شعبه طالب الولايات المتحدة بإدانة هذا الهجوم بلهجة صريحة، وإعلان تضامنها مع الحكومة التركية المنتخبة، إلا أنها لم تفعل، وكان موقفها من الحادث بعيدا عن رضى الأتراك.
واستطرد قائلا "عوضا الوقوف إلى جانب الديمقراطية التركية، دعا المسؤولون الأميركيون بلغة متحفظة إلى "استمرار الاستقرار والسلام في تركيا. وكأن ذلك لم يكن كافيا، ولم يتحقق أي تقدم في الطلبات التي قدمتها تركيا من أجل تسليم فتح الله غولن، بموجب اتفاقية بين البلدين".
تصعيد التوتر
وأوضح الرئيس التركي أن الولايات المتحدة اتخذت في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الخطوات لتصعيد التوتر مع تركيا بحجة اعتقال الشرطة التركية مواطنا أميركيا، على حد وصفه.
وأكد أن بلاده لا تستجيب للتهديدات، وأن محاولة إجبار حكومته على التدخل في القضاء لا يتماشى مع الدستور وقيم الديمقراطية المشتركة، على حد قوله.
يشار إلى أن العلاقات بين البلدين توترت بعد أن فرضت واشنطن الأسبوع الماضي عقوبات على وزيرين تركيين على خلفية محاكمة القس الأميركي أندرو برانسون بتهمتي التجسس والإرهاب.
وضمن الإجراءات الأميركية ضد تركيا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب -في تغريدة عبر موقع تويتر- أنه صادق على مضاعفة الرسوم المفروضة على الصلب والألمنيوم القادمين من تركيا، بحيث ستصبح بمعدل 20% في الألمنيوم، و50% في الصلب.
وإثر ذلك، قالت وزارة الخارجية التركية -في بيان- "يجب أن تعلم الولايات المتحدة أن النتيجة الوحيدة التي ستجلبها مثل هذه العقوبات والضغوط... هي إلحاق الضرر بعلاقاتنا كحليفين"، مضيفة "كما هي الحال مع كل الإجراءات التي اتخذت ضد تركيا؛ سيتم اتخاذ الرد الضروري".