الموقف الضعيف

الموقف الضعيف
الموقف الضعيف

سخرت واشنطن، أمس، من المحاولات الايرانية، ذات الطابع الإعلاني، لإظهار ذاتها بأنها قادرة على منع الملاحة في مضيق هرمز، مع ما يترتب على ذلك من توقف عبور ناقلات النفط، كلياً أو جزئياً، فيتسبّب بأزمة محروقات كبرى في العالم.

الجنرال جوزيف فوتيل قائد القوات الاميركية في الشرق الأوسط قال: “إنّ الايراني يحاول إثبات وجود وادعاء قوة… ولكننا بالمرصاد وسنؤمن الملاحة في المضيق، أمّا “رسالة” طهران فوصلت ولكنها من دون مفعول”.

وهذه الجزئية هي تفصيل في الصراع المفتوح بين إدارة الرئيس دونالد ترامب ونظام ولاية الفقيه في علاقة ملتبسة خصوصاً في الموقف الاميركي الذي يبدو في أشد العداوة لإيران، فيما يبدو على الارض وكأنّ ما بين الجانبين تواطؤاً تكشفه التطورات والمستجدات.

في أي حال، الوضع في هذه المرحلة يبدو كأنّ الصراع بين واشنطن وطهران بلغ ذروته في التصعيد، بحيث تبدو الإحتمالات كلها واردة تصعيداً… خصوصاً وأنّ العقوبات التي أعيد تطبيقها على إيران قبل يومين، وتلك الآتية في شهر تشرين المقبل، تشكل ضغطاً غير مسبوق على إيران المنهكة إقتصادياً والتي تواجه مساندة من دول الاتحاد الاوروبي (جماعة وأفراداً) ليس حباً بإيران بل حرص على الشركات الاوروبية الضخمة التي ستكون في طليعة المتضررين كونها انفتحت بالمئات والآلاف على الاستثمار في إيران إثر توقيع الاتفاق النووي.

إلاّ أنّ الجانب الاميركي غير مرتاح الى موقف حليفه الاوروبي وشريكه في الحلف الاطلسي، وهو يهدّد بتقليص مساهمته في هذا الحلف الى أدنى الدرجات ما يعني “رفع الحماية عن أوروبا” كما يقول ترامب، ويضيف: “إننا نوفر لكم الحماية منذ الحرب العالمية الثانية، وعليكم أن تبادلونا بتحمّل المسؤولية المالية من جهة وبدعم مواقفنا من جهة ثانية”.

إلاّ أنّ الجانب الاوروبي قال عبر وزراء خارجيته بعد اجتماع لوكسمبورغ: إنّ عدم احترام اتفاق دولي دعمه مجلس الأمن قد تكون له عواقب وخيمة على السلام الإقليمي وقد يقوّض جهود كبح الطموحات النووية لكوريا الشمالية.

وقال وزير الخارجية الالماني، زيغمار غابرييل، للصحافيين قبل اجتماع وزراء الخارجية “نشعر نحن الاوروبيين معاً بقلق بالغ من أن يقودنا قرار الرئيس الاميركي الى مواجهة عسكرية مع إيران”.

ورأست المحادثات المغلقة فيدريكا موغيريني، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي، التي قادت المرحلة الأخيرة من مفاوضات الاتفاق، وأصدر الوزراء بعدها بياناً مشتركاً قالوا فيه إنّ اتفاق عام 2015 أساسي لمنع انتشار الاسلحة النووية عالمياً.

وقال البيان “الاتحاد الاوروبي ملتزم بمواصلة التطبيق الفعّال والكامل لكل بنود اتفاق إيران النووي”.

طبعاً الاتحاد الاوروبي لا يملك أي وسيلة لدعم موقفه هذا، خصوصاً أنّ حرصه على شركاته (التي ستتضرر حتماً من العقوبات) هذا الحرص لم يلقَ تجاوباً من الشركات ذاتها التي تخشى على أصولها وحتى استمراريتها إذا ما اتخذت خطوات تتعارض والموقف الاميركي… من هنا رأينا المئات منها عادت لتنسحب من إيران، ولو على امتعاض…

وبالتالي يبدو الاتحاد الاوروبي “بضاعة حكي” كما يقولون عندنا في لبنان… ويضيفون “ما في جمرك على الحكي”.

عوني الكعكي

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!